هالة أبو شامة التسويق الشبكي
أكد الكثيرون مؤخرًاـ تعرضهم لعمليات نصب من قِبل إحدى الشركات التي تدعو للعمل من المنزل من خلال التسويق الشبكي.
تلك الشركة هي أمريكية في الأصل، وتأسست عام 2009، أما اسمها فهو مستوحى من اسم إحدى الموسوعات العالمية.
تعمل هذه الشركة في تجارة المنتجات الخاصة بالصحة والجمال، ووصل عدد متابعي صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك” حتى الآن إلى ما يزيد عن 893 ألف متابع.
وبحسب إعلاناتها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فإنها حصلت على براءة اختراع بفضل المنتجات الفريدة التي تصنعها للتجارة فيها، وانتشرت في 157 دولة حول العالم، فيما لها 88 مقرًا إداريًا في أماكن متفرقة.
كما حصدت العديد من الجوائز التي بلغ عددها حتى الآن 650 جائزة، وحققت مبيعات كثيرة تُقدر بحوالي مليار دولار سنويًا.
كل هذه المميزات والمواصفات لا يمكن أن تكُن إلا لشركة تحترم موظفيها وعملائها – ذلك لسان حال كل من يقرأ إعلاناتهم – ولذلك فإن عملية جذب الضحايا ليست صعبة بالتأكيد، خاصة مع كثرة الإغراءات من بينها أنه يمكن الربح من خلال الشركة باستخدام 6 طرق، أهمها البيع المباشر والتسويق الشبكي.
ولمن لا يعرف.. فإن التسويق الشبكي هو نوع من أنواع تسويق المنتجات أو الخدمات مبني على التسويق التواصلي حيث يقوم المستهلك بدعوة مستهلكين آخرين لشراء المنتج في مقابل حصوله على عمولة، ويحصل أيضاً المستهلك الأول على نسبة من العمولة في حالة قيام العملاء ببيع المنتج لآخرين بحيث يصبح المستهلك على قمة هرم ويصبح لديهِ شبكة من الزبائن المشتركين بأسفله، أو عدد من العملاء قام بالشراء عن طريقهم، فالمنتج الذي تسوقهُ هذهِ الشركات مجرد ستار للحصول على العمولات والأرباح.
كيف تتم عملية النصب؟
تلك الشركة بها موظفين وأعضاء، كل عضو منهم يحتاج إلى تكوين مجموعة أخرى يكون هو قائدها لتبدأ عملية التسويق الشبكي، ولذلك فإنه من الممكن أن تصادف قائد مجموعة يراعي ضميره فيمن يعملون معه، بينما من الوارد جدا أن تصادف النوع الآخر، الذي لا يهمه سوى جمع عضويات الآخرين، الذين سرعان ما يتورطون في دفع مبالغ تقدر بالألوفات مقابل شراء منتجات الشركة، للحصول على العمولة التي تصله على كل عضوية جديدة.
يعاني العضو الجديد بعد ذلك في الحصول على منتجاته، التي من الممكن أن تصله بعد شهرين ونصف من دفعه للمبلغ، بالإضافة إلى معاناته في الحصول على أرباحه والوصول إلى قائد مجموعته.
أحد العاملين في نفس الشركة.. طرح مقطع فيديو عبر موقع “يوتيوب” حذر فيه من عمليات النصب التي تتم من قِبل بعض أعضاء الشركة، موضحا الطريقة السليمة للانضمام، إذ أكد أن العضوية من الممكن أن تتم بشكل مباشر بين الشركة والعضو الجديد، ولذلك فإن المنتجات ستصله خلال نفس اليوم.
ووفقًا لتصريحات الخبير الاقتصادي معتصم الشهيدي، خلال لقائه في حلقة برنامج “الأبواب المغلقة” التي قدمها الإعلامي جورج قرداحي، والتي أذيعت بتاريخ 4 يناير 2020، عبر شاشة ON، فإن أعضاء هذه الشركات يعتمدون اعتمادًا كليًا على الأعضاء الجدد، مؤكدًا على أنه إذا توقف جلب أعضاء جدد فذلك معناه بداية انهيار هذه الشركة.
أوضح أنه إذا لم ينضم أعضاء جدد فإن صاحب هذه الشركة سيفشل في دفع أرباح الأعضاء القدامى، مما يدفعهم للتذمر خاصة إذا لم يكونوا قد حصلوا على قيمة المبلغ الأصلي الذي دفعوه في البداية.
أضاف أن أصحاب هذه الشركات قد يلجأون إلى بعض المشاهير لإغراء الآخرين للانضمام، مؤكدًا على أن هؤلاء المشاهير قد يكونوا نقطة الضعف لهذه الشركات، إذ سرعان ما يُفتضح أمرهم بين العامة.
وقبل عدة سنوات، فقد اعُتبرت شركة كويست نت Q-net، التي تأسست عام 1998، من أخطر شركات التسويق غير المباشر عالميًا، بعد أن تمت إدانتها في الولايات المتحدة الأمريكية، لما تقوم به من مخالفات قانونية، كما مُنعت فى الهند ودبي وفرنسا وكندا وبلجيكا، فيما انتشرت في مصر خلال الفترة من 2008، وأنهت عملها عام 2014، بعد أن حققت الكثير من الأرباح.
وخلال فترة عملها في مصر، أصدر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، فتوى بتاريخ 12 سبتمبر 2011، حرم من خلالها التسويق الشبكي.
وجاء نصها كالآتي: “للتسويق الشبكي صورة شائعة تمارسها شركة (كيونت)؛ وهي أنها تبيع سلعة أو خدمة لأحد عملائها الذي يسوِّق ما تروجه الشركة في مقابل حافز مادي كلما جاء عدد معين من المشترين الآخرين يمتدون في شكل ذراعين متوازنين، ويزيد الحافز كلما زاد عدد المشترين المتجددين، وبعد الرجوع لخبراء الاقتصاد والأطراف ذات الصلة بهذه المعاملة ترى أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن هذه المعاملة حرام شرعًا؛ لآثارها السلبية على الاقتصاد، وإخلالها باتزان السوق ومفهوم العمل، وفقدان المتعامل فيها للحماية القانونية والرقابة المالية المطلوبة، فضلًا عن كون السلع فيها صورية لا تُقصَدُ لذاتها غالبًا”.