عامل في ستاربكس
محمد إسماعيل الحلواني
اشتكت إحدى السيدات عامل تحضير القهوة في ستاربكس، داخل مركز تسوق في مدينة سان دييجو الأمريكية، ونشرت صورته على فيسبوك، مستنكرةً تصرفه عندما طالبها بارتداء الكمامة أو قناع الوجه كشرط لتقديم الخدمة لها، ما أثار حفيظتها، وهددت أنها في المرة القادمة ستستدعي له الشرطة.
ولكن شكوى السيدة الأمريكية لم تدفع أحد للتعاطف مع موقفها، بل جاءت بنتائج عكسية تمامًا، فلم تتخذ المقهى ضده أي إجراءات عقابية، بل قالت صحيفة واشنطن بوست إن تصرف العامل حظي بإشادة عدد كبير من مستخدمي فيسبوك، وبحث كثير من متابعي المنشور عن العامل، الذي حصل على دعم بسبب حرصه وأداء واجبه بمهنية بلغ إجماليه أكثر من 44000 دولار أمريكي حتى كتابة هذه السطور، وتستهدف جمع 75000 دولار بانتهائها.
كانت أمبر لين جيلز، قد دخلت مقهى ستاربكس في سان دييجو بدون كمامة، ورفض العامل تقديم الخدمة لها، فما كان منها إلا أن التقطت صورة للعامل ونشرتها على فيسبوك وكتبت منشورًا قالت فيه: “أقدم لكم العامل لين من ستاربكس الذي رفض خدمتي لأنني لا أرتدي كمامة. في المرة القادمة سأستدعي الشرطة وأحضر إعفاء طبي”.
وكتبت جيلز في منشورها: “الكمامات غبية وكذلك الأشخاص الذين يرتدونها”، وردت على المنشور مستخدمة تدعى فيلا أكوستا بتعليق كتبت فيه: “أفضل أن أبقى غبية مرتدية كمامتي على أن أكون ذكية مصابة بكورونا”، وهو التعليق الذي حصل على أكثر من 600 تفاعل.
وأطلق أحد مستخدمي فيسبوك المتعافين من فيروس كورونا ويدعى “مات كوان”، حملة دعم للشاب لين جوتيريز، استحسانًا لالتزامه بالتعليمات والإجراءات الوقائية، على الرغم من أنه لا يعرف عامل تحضير القهوة شخصيًا، وجمعت الحملة 32000 دولار في غضون ثلاثة أيام منذ إطلاقها، ولا يزال المبلغ في ازدياد.
وأعرب لين عن امتنانه لهذا الكرم الذي أبداه نحوه أشخاص غرباء، وأراد أيضًا أن يروي القصة من جانبه، ونشر لينين مقطع فيديو على فيسبوك شرح وجهة نظره حول ما حدث في ذلك الصباح في جينيسي أفينيو ستاربكس. قال إن جيل “كانت شديدة العصبية مثل العاصفة” عندما سألها إذا كان لديها قناع للوجه، وهددت بالاتصال بشركة ستاربكس ووصفته بأنه “خروف”.
وأعرب جوتيريز عن تقديره لتعاطف من تابعوا القصة من جميع أنحاء العالم الذين احتشدوا للدفاع عنه، وأعرب أيضًا عن امتنانه للتبرعات التي ستساعده في تحقيق حلمه بأن يصبح مدرسًا للأكروبات.