رباب طلعت The Crew
“ماذا تعرف عن صناعة السينما؟” سؤال في ظاهره سهل، في باطنه الكثير من التفاصيل الخفية حتى عن الكثير من محرري الفن، الذين يُركز أغلبهم على العناصر الأربع الرئيسية في صناعة الأفلام -الممثل والمخرج والمؤلف والمنتج- ويغفلون دور جيش من الأيادي التي ساهمت في خروج العمل بالكيفية التي يظهر بها على شاشات السينما، وهو ما سلط عليه الضوء فيلم The Crew (2020).
رسم فيلم The Crew (2020)، للمخرج إسلام رسمي، وإنتاج سينما فاكتوري، لوحة فنية متكاملة عن صناعة الأفلام، وما يدور في الكواليس التي ينتج منها عمل متكامل يُعرض على شاشة السينما، من كتابة إخراج واختيار فنانين وصناعة صوت وصورة والكثير من التفاصيل الفنية، مما يجعل مشاهدته ضرورة لمن يرغب في العمل كمحرر أو معد فن، وذلك لأسباب عدة يرصدها “إعلام دوت كوم” فيما يلي.
(1)
السبب الأهم لمشاهدة العمل، هو مساهمته في تشكيل صورة شاملة عن الصناعة، ومعرفة أكبر، تتخطى حدود المعرفة السطحية لمفهوم العمل الفني، لدى الصحفي، الذي يرغب في اختيار تخصص الفن، ليضيف عليه ثقلًا أكبر من المعتاد، كتتبع أخبار الفنانين ومحاورتهم، حتى وإن كانت تلك الأمور هي الأهم لدى القارئ العادي، إلا أن هناك متخصصين يفتقدون مثل ذلك المحتوى الثري، الذي تتناوله الصحافة الغربية، والتي نجد فيها أخبارًا على سبيل المثال: عن أنواع كاميرات جديدة مستخدمة في التصوير بأدق تفاصيل إمكانياتها، مثلما يحدث في تناول أخبار الاقتصاد والبورصة والسياسة والثقافة وغيرها من التخصصات.
(2)
شارك في العمل ما يقارب من الخمسين متحدثًا من المشاركين في صناعة الأفلام، بتخصصاتهم المختلفة، (الإنتاج، الإخراج، التمثيل، التأليف، التصوير، الكاستينج، الأزياء، والمكياج، الجرافيك، وغيرهم) مما يعد “كنزًا” للصحفيين، فمعرفة تلك الأسماء “كنز” لأي صحفي كمصادر يمكن العودة لها، كما أنها فرصة للمبتدئين تحديدًا لمعرفة شكل واسم وعمل المشاركين في الفيلم.
(3)
لم يعتمد الفيلم على العناصر الأساسية لصناعة الأفلام من إنتاج وإخراج وتأليف وتمثيل، بل تناول دور كافة التخصصات حتى عمال البوفيه والسائقين والفنيين، وهو يعد دليلًا شاملًا لوظائف كثيرة تظهر على التتر، مألوفة لصناع الأفلام، ولكنها غريبة على كثير من الصحفيين، ناهيك عن المشاهدين.
(4)
استعرض الفيلم بشكل موسع كافة الكواليس التي تدور خلف الكاميرا، مما يرسم سيناريو متكامل، لكثير من التفاصيل الدقيقة، في ساعة أشبه بـ”درس خصوصي”، عن الصناعة وتفاصيلها، تُسهل على الصحفي فيما بعد تحديد مصدره بدقة، مثلًا عند حدوث خطأ ما في راكور أحد الإكسسوارات، يعلم حينها أن المسؤول عنه ليس المخرج بل المسؤول عن إكسسوار العمل، أو عند ظهور خطأ في الألوان، يعلم أنه ليس شرطًا أن يكون عيب تصوير، فمن الممكن أنه خطأ في تصحيح الألوان، أو الجرافيك، وهكذا.
(5)
تحدث المشاركين في العمل، كل عن تخصصه، وتتابع الخطوات، من أول الفكرة، وكتابتها، والتفكير في تمويلها، واختيار تفاصيلها، من كتابة الشخصيات، ورسم شكلها، وملابسها، واختيار الصوت والصورة، وغيرها من الأدوار التي ترسم تخيلًا شاملًا عن العمل أعمق من مجرد أحداث وشخصيات، بل هي حياة كاملة دارت لخروج العمل، وهو أمر خالق لأفكار عن الكتابة في الصناعة نفسها، بعيدًا عن حوارات الفنانين، والمواضيع المعتادة.