تحدث الكاتب الصحفي والإعلامي الدكتور حسام فاروق في ندوة بالجامعة البريطانية، عن تعاطي الإعلام الدولي لأزمة كورونا منذ ديسمبر 2019 حتى الآن، وذلك بحضور الدكتورة ودودة بدران عميدة كلية إدارة الأعمال والاقتصاد والعلوم السياسية والدكتورة أماني خضير رئيس قسم العلوم السياسية وعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والباحثين الطلاب بالجامعة البريطانية.
عرض فاروق كيف يتم تسييس الإعلام وقت الأزمات ومدى تطبيق ذلك على أزمة كورونا التى بدأت إعلاميا بتبادل الاتهامات بين الصين والولايات المتحدة حول مصدر الفيروس، ووصف الرئيس دونالد ترامب له بالفيروس الصيني وردود الأفعال الصينية على ذلك عبر الإعلام.
أشار فاروق إلى الانتقادات التي طالت الرئيس الأمريكي في بداية الأزمة منتقدة ما وصفته بعض الصحف بعدم أخذ الامر على محمل الجدية والخطورة، ثم تحدث عن تعامل الإعلام الأوربي مع الأزمة بعدما اجتاح الفيروس أوربا وقتل عشرات الآلاف.
لفت إلى التقارير الإعلامية في أمريكا وأوروبا التي تحدثت عن دور منظمة الصحة العالمية في الأزمة ومدى الرضا أو الغضب من هذا الدور لافتا إلى التراشقات بين الرئيس الأمريكي والمنظمة وتلويح ترامب بقطع التمويل عنها.
أشار حسام فاروق إلى خطورة استخدام الأزمات لتحقيق أهداف سياسية وتصفية حسابات عبر الإعلام وكيف يتم ذلك، وأكد على أنه لا وجود لما يسمى الإعلام الحيادي على مستوى العالم ولكن هناك إعلام يبتغي الحياد وهنا يطلق عليه إعلام منضبط أو متوازن.
وحول تعامل الإعلام الدولي مع أزمة كورونا في مصر ومحاولة بعض وسائل الإعلام الأمريكية والأوربية استغلالها للهجوم على مصر والترويج للشائعات، تحدث عن أزمة صحيفة الجارديان البريطانية في هذا الشأن مع مصر في منتصف مارس الماضي، حيث روجت الصحيفة لتقرير مغلوط حول عدد الإصابات في مصر استنادا على بحث مشكوك فيه لباحث كندي اسمه إسحاق بوجوش، هو نفسه تراجع عن الرقم الذي أعلنه، و بناء عليه قامت هيئة الاستعلامات المصرية بإلغاء تصريح عمل مراسلة الجارديان البريطانية بالقاهرة رووث مايكلسون وطلب منها مغادرة مصر وغادرت يوم 20 مارس الماضي.
لفت فاروق إلى خطورة المفاهيم المغلوطة التي يتم ترويجها عبر الإعلام الأجنبي لأهداف سياسية مشيرا إلى أهمية ضبط المفاهيم حتى لا يتم ترسيخ الأخطاء لتصبح عادية بالتقادم.
وفي الجزء الأخير من الندوة أجاب فاروق على عدد كبير من أسئلة أساتذة الجامعة والباحثين والدارسين، وفي الختام قدم فاروق بعض المقترحات لمواجهة الإعلام الدعائي السياسي الخبيث، وأشار فيما يخص الإعلام السياسي في مصر إلى ضرورة الارتكان للمتخصصين والدارسين، قائلا: “الأزمة إن كل شخص يجلس أمام كاميرا بالساعات يتكلم في كل الموضوعات بكل المجالات على أنه خبير، وهذا المشهد وجب التخلص منه.. لو أردنا إعلاما نستطيع أن نراهن عليه في قضية الوعي”، مؤكدا أن الإعلام الآن من أخطر أدوات التنشئة السياسية في مصر والعالم.