أزمة كورونا على الصحفيين والإعلاميين
محمد إسماعيل الحلواني
واجهت كافة المجالات موجة من الاستغناءات وتسريح الموظفين والعمال بسبب وباء فيروس كورونا، وتتحمل الصحافة عبئًا خاصًا، وفقًا لتقديرات صحيفة نيويورك تايمز في أبريل الماضي استغنت وسائل الإعلام عن حوالي 36 ألف صحفيًا أو تم تخفيض رواتبهم، منذ بداية تفشي المرض في الولايات المتحدة.
وذكر تقرير لموقع “بوينتر” المعني بأخبار الصحافة أن الصحف الأمريكية القديمة ووسائل الإعلام الجديدة خفضت من أعداد موظفيها، وأطقمها التحريرية واضطرت إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن من سيبقى ومن سيذهب.
ولكن على الرغم من دقة الأرقام، إلا أنها لم تقدم الصورة الكاملة للتأثير الحقيقي الذي لحق بالصحافة والصحفيين، لون في تفسير الصحفيين المستقلين، الذين فوجئ الكثير منهم بتلاشي سبل العيش بين عشية وضحاها، والذين ليس لديهم بدلات بطالة أو أي من أشكال الحماية الأخرى.
ورصد التقرير موجة استغناءات مزعجة مع اختفاء أي تقديرات تشمل العاملين كصحفيين مستقلين. لم يذكر مقال نيويورك تايمز الصحفيين المستقلين أو المتعاقدين، الذين اعتمدت عليهم صحيفة نيويورك تايمز، مثل العديد من وسائل الإعلام الأخرى خاصة في المهام التي تتم تغطيتها خارج الولايات المتحدة، على سبيل المثال تعتمد مجلة فوربس على مقالات وإسهامات يكتبها صحفيون مستقلون بنظام المكافأة من أجل تدبير المحتوى الذي تقوم بنشره.
وفي العام الماضي، أخبرت شبكة سي إن إن العاملين المستقلين بأنهم لن يتلقوا رواتبهم قبل مرور 90 يومًا من تاريخ الفاتورة، وهو عادة بعد النشر. وقالت التقرير: “يجب على وسائل الإعلام أن تتعامل مع علاقاتها الخاصة مع المستقلين، وأن تضع آليات عملية لوقف تآكل الرواتب، وأن تتسع مظلة التأمين الصحي المدفوع من صاحب العمل لتشملهم، وكذلك التأمين ضد البطالة وقد عرّضت شبكات التوظيف الرسمية وأشكال الحماية الأخرى هؤلاء الصحفيين لخطر غير مسبوق خلال وباء فيروس كورونا”.
على الرغم من ذلك، لا يزال العديد من الصحفيين المستقلين يشاركون في التغطية الإعلامية بالولايات المتحدة، وإن كان ذلك بدون معدات الحماية وفي كثير من الحالات، مقابل أجر ضئيل.
لا توجد أرقام يمكن الاستناد إليها عن عدد الأشخاص الذين يعملون حاليًا كصحفيين مستقلين في الولايات المتحدة، ولا توجد أرقام لعدد الأشخاص الذين أصبحوا عاطلين عن العمل الآن. وجد استطلاعان أجراهما اتحاد المستقلين بين أعضائه في مارس (بمشاركة 5247 صحفيًا مستقلاً) وفي أبريل (يمشاركة 3163 صحفيًا مستقلاً) أن 80٪ من المشاركين فقدوا عملهم بنهاية أبريل، سواء كان ذلك بسبب إلغاء العقود أو توقف وسيلة الإعلام أو الصحيفة عن الصدور، بينما قال 67٪ فقط أنهم فقدوا العمل قبل شهر، أي في نهاية مارس. وقال 51٪ من الصحفيين الذين ردوا على الاستطلاع في أبريل أنهم فقدوا أكثر من 5000 دولار من الدخل منذ بدء الأزمة. ويمثل الصحفيون 13٪ من المشاركين في الاستطلاع.