محلل إعلامي يرصد أسباب ازدهار النسخ الإلكترونية للصحف الورقية

النسخ الإلكترونية للصحف الورقية
محمد إسماعيل الحلواني

أثبتت النسخ الإلكترونية للصحف الورقية شعبيتها بشكل مدهش لدى بعض القراء على الرغم من ظهورها منذ سنوات، وعلى الرغم من عدم الترويج لها بشكل مكثف، بل وأصبحت ضمن الضجيج الكبير للمناقشات الدائرة حول استراتيجيات التحول الرقمي ومستقبل الأخبار.

نرشح لك: نيويورك تايمز: 36 ألف صحفي تضرروا بسبب كورونا


ويعتقد ريك إدموندز، المحلل الإعلامي الرائد في دراسات التحول الرقمي للميديا، أن النسخة الإلكترونية للصحف الورقية فاجئت الجميع مشبهًا إياها بالبطة السوداء التي عندما نمت وترعرعت تحولت إلى بجعة سوداء بالغة الجمال، فقد احتلت مؤخرًا مكانة كبيرة لدى جمهور العديد من الصحف، وبصفة خاصة الصحف الأمريكية المحلية مثل أركنساس جازيت وصحيفة تامبا باي تايمز وتوقع إدموندز الزدهار للمزيد منها في الطريق.

ورصد إدموندز تحسينات كبيرة في الإصدارات الإلكترونية، فقد كان الخلل الأكثر انتقادًا هو عرضها لمحتوى قديم بتاريخ النسخة الورقية المطبوعة، وأصبح هذا العيب سهل التصحيح. فمن الممكن أثناء متابعة تخطيط الإصدار المطبوع تحديث بعض القصص، وخاصة نتائج المباريات الرياضية المتأخرة، قبل نشر الإصدار الإلكتروني في ساعات الصباح الأولى. كما أدى تأجيل المواعيد النهائية للطباعة في العديد من الصحف المستقلة إلى ميزات كبيرة انعكست بالإيجاب على النسخ الإلكترونية.

وأصبح من السهل نسبيًا تقديم محتوى إضافي في النسخ الإلكترونية مثل المزيد من الألعاب والرسوم الكاريكاتيرية والأقسام المتخصصة التي تجمع أي شيء من أخبار الوفيات والنعي إلى تغطية تحديثات الأخبار حول وباء كورونا إلى أسعار الأسهم المحلية.

ولكن يظل من الصعب قراءة الإصدارات الإلكترونية على الهواتف الذكية، ولكن التحسينات التقنية تجعل قراءتها على أجهزة التابلت أو على سطح مكتب أمرًا سهلاً نسبيًا بمجرد أن يتعلم القارئ كيف يفعل ذلك.

ازدهار النسخ الإلكترونية ليس مفاجئًا

في الوقت نفسه، لا يزال عدد كبير جدًا من المواقع الرقمية المحلية، على الرغم من تحديثها بشكل متكرر، يعاني من ازدحام الشاشات بالإعلانات المتطفلة، والصفحات الرئيسية التي قد تكون غير منظمة. فإذا كانت معظم الزيارات تأتي نتيجة الإحالة من وسائل التواصل الاجتماعي، فلماذا تنفق الصحيفة الكثير من المال والجهد على تحسين الصفحة الرئيسية، لذا يعتبر إدموندز تفضيل عدد من القراء للنسخ الإلكترونية ليس مفاجئًا.

القارئ التقليدي أكثر ولاءًا لصحيفته الورقية ولو كانت إلكترونية

منذ أيامها الأولى، كان هناك جاذبية خفية للنسخة الإلكترونية المماثلة للصحيفة الورقية وهي إمكانية قراءة موضوع بالكامل، أو بقدر ما يريد القارئ، ولديها القدرة على نقل شعور بالإشباع لدى القارئ، ومن المؤكد أنها ليست مثل الإمساك بالصحيفة الورقية الحقيقة في يديه مع فنجان القهوة الأول، ولكنها تحقق الإشباع لدى محبي الصحف الورقية الذين يعبرون عن الضجر من الجزء العلوي من المواقع الإخبارية مثل نيويورك تايمز، ما يجعلهم يشعرون بأن موضوعات أخرى فاتتهم بسبب التمرير المستمر للمواد الجديدة.

النسخ الإلكترونية للصحف الورقية