إسراء النجار
اعتمدت حملة شركتي “بيبسي”، و”شيبسي” -في إعلانهما الجديد- على فكرة “الحشو”، على مستوي الصوت والصورة، من خلال حشد أكبر عدد ممكن من المشاهد القديمة بغض النظر عن كونها تلائم الفكرة أو لا، إضافة إلى الاستعانة بالفنان حسين الجسمي، ربما على أساس أن أغنية بشرة خير “كسرت الدنيا”، مع إغفال أن الأغنية ربما كانت تحتاج صوتًا مصريًا أصيلًا، لذا جاء الإعلان باهتًا وغير متناسق، باستثناء مشهد الراحل المبدع أحمد زكي، وابنه هيثم.
الحاجة وعكسها
نجد في بداية الإعلان كلمات تدعو للتمسك بالماضي والذكريات: “خيوط من نور ماسكينها بتربطنا ببعضينا، مش إحنا اللي عاملينها، دي جاية من ماضينا، وإحنا نكملها”.. ومن ثم الإشارة إلى ضرورة خلق ذكرياتنا وعدم الانغماس في ما فاتنا: “جه الدور عليكوا تكملوا أيامكوا بإيدكوا، متعشيوش في اللي فات واخلقوا ذكريات، تكون لايقة عليكوا”.
الجسمي ليه؟
على الرغم من تمتع الفنان حسين الجسمي بمحبة كبيرة لدى المصريين، إلا أن اختياره هو تحديدًا لأداء الأغنية، غير موفق، وكان هناك تناقض كبير بين المشاهد التي يصدرها الإعلان للراحلين، وبين صورة الجسمي، إضافة إلى أن ذكرياتنا “كصورة” تحتاج إلى ذكرياتنا “كصوت”، فكان الأجدر عمل نفس التداخل على مستوي الغناء، أو الاستعانة بصوت مصري به قدر من الحنين والشجن ليتلائم مع المشهد.
ابتذال النوستالجيا
للعام الثاني يتم تكرار فكرة الحنين للماضي، والاستعانة بالنجوم الراحلين، في تأكيد على “يلا نكمل لمتنا”، ولكن “لمتنا” لا يجب استدعائها بنفس الطريقة كل سنة، وتجدر الإشارة إلى بعض التساؤلات:
لماذا يتكرر ظهور بوجي وطمطم في إعلان بيبسي للمرة الثالثة على التوالي؟
ظهر الفنان سمير غانم والفنان جورج سيدهم العام الماضي في الإعلان، لكن هذا العام ظهروا من خلال تركيب لقطات قديمة على الإعلان الجديد، هل هناك فرق؟
تكرار ظهور الفنان سمير غانم مرة من خلال شخصية “فطوطة”، وهي نفس الشخصية التي ظهر بها في إعلان رمضان 2013، وذلك على الرغم من تقديمه لمسلسله الإذاعي الجديد “فطوطة وسمورة 2015″، الذي يذاع حاليًا في رمضان، هل علم صناع الإعلان بذلك؟
الزحمة
استدعى الإعلان ظهور 7 فنانين راحلين، وهم فؤاد المهندس، وعبد المنعم مدبولي، وأحمد مظهر، وصباح، والضيف أحمد، وأحمد زكي، ويونس شلبي، في مقابل ظهور 5 فنانين شباب، وهم الثلاثي شيكو، وهشام ماجد، وأحمد فهمي، وهيثم أحمد زكي، و الفنان محمد هنيدي، دون وجود رابط قوي جمع الماضي والحاضر، باستثناء مشهد هيثم أحمد زكي مع والده، ويصبح السؤال هنا هل كان شقيق علاء ولي الدين على حق بالإعتراض على ظهور الفنان الراحل؟
الإفلاس
هل تلجأ بيبسي وغيرها من الشركات، إلى اللعب على الوتر الإنساني والعاطفي لدى الشعب، خاصة في ظل الواقع الذي نحيا فيه؟
أفلام أحمد زكي وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي موجودة دائمًا على شاشات التليفزيون ومواقع الفيديوهات، هي فقط في حاجة للمشاهدة والاستمتاع، أفضل من اختزال الماضي في عدة لقطات مكررة لترويج منتج معين.
لماذا لم تفكر بيبسي مثلًا في الذهاب إلى المستقبل، مجموعة من المشاهير – ليسوا الفنانين فقط – يزورون موقع قناة السويس ويهدون المُنتج لعمال القناة؟
بمعنى أخر، ما علاقة حبنا للماضي واستدعائه بشراء المياه الغازية؟