أثارت تصريحات الفنان يوسف الشريف، خلال حواره مع الإعلامي رامي رضوان، ببرنامج “مساء dmc”، أمس الجمعة، عبر شاشة “dmc” جدلا واسعا، بعد حديثه عن رفضه لتقديم المشاهد الساخنة، وحرصه في وضع بنود في عقوده الفنية تنص على عدم مشاركته في أي مشهد ساخن أو يكون فيه ملامسة جسدية مع أي زميلة في العمل، وأنه يرى أن هذا الأمر بالنسبة له غير مريح.
النجم يوسف الشريف يوضح تحفظاته بخصوص مشهد "صباح وهي بتشيل الروبوت زين" في مسلسل #النهاية
النجم يوسف الشريف يوضح تحفظاته بخصوص مشهد "صباح وهي بتشيل الروبوت زين" في مسلسل #النهاية#مساء_dmc
Geplaatst door dmc TV op Vrijdag 26 juni 2020
انتقادات عديدة وجهت للشريف، بعد ذلك التصريح، وصل بعضها إلى اتهامه بالرجعية وعدم احترام الآخر، وعدم احترام الفن الذي من شأنه التأكيد على الحريات، واعتبره البعض من المناصرين لمصطلح السينما النظيفة، فيما رأى البعض الآخر أنه فنان ينظر للفن وللمرأة نظرة دونية، وأن العمل الفني أرقى من “قبلة” أو “جسد يلامس جسد”، فيما اتخذ البعض هذه التصريحات بنوع من السخرية.
والحقيقة أنني أرى أن هذه الانتقادات بها الكثير من الازدواجية، ففي الوقت الذي تنادي فيه هذه الأصوات بحرية الرأي، وحرية كل شخص في التعبير عن نفسه، وحرية الفن في تقديم رسالته بالصورة التي يراها صناع العمل، والمناداة برفع يد الرقيب عن الأعمال الفنية، وأن كل شخص حر في تصرفاته، وأنه الرقيب الأول على معتقداته وآرائه، هم أنفسهم من ينتقدون تصريحات يوسف الشريف، وينصبون أنفسهم أوصياء عليه وعلى آرائه الشخصية، ويصادرون حقه في التعبير عن وجهة نظره.
أعتقد أن يوسف الشريف “حر”؛ فالرجل لم يخطئ في تصريحاته ولم ينتقد أحدا، لم يقل أن المشاهد الساخنة حرام، لم يصدر فتوى أو ينطق بحكم ديني، لم يصادر حق الآخرين في تقديم مشاهد ساخنة، ولم ينتقد زملاءه ممن يوافقون على ذلك، أو يقلل من شأن زميلاته ممن تحتوي أعمالهن على قبلات أو أحضان أو خلافه، بل قالها وبوضوح إنه رأيه الشخصي، وأنه لا ينتقد من يقومون بذلك من زملائه الفنانين، بل أنه يحترمهم ويحترم وجهة نظر كل منهم، وأن الأمر بالنسبة له راحة شخصية، لم يقل حراما أو حلالا، ولم يطالب بأن يقتنع باقي الفنانين بوجهة نظره.
خلال الأشهر القليلة الماضية خرج علينا عدد كبير من الفنانين والفنانات، معلنين عودتهم إلى الساحة الفنية، وخلع الحجاب كليا أو جزئيا، رغم اعتزالهم الفن منذ سنوات، وظهورهم في العديد من البرامج لتحريم التمثيل أو أدوار الإغراء، وأنهم نادمون على ما قدموه من مشاهد ساخنة، بل ووصل الحال إلى انتقاد من يقدم مشاهد إغراء في الأعمال الفنية، ورغم ذلك رأى الكثيرون أن عودتهم للفن حرية شخصية وأن خلعهم الحجاب أيضا حرية شخصية، فهل هناك معايير لصك الحرية الشخصية التي تُعطى للفنان؟! وهل من الممكن أن نجبر فنانا على تقديم شيء “غير مريح” بالنسبة إليه؟
أعتقد أن يوسف الشريف لديه حرية تامة في قبول أو رفض الأعمال التي تحتوي على مشاهد ساخنة، حر في أن يقبل أن تلمسه امرأة أو لا، فجسد كل منا هو ملكية خاصة، خاصة وأنه لا يضع هذه القيود إلا قبل الاتفاق على العمل الفني ولصناع العمل حرية الاختيار. الحالة الوحيدة التي نرفض فيها تصريحات وآراء يوسف الشريف هو أن يقرر سحب أعماله الفنية التي قد تحتوي على مشاهد ساخنة أو عدم عرضها، لأنه بذلك يكون وصيا على قرارات المشاهد نفسه وعلى حقوق زملائه من الفنانين، أو أن يقرر ألا تشارك في أعماله فنانات واقتصارها على جنس بشري بعينه.
الحرية ليست قوالب أو تابوهات معينة يجب الالتزام بها، الحرية هي أن أفعل ما أراه صحيحا ما دام لا يضر بمصلحة الآخرين أو يتنقص من حقوقهم أو يضر بالمصلحة العامة، والفن هو أرقى ألوان الحرية، ولا يمكن لأنصار الفن أن ينصبوا أنفسهم أوصياء على هذه الحرية.