خلال أزمة كورونا، استنتج المعلنون أن هناك حاجة ماسة لخفض الإنفاق على الدعاية والإعلان؛ وقرر أغلبيتهم إلغاء حملات إعلانية ضخمة أو على الأقل تعليقها لأجل غير مسمى للتغلب على عدم اليقين المالي. وكتبت العديد من المقالات التي تحذر من هذا الأمر، ولكن حتمًا سينخفض الإنفاق الإعلاني، مدفوعًا بالحاجة وليس الرغبة.
وبصفة خاصة، تأثرت شركات إعلانات الأوت دور، فكونها تمتلك وسائل إعلانية خارج المنزل خلال وقت يخضع فيه الجمهور لتوجيهات البقاء في المنزل، خلق التناقض بين الأبيض والأسود، ما يعني أن تلك الشركات تأثرت بدرجة أو أخرى. تم تخفيض ميزانيات الإعلانات ولكن في نفس الوقت خاطر معظم المعلنين بخسارة جمهورهم أيضًا.
لسنا في ركود رسمي
ويعتقد بل فورديس، الرئيس التنفيذي لشركة باك لايت ميديا أنه حتى خلال فترة الركود، لا يزال الجمهور في حالة تنقل؛ ولا يزالون يسافرون من مدينة لأخرى ويذهبون إلى العمل، ولا يزالون يسافرون إلى المركز التجاري، ولا يزالون يسافرون لرؤية الأصدقاء. ربما تغيرت اعتبارات ميزانياتهم وأساليب إنفاقهم، ولكن يجب على الشركات المنتجة والعلامات التجارية أن تكافح من أجل الفوز بانتباه جمهورها.
وأضاف فورديس: “نحن لسنا في ركود عادي، لسنا في حالة ركود رسمي معلن، وعلى الرغم من السماح للجمهور الآن بالتحرك بحرية أكبر، إلا أنه لا يزال هناك عدم يقين وحذر، مما يعني الحاجة لمزيد من الجرأة وقرارات خارج الصندوق لإعادة ميزانيات الإعلانية لأنشطة الأوت دور التي لا تزال معلقة، على الرغم من أن الجماهير في تزايد، والعلامات التجارية تبحث عن الوقت المناسب والرسالة المناسبة للعودة إلى الشارع.
يمكننا أن نهزم كورونا باستراتيجية طويلة المدى
سيكون مفتاح النجاح لشركة باك لايت ميديا، BackLite Mediaوجميع الشركات الأخرى، هو وضع استراتيجية طويلة المدى للعمليات اليومية وتطوير المنتجات. لقد ضرب وباء كورونا الصناعة بشدة وبسرعة، ولكن يجب أن تستند قرارات الأعمال على رؤية طويلة المدى.
وتمتلك باك لايت ميديا العديد من العملاء منذ 20 سنة، وبالتالي تعمل مع عملائها الرئيسيين، بما في ذلك إمكانية تعديل شروط الدفع، ويتوقع فورديس أن العملاء سيعودون قريبًا ويجب أن تكون شركات الأوت دور مستعدة لاستقبالهم، من خلال تركيب لافتات رقمية عالية الجودة و تثبيت لافتاتها الأيقونية بالإضافة إلى العروض الجذابة
البيانات كنز ودراسة الجمهور تقود العمل
وأشار فورديس إلى أن شركته أطلقت شبكة رقمية جديدة في دبي فستيفال سيتي، التي تعد واحدة من أقوى شبكات اللافتات في المنطقة. هذا ليس سهلاً أو رخيصًا، ولكن من المهم الاستمرار في تجاوز حدود إعلانات الأوت دور وأن تطمح الشركات لأن تصبح رائدةً في السوق.
وأكد فورديس أن صناعة الإعلام والإعلان أصبحت متعطشة للبيانات، وفي بعض الحالات تعتمد على البيانات. لن يكون الإعلان الآلي ممكنًا بدون بيانات مفيدة للجمهور؛ فالعالم الرقمي يدور في فلك البيانات.
ومع ذلك، يقر فورديس بأن قطاع الأوت دور متخلف عن الركب ولا يزال يعتمد بالأساس على اللافتات واللوحات. ولكن، يوجد في المملكة المتحدة قياس قيادي لتحليل سلوك الجمهور وحركته نحو الشراء والبيع على أساس واقعي.
ونظرًا لأن المستهلكين قد تم دفعهم إلى الداخل، فسيعمل المعلنون بلا شك على تحريك الميزانيات نحو استراتيجية رقمية موجهة. بمجرد انتهاء هذه الأزمة، سيرتفع الطلب على المزيد من إعلانات الأوت دور، لذا السبب سيحتاج قطاع الأوت دور إلى احتضان جمهوره وتحليله وتقديم حلول أكثر استهدافًا للعلامات التجارية.