إسراء النجار تكتب: 9 أسباب لتميز "تحت السيطرة"

تؤكد المؤشرات الأولية أننا أمام عمل “مختلف” جدير بالاحترام والمشاهدة، خاصة بعد أن مل المشاهد من “الخلطة السحرية” التي تغلب علي مُعظم الأعمال الرمضانية عادة، والتي لا تخلو من الإدمان والتدخين والجنس والخطف والاغتصاب، لتحقيق عنصر الإثارة ومن ثم الانتشار بشكل أكبر، ولكن مسلسل “تحت السيطرة” رغم أنه يتناول أصلًا موضوع الإدمان، إلا أنه لا يتناوله بشكل مبتذل أو نمطي ليجذب أكبر عدد من المشاهدين.

1- صناع العمل.. أسماء تعني الثقة

ذكرياتنا مع صناع العمل، والثقة التي تكونت بالتبعية، تجعل بينك وبين المؤلف أو المخرج أو البطل نوع من “العِشرة”، فلن تنسى وأنت تشاهد المسلسل الكاتبة مريم نعوم التي تألقت في عملين متتالين “ذات، وسجن النسا”، وكتبت سيناريو العمل البديع “موجة حارة”، والمخرج تامر محسن، الذي قدم عملًا متميزًا وطازجًا في رمضان قبل الماضي “بدون ذكر أسماء”، إضافة إلى الموهبة التي تتكاثر ذاتيًا وبشكل لا نهائي.. نيللي كريم.

2- التتر مسلسل لوحده

صورة مهتزة، أسماك في رحلة  صعود وهبوط تعكس حيرة أبطال العمل، نمر متربص من الخلف، نعامة تدفن ماضيها.. وريشة يطيرها الهواء، عالم من الانفعالات النفسية والجسدية المعقدة التي جسدها لنا تتر البداية، مُثقلًا بموسيقى تامر كروان التي منحت التتر شرعية لاقتحام وجداننا.

3- الخوف أول القصيدة.. وآخرها

كان المشهد الأول من المسلسل “آسر” ومشجع على الاستمرار في المشاهدة.. أبدعت فيه المريمتان، الأولى “مريم” التي تجسدها نيللي كريم بحرفية، بالإضافة إلى مريم نعوم -كاتبة العمل- التي نسجت خيوط مشهد البداية ببراعة:
“بخاف من حاجات كتير.. تغيير المكان أو الزهق من نفس المكان، الوحدة، الزحمة، السكوت والدوشة، بخاف من الحاجة وعكسها واللي بينهم، واللي مش بيخوفني عمال يقل، الخوف بقي سارح جوايا مع الدم، وأكتر حاجة بخاف منها خوفي، كارهاه قوي ومش عارفة أهرب منه فين”.

المريمتان كما بدأتا الحلقة بالخوف تختمانها به: “أنا مش كويسة خالص يا شريف، خايفة. كل حاجة حواليا مخوفاني وأكتر حاجة خايفة منها نفسي البيت والناس والشارع، أنا مش قادرة أصدق إن بعد السنين دي كلها لسه بفكر فيه.. أول لما وصلت لقيت نفسي رايحاله”.

4- المدمن.. إنسان

المسلسل ركز على الجانب الإنساني للمدمن، بشكل يجعلك تندمج مع “الحالة”، ولم تعتمد الرؤية على الإكليشيهات السابقة في تناول قضية الإدمان، لتنسى ما يحمله المدمن بين أصابعه أو يغرسه في شريانه، وتتذكر أن المدمن في النهاية.. إنسان.

5- “NA”

اللافت هو تطرق العمل لأول مرة في الدراما  إلى “NA”، وهو مصطلح يعني زمالة المدمنين المجهولين، والتي تعطي برنامج للتعاطي عن الإدمان دون الانتماء إلى أي جهات أو مستشفيات رسمية، وحرص فريق العمل على وضع أرقام الزمالة على تتر العمل، موضحًا أنهم لم يشتركوا في إنتاج المسلسل وليس لهم أى علاقة به، لذا نجد أمامنا “فن” يساعد في تطهير المريض ويقف بجانبه، ولا يسخر من ضعفه وحاجته.

استعانت “مريم” أيضأ بكتاب زمالة المدمنين “الكتاب الأزرق”، الذي يشرح خطوات التخلص من الإدمان، ولهفة العودة للمخدرات، وأعراض “الانسحاب”، و”الانتكاسة”، إضافة إلى الإشارة للبرنامج الذي يجب أن يشتغله المدمن المتعافي.

6- عدم المباشرة.. المشاهد ليس غبيًا

تحتوي الحلقات القليلة التي عرضت، على تفاصيل صغيرة تعني الكثير، تناغم جميل بين الأداء وحركة الكاميرا المتوترة، والإضاءة، والموسيقى التصويرية، تجتمع كل عناصر العمل لإيصال الرسالة للمشاهد بشكل غير مباشر، لذلك المشاهد الكسول لن يستمتع بالمسلسل، لأنه لن يرهق ذهنه في التقاط إشارات صناع العمل.

مثال من الحلقة الثانية: مشهد اعتراف مريم لزوجها “حاتم” عن حبها القديم “رامي” بعد أن سمعها تتحدث عنه، وخوفها وتوترها الشديد وهي تتذكره، وكتمان سر أنه راح ضحية حادث إدمان، منذ 9 سنوات، وتكتفي بقولها “رامي مات وكان ممكن أكون أنا كمان ميتة معاه، ساعات بحس إنه مات بسببي وساعات بحس أنه مات علشان أنا أعيش”.

وفي نفس الحلقة: مشهد انهيار مريم نفسيًا بعد اقتحام “حاتم” للماضي، دخولها حمام “مايا” والبحث عن “مهدئ” هي تعلم أنه الخطوة الأولى في رجوعها للادمان، نظرتها للمهدئ ودموعها وهي تبتلعه.

7-  أهم من الشغل.. عدم الاستسهال

البدء بمرحلة التعافي يؤكد أن الكاتبة لها نظرة، لا تريد تقديم عمل جيد و”خلاص”، فهى تعلق قلب المشاهد بـ”مريم” و”طارق” و”شريف”، ومن ثم تبدأ في سرد ما تحمله كل نفس، هل ستواجه ضعفها، ولماذا ينتصر عليها، وكيف ستقهره؟

8-  طبيب نفسي “بجد”

ومن سمات الاتقان أيضًا، الاستعانة بمستشار نفسي “د/نبيل القط” وظهوره في العمل بصفته، ما أضفى مزيدًا من الواقعية والعمق على المَشاهِد التي يظهر فيها، ورسخ فكرة أن زيارة الطبيب النفسي شئ لائق ومريح وضروري، بعد أن صدرت لنا الأعمال أن من يزوره لابد أن يصاب بالجنون، و”القط” بدوره أسهم  في  انعكاس حالة التوتر والقلق والخوف التي يعاني منها المتعافى من الإدمان، من خلال أدق التفاصيل: تعبيرات الوجه، رعشة اليد، اضطراب النظرات.. وغيرها.

9-  وجوه تتحدث

نجد أمامنا وجوه بسيطة ومعبرة سيطرت على الشاشة، بداية من المراهقة ذات الحضور التي جسدت دورها الوجه الجديد جميلة عوض، مرورًا بظافر العابدين، وهاني عادل، وأحمد وفيق، وسمر مرسي، وجيهان فاضل، ومحمد فراج الذي سينطلق بشكل أكبر في الحلقات القادمة، ليعيد تامر محسن اكتشافه بعد أن قدمه بصورة رائعة في “بدون ذكر أسماء”، حتي نقف أخيرًا أمام أداء نيللي كريم، التي قدمت 6 حلقات تقطع الأنفاس في كل تفصيلة، معلنة عن أداء راق ننتظره بشغف.

نقدم لكم : جميلة عادل محمد عوض   

ظافر العابدين: شخصيتي في “تحت السيطرة “شفافة وصعبة”

مواعيد عرض مسلسل “تحت السيطرة”

شاركنا الرأي حول ما هي القناة التي تحرص على متابعتها وقت الإفطار؟ للمشاركة أضغط هنـا

اقرأ أيضًا:

الفرصة الأخيرة لتنفيذ حكم حبس أحمد موسي

 إتصالات تعيب فودافون و العيب فيها

8 معلومات عن إعلان عمرو عبد الجليل  

12 معلومة عن أسامة عبد الله نجم إعلان كرنش

حقيقة ظهور حارس منتخب هولندا 90 في إعلان فودافون

“حماية المستهلك” يوقف بث إعلان شيبسي FOX

 إبراهيم سعيد يعترف بسبب طرده من معسكر المنتخب في 2002  

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا