تويتر وفيسبوك
محمد الحلواني
خلقت الاحتجاجات الأمريكية المناهضة للعنصرية، والتي اندلعت في أعقاب مقتل جورج فلويد أواخر مايو الماضي، معضلة بين شركتي وسائل الإعلام الاجتماعية تويتر وفيسبوك، ويتركز التباين بينهما في كيفية التعامل مع تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي اعتبرت في تقدير منتقدي ترامب “تمجيدًا للعنف”.
ومن ثم أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان من الممكن نشر تغريدات ترامب المخالفة لمعايير مواقع التواصل أم منعها، وتنص السياسة العامة لمستخدمي تويتر التي أقرها الموقع في يوليو 2019 على أنه “إذا غرد أحد الشخصيات عامة محتوى من المحتمل أن يسبب ضررًا، فإن هذا السلوك له وزن كبير بالمقياس الإخباري، والإجراء الذي يتبع هو أن تحتفظ منصة تويتر بالتغريدة كما هي ولكن تفرض عليها قيودًا، وبالتالي، من جانبه، أخفى تويتر تغريدة الرئيس ترامب خلف غلاف تضمن رسالة توضح مخالفتها لمعايير مجتمع تويتر، أما فيسبوك، من ناحية أخرى، فلم يفعل شيئا.
وفي حديثه لأنوشكا أستانا، أعرب أليكس هيرن، محرر شؤون التكنولوجيا لدى الجارديان في المملكة المتحدة عن اعتقاده بأن عدم اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه تغريدات ترامب ومنشوراته الساخنة أدى إلى نتائج سلبية متتالية داخليًا في فيسبوك، فانتشر الانتقادات علنًا وتناقلت التقارير معارضة داخلية بالموقع حول التراخي في إصدار رد فعل ملائم لانتهاكات ترامب لمعايير مجتمع الموقع الأزرق التي تطبق على كافة المستخدمين، ما اضطر مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشرح سياسته الخاصة بعدم التدخل في سلسلة من الاجتماعات التي شابها التوتر. ومع تصاعد الضغوط على فيسبوك، والسؤال لـ”هيرن”:هل يمكن لمؤسس فيسبوك أن يتجنب الانجرار إلى حرب سياسية مثيرة للانقسام في عام الانتخابات؟
كان مارك زوكربيرج قد أشار أثناء حديثه عن “علامة التبويب News” في مركز بالي، في نيويورك، إلى منهجه الذي لا يؤمن بالصوابية السياسية، وبالتالي انحيازه للموافقة على نشر كل شيء تشاركه الشخصيات السياسية وترك الحكم لجمهور المستخدمين، وقد استمع في نفس اليوم لعشرات العلماء الذين يجرون أبحاثًا بتمويل منه، إذ حذروا من إن فيسبوك يجب ألا يسمح للرئيس دونالد ترامب باستخدام المنصة لنشر “المعلومات الخاطئة والتصريحات المؤذية للغير”. ووقع 60 أستاذًا في مؤسسات بحثية أمريكية رائدة على خطاب يوم السبت، 6 يونيو 2020 ، طالبوا فيه أن يكون زوكربيرج أقل تسامحًا مع لغة الكراهية.