لطالما أطل علينا رمضان يحمل بين طيات أيامه الثلاثين حكايات ألف ليلة و ليلة و بالرغم من توقفها عدة سنوات إلا أنها عادت إلينا هذا العام بحلة أكثر واقعية و منطقية.
أخيراً تم تصوير شهريار هذا العام ملك ظالم يقتل الأبرياء من النساء نتيجة لعقدة نفسية تعرض لها الملك جراء خيانة زوجة أخيه له.
الملفت للنظر أيضاً هذا العام أن الحكاية التى ترويها شهرزاد لا تكون هى بطلتها و لا يكون شهريار البطل المغوار فيها فحمداً لله لم يقم شريف منير بدور نجم الدين و لا قامت نيكول بدور قمر الزمان ، مثلما كان دائماً الحال فى الرمضانات الحزينة التى حفلت درامتها بألف ليلة و ليلة فى ثلاثين ليلة من هدم مفاهيم العدل و إظهار الظالم و كأنه بطلاً لكن هذا لا يمنع أبداً مدى استمتاعنا بألف ليلة و ليلة القديمة عندما كنا أطفال، و بنفس القدرة على الإمتاع جاءت ألف ليلة و ليلة لهذا العام لكن مع القليل من الرشاد و تصحيح المسار.
إستخدام التقنيات الحديثة بلا شك كان داعماً لألف ليلة و ليلة هذا العام لتظهر بشكل مبهر ، كما أن إختيار أمير كرارة للقيام بدور نجم الدين كان موفق جدا فبالإضافة إلى تميزه فى هذا الدور ففى الوقت نفسه ساعده هذا الدور على الخروج قليلاً خارج إطار بطل الحارة الذى طل به علينا طوال ثلاث رمضانات على التوالى و كأن مخرجين الدراما توقفوا عن رؤية كرارة فى أى دور آخر فجاءت ألف ليلة و ليلة هذا العام لتنصفه قليلاً و تخرجه خارج القالب الذى وضعه فيه مخرجين الدراما بكامل إرادته، بالإضافة لهذا جاءت المؤثرات مبهرة و الصورة أخاذة، بالرغم من ركاكة الحوار المكتوب بالعامية أحياناً إلا أن النتيجة الإجمالية جاءت هذا العام فى صالح فريق عمل ألف ليلة و ليلة.
كل ما نرجوه الآن أن تكمل ألف ليلة و ليلة باقى لياليها الثلاثين على نفس القدرة على التشويق و أرجو ألا تنقلب الموازين فجأة فيصير شهريار عادلاً فجأة أو تقع شهرزاد فى غرام الظلم فجأة و تظهر لنا داخل المسلسل حركة ينظمها أهل المدينة المغبونين منذ زمن على يد شهريار ليكتشفوا إن هذا الظالم يستحق الإعتذار و يطلقون على هذه الحركة إسم إحنا آسفين يا شهريار.