أسماء شكري
ظاهرة التنمر على أبناء الفنانين ليست جديدة، ولكنها بدأت تتزايد بشكل ملفت خلال الفترة الحالية، وردود الأفعال تجاهها اختفلت أيضا عما سبق.
فبعد يومين فقط من انتقاد إحدى الفتيات لمحمد رمضان وابنه ووصفهما بكلمات عنصرية بسبب لون بشرتهما، تكرر الأمر مع ابنتي الفنان شريف منير ذات الـ 12 و الـ 16 عاما، بعد نشر والدهما صورة لهما والصغيرة نائمة على سريرها وتنظر للكاميرا ببراءة وشقيقتها جالسة بجوارها.
انتقد الجميع التنمر على محمد رمضان وابنه حتى من كانوا يهاجمونه فنيا، ووجدنا ردود أفعال غاضبة أكثر من رد فعل رمضان نفسه، الذي اكتفى بالتعليق على كلمات الفتاة بطريقة “شيك” وهادئة يُحسد عليها؛ في حين أن من هم خارج الموقف كان انتقادهم لاذعا؛ من بينهم المحامي ومقدم البرامج خالد أبو بكر الذي وصف الفتاة بأنها “قليلة الأدب”؛ مطالبا النائب العام بالتحقيق في الواقعة دون انتظار تقدم أحد ببلاغ ضد الفتاة.
أما رد شريف منير فكان مختلفا عن رد فعل محمد رمضان؛ ففي حين أن الأخير لم يُجرِ مداخلات تليفونية في البرامج ليهاجم من تنمرت عليه هو وابنه ولم يعلق على الواقعة مرة أخرى حتى اليوم؛ فإن منير خرج في أغلب برامج التوك شو يهدد من هاجموا بناته متوعدا إياهم بتحرير بلاغات ضدهم وتقديمها لمباحث الإنترنت، ونحن هنا لا نفضّل رد فعل فنان عن آخر، وإنما نرصد تعامل كل منهما مع الموقف؛ في محاولة لفهم ما سنصل إليه مستقبلا مع تكرار تلك المواقف.
بالتأكيد ابن محمد رمضان أو ابنتي شريف منير ليسا أول حالتا تنمر على أبناء الفنانين، فقد سبقتهما قبل حوالي 9 أشهر واقعة تنمر البعض على ابنتي الفنان كريم فهمي من حفل زفاف شقيقه أحمد على الفنانة هنا الزاهد، فقد حرص كريم على إخفاء وجهي ابنتيه؛ وهو ما انتقده بعض المتابعين الذين علقوا على تصفيف شعر الطفلتين “الكيرلي” ووصفه بكلمات سخيفة؛ ومقارنتهم لموقف نانسي عجرم التي لم تُخفِ وجه ابنتها الصغرى بالرغم من جمالها الذي فاق جمال ابنتي فهمي؛ على حد وصف البعض في تعليقاتهم.
لم يخرج كريم فهمي في البرامج ليدافع عن ابنتيه مثلما فعل شريف منير وإنما اكتفى بمهاجمة منتقدي ابنتيه؛ وكان هجوم شقيقه أحمد أعنف متوعدا كل من يتنمر على بنات شقيقه الوحيد، ومر الموقف سريعا ولم يقف عنده أحد كثيرا مثلما حدث في أحدث واقعة تنمر على أبناء الفنانين وهما ابنتي شريف منير.
وهنا يكون السؤال: هل على الفنان أن يتجاهل المتنمرين على أبنائه؟ مثلما يفعل دائما عمرو دياب الذي لم يعلق بحرف على الانتقادات الواسعة الموجهة باستمرار لابنتيه كنزي وجانا حول طريقة حياتهما وملابسهما وصورهما التي ينشرانها؟ أم يكتفي بالرد بلباقة وذكاء مثلما فعل محمد رمضان؟ أم الهجوم الحاد ورفع الأمر إلى القضاء مثلما تصرّف شريف منير؟
الأمر بالطبع متروك لكل فنان يفعل ما يراه مناسبا من وجهة نظره، ولكن ما نستطيع أن نؤكده أن تلك الظاهرة لن تختفِ؛ بل على العكس أتوقع أن تزداد خلال الفترات المقبلة، وهو ما يجعلنا نتساءل: الدور على من؟