إتصالات تعيب فودافون و العيب فيها
محمد سلطان محمود
في خطوة غير معتادة في سوق الإعلان المصري إستعانت شبكة إتصالات في أخر إعلاناتها التليفزيونية بشخصية مارد شبيهة بشخصية المارد التي قدمها أحد الممثلين في حملة إعلانات شبكة فودافون الأخيرة قبل رمضان، إتصالات قامت بالسخرية من إعلان فودافون الأخير الذي إعتمد علي مشاركة مجموعة من النجوم في تقديم الإعلان، و تساءل الإعلان عن عدد الملايين التي تم دفعها في إعلان فودافون بدلاً من توزيعها علي الناس.
و بالرغم من أن قيام الشركات بالسخرية من منافسيها في إعلاناتها هو شيء قائم منذ عشرات السنين، و يمتليء موقع يوتيوب بعشرات الإعلانات العالمية التي تدور في إطار السخرية، إلا أن إعلان إتصالات الأخير جانبه التوفيق في إصابة هدفه.
بداية، إتصالات لها 3 إعلانات جديدة تعرض في رمضان، و هي الأكثر تواجداً في فواصل القنوات التليفزيونية في العديد من القنوات، و هو أمر مكلف للغاية نظراً لإرتفاع قيمة بث الإعلانات في رمضان، مما يجعل التساؤل حول دفع الملايين غير مجدى، كما أن الإستعانة بشخصية مارد فودافون بزيه الاحمر جالساُ في ديكور يرمز إلي ديكور السيرك الذي ظهر في إعلانات فودافون التى قدمها أحمد مكي، جعل الإعلان الذي بلغت مدته 38 ثانية يبدو كأنه دعاية لفودافون و ليس إتصالات، فما جدوى أن تذكر المشاهدين بفودافون لمدة 25 ثانية ثم تبدأ بالحديث عن رسالة الإعلان في 10 ثواني فقط؟
محاولة إتصالات للسخرية من فودافون، أثارت بعض ردود الفعل السلبية و الساخرة علي مواقع التواصل الإجتماعى، فرد فعل مستخدمى تلك المواقع إنحصر في جملة “جني فودافون راح إتصالات”، لكن لم يذكر أحد ما هو العرض الذي قدمته إتصالات لمستخدميها في الإعلان، مما يوضح أن الرسالة المرجوة من الإعلان لم تصل للمشاهدين.
و دارت النقاشات حول المقارنة بين جودة الخدمة بين الشبكتين، كما تداولت العديد من صفحات فيسبوك و مستخدمى تويتر فيديو إعلان حملة إتصالات “الدنيا لسه فيها أكتر” التي تم تقديمها عام 2010، الإعلان المبهر الذي قدمه كل من : يسرا، محمد منير، أحمد عز، هند صبري، عزت أبو عوف و دنيا سمير غانم، في محاولة لتذكير الشبكة الثالثة بعدم جدوي السخرية من فودافون فيما سبقتها هي إليه.
إتصالات نجحت منذ بدايتها في الإستعانة بنجوم بارزين في حملاتها إعلانية ، بداية من إعلان إنطلاق الشبكة الذي قدمه محمد منير، مرورأ بالإستعانة بأحمد مكى في حملة “إتصالات أوبشنز”.
ثم الإستعانة مرة أخري بمحمد منير في 2010 في إعلان جرين لاين، الذي قدم أغنية حصرية للإعلان.
و ربما ينطبق علي إتصالات كلام منير في الإعلان حينما قال “يا حبيبتي بتسألي دايما كام شخصية بشوفها انا فيكي؟ انا اكتر من شخصية و كل ما في بيحلم بكي”.
هذا هو حال إتصالات متعددة الشخصيات، التي تستعين بالنجوم، و تغرق القنوات بإعلاناتها، ثم تسخر من قيام شركة منافسة بتقديم إعلان عالي التكلفة.
الإستعانة بالمشاهير لترويج المنتجات جزء هام من صناعة الإعلانات حول العالم، و كل تلك الملايين التي دفعتها إتصالات للنجوم في حملاتها الإعلانية من قبل ، و تقوم بدفعها الأن لتظل إعلاناتها متواجدة علي مدار اليوم هو شيء مشروع و حتمى في ظل المنافسة الشرسة بين شبكات المحمول علي جذب المستخدمين في شهر رمضان.
لكن السخرية من المنافس في الإعلانات يجب أن تعتمد علي إبراز مميزات المنتج الذي تقدمه الشركة، دون إشارة مباشرة لمنتجات المنافسين، مثلما فعلت موبينيل منذ سنوات في إعلان “الوهات” الذي قدمته ياسمين عبد العزيز، و دار الإعلان حول صراع ياسمين مع مع رجلان يرتديان بدل سوداء، الاول يضع في جيبه منديل أحمر و الثاني يضع منديل أخضر، في إشارة الي منافستها مع فودافون و إتصالات، و أثناء الإعلان قامت ياسمين بذكر جميع مميزات عرض موبينيل، دون التطرق إلي عروض الشبكتان المنافستان.
لكن لو فكرنا بنفس منطق إعلان إتصالات ، الذي لا أتفق معه، ألم يكن من الأجدر بإتصالات بتوفير كل تلك الملايين من أجل تحسين جودة الخدمة بدلاً من إنفاقها في محاولة للسخرية من شبكة محمول أخري؟
شاهد إعلان فودافون
شاهد إعلان إتصالات