انتقادات ليه لأ
رباب طلعت
بالرغم من عرض 6 حلقات فقط، من مسلسل “شاهد.نت” الجديد “ليه لأ” بطولة أمينة خليل، إلا أنه نجح في خلق حالة من الجدل، حيث أثيرت حوله الكثير من الانتقادات، ليس مع بداية عرضه فحسب، بل من قبل ذلك بعد طرح أغنية التتر “اللي قادرة” بصوت آمال ماهر.
التهمة الأولى التي واجهها صناع العمل، كانت بمجرد طرح تتر العمل، قبل عرضه بأسابيع قليلة، حيث ظهرت فيه أمينة خليل، وهي تترك زفافها وتهرب، وذلك كان كافيًا للاعتقاد بأن الأحداث تدور حول تحريض الفتيات على الفسوق، بالخروج عن طوع الأهل، وترك المنزل والانفصال عنهم، والتمرد على الزواج، وقد تجدد الأمر بمجرد عرض الحلقة الأولى.
وبالطبع كان الرجال الشريحة الأكثر انتقادًا لفكرة الاستقلال وتراجع “عليا” الشخصية التي تجسدها أمينة خليل عن الزواج في اللحظة الأخيرة، خاصة أنهم اعتبروا أن ذلك دعوة لـ”تخشين” الفتيات وتغيير فطرتهن.
تلك الاتهامات لم تعجب بعض الفتيات اللاتي عبرن عن غضبهن من النظرة القاصرة لرسالة العمل، حيث إنه في الأساس يهاجم أسلوب وتعنت بعض أولياء الأمور مع أبنائهم بدعوى أنهم صغار وغير ناضجين، ولا يعرفون مصلحتهم، وما إلى ذلك مما ظهر في مشهد المواجهة بين هالة صدقي، التي تجسد دور أم “عليا”، وضربها بسبب “فضيحة” هروبها من الزواج، التي ترفضه الأخيرة من الأساس ومجبرة عليه، إلا أنها فضلت الهروب عن الاستمرار ومن ثم الطلاق أو التعاسة الأبدية.
من جانب آخر، هاجم البعض مشهد الهروب، باعتبار أنه سيرسخ “حاجات غلط” في عقول الفتيات، أي أنه سيحرضهم على التراجع عن الزواج، حتى وإن كان يوم العرس، وبالتالي جرح لمشاعر “العريس”.
الانتقاد الأوسع الذي طال صناع العمل، خاصة أمينة خليل، كان بسبب ظهور اثنين من مشاهير “تيك توك”، وهما دينا مراجيح وصديقها يوسف جو، حيث تعرضت أمينة خليل للضرب منهما لرفضها إهانة “جو” لـ”دينا” في سيارتها، حيث كانت توصلهما بناء على عملها كـ”كابتن” في إحدى شركات نقل الركاب الخاصة.
انتقاد ظهور المدعوة دينا مراجيح، لم يكن سببه فقط أنهما ليسا ممثلين، أو لأنهما غير مؤهلين لأداء أحد المشاهد التمثيلية من الأساس، واستحقاق فنانين آخرين كثير الظهور بدلًا منهما، إنما لكونهما يقدمان محتوى غير مرغوب فيه على “تيك توك”، حيث يقدمان مشاهد تمثيلية بأنهما “مرتبطان ببعضهما” ولكن بطريقة شعبية، وتفتقد لمظاهر اللباقة والذوق العام.
ظهور الثنائي دينا وجو، فسره البعض بأنه أسلوب دعائي لا أكثر، استخدمه صناع العمل لركوب موجة “الترند” الحالية، وهي نجوم تطبيق “تيك توك” وشهرتهم بين المراهقين والشباب وحتى الأطفال، مع التأكيد بأن الانتقاد والهجوم الذي شنه الجمهور على المسلسل هو المطلوب بالفعل من مشاركتهما في مشهد “لا قيمة له” بحسب وصف البعض.
انتقادات ظهور الثنائي لم تكن من الجمهور فقط بل من بعض العاملين في الوسط الفني، سواء ممثلين أحبطوا بإسناد الدور لهما، أو مخرجين، وكان من أبرز المعلقين على الأزمة المخرج أمير رمسيس، الذي قال إن انزعاج الفنانين من ظهورها أمر مؤلم، لأنه مشهد أقل من أن يشكل أي مستقبل مهني لأي فنان طموح، كما قال المخرج سامح عبد العزيز، بأنهما يستحقان المشهد، وهو ملائم لهما، لأنه مشهد “ناس بذيئة” وقد وفقا في تمثيله.
من جانبها قالت المخرجة مريم أبو عوف، في تصريح خاص لـ إعلام دوت كوم”، إن اختيار دينا مراجيح ويوسف جو، ليس له علاقة بالإنتاج أو الدعاية للعمل، بل هو قرارها، حيث نجحا في “الكاستينج” ورأت أنهما مناسبان للدور، وقد نجحا فيه، مؤكدة أنهما صورا المشهد قبل شهرتهما على “تيك توك”، معبرة عن تعجبها من الهجوم عليهما وانتقاد ظهورها في العمل.انتقادات ليه لأ
تصدر مشهد إجبار خطيب “رضوى” التي تجسد شخصيتها مريم الخشت، لها بأن تخبر أقرب صديقة لها “عليا” بأن حضورها غير مرغوب فيه للزفاف، نظرًا لأنه ووالدتها متفقان على إن تمرد “عليا” يعد “قلة أدب”، ولا يجب أن تربطها علاقة بها، أحد المشاهد الأكثر تأثيرًا في الحلقات الست الأولى، وقد أثار الكثير من الجدل حوله، نظرًا لموافقة “رضوى” وخضوعها لتهديده لها بأنه سيلغي الزفاف، فأخبرت صديقتها برسالة صوتية وهي تبكي بأن “مينفعش تيجي الفرح”.
لم يتصدر المشهد فقط بالثناء عليه من البعض لتجسيده لواقع أليم تعاني منه فتيات كثيرات في الوطن العربي كله، ليس فقط في مصر، ولا غضبًا من شخصية “رضوى” الضعيفة ورضاها بالإهانة من خطيبها، بما يتنبأ برصيد كبير من الإهانات في المستقبل، إنما لأن رضوى “محجبة”، وهو ما اعتبره البعض إهانة للحجاب، وأن صناع الدراما دائمًا ما يظهرون الفتيات المحجبات على إنهن ضعيفات الشخصية ومغلوبات على أمرهن، حتى إن البعض عبروا عن أمنيتهم بأن لحظة ثورة رضوى ضد ما يحدث معها لا يصاحبها خلع الحجاب.
نرشح لك: بعد دينا مراجيح… مشهد مريم الخشت في “ليه لأ” يتصدر الترند
بالرغم من تعرض المسلسل، لانتقاد كل حلقتين تقريبًا -3 انتقادات في 6 حلقات- إلا أن ذلك لا يمكن تفسيره إلا أنه قد نجح بجذب المشاهدين له، والاستمرار في مشاهدة حلقاته، بمجرد نزولها، فعلى سبيل المثال، اشتعل فتيل الهجوم عليه بسبب دينا مراجيح وجو، وكذلك مشهد مريم الخشت، من الساعة الأولى لطرح المسلسل على المنصة، أي أن الجمهور كان مترقبًا لعرض الحلقات أول بأول، بالإضافة إلى انتقاد التتر من قبل العرض من الأساس، ما يعني أن صناع العمل قد نجحوا بالفعل، في جذب الجمهور، حتى ولو كان بإثارة الجدل حوله، بالرغم من عرضه على منصة رقمية، وليس على قناة تلفزيونية، وذلك يعد نجاحًا كبيرًا لهم، هذا بالإضافة إلى لفكرة المسلسل نفسه والتي تدور حول قصص واقعية، ومتكررة في المجتمع تواجهها الفتيات بشكل أو بآخر.