نشرت جريدة “وطني” القبطية حوارًا نادرًا للشيخ الراحل محمد رفعت، كانت قد أجرته معه مجلة “الأثنين والدنيا”، فى عام 1940 أى قبل رحيله بنحو عشر سنوات، والذى حكى فيه عن تفاصيل يومه وأهم العقبات التى اعترضت طريقه وكيف وصل لتلك المكانة التى بقيت وأستمرت إلى وقتنا الحالى.
وعن بدأ حفظ القرآن الكريم أوضح “رفعت”: “بدأت حفظ القرآن وانا فى الخامسة من عمرى وكانت النية متجهة إلى إلحاقى بعد ذلك بالأزهر ولكن شاء الله بعد ست سنوات أتممت فيها حفظ القرآن ومجموعة من الأحاديث النبوية وبعد أن سمع المحيطيون بى صوتى قضيت عاميين آخرين فى علم التجويد على يد أستاذى الشيخ عبد الفتاح هنيدى .. بعدها بدأت وانا فى الرابعة عشر أحيى بعض الليالى فى القاهرة بترتيل القرآن الكريم وبعدها صرت أُدُعى لترتيل القرآن فى الأقاليم”.
وقال الشيخ الراحل إن أول مكأفاة حصل عليها: “كانت عندما أحييت ليلة فى أحد الأحياء الوطنية عند رجل متوسط الحال، أتفق معى على مبلغ عشرين قرشاً ، ولكن عندما انتهت الليلة اضاف إلى ذلك المبلغ خمسة قروش من عنده، فكان لتقديره هذا فى نفسى أثر جميل”، وعن أكبر مكافاة حصل عليها، أجاب الشيخ محمد رفعت: “اشتركت مع زملائى فى ترتيل القرآن بمأتم الملك فؤاد وإذ كنت شديد الحب لشخصيته رغبت ألا اتقاضى مكأفاة على ترتيلى القرآن فى مآتمه ولكنى فهمت أن هذا الأمر قد يُفهم منه غير المعنى الذى أقصده، فأخذت المكأفاة التى قدرت ب 100 جنيه”.
وذكر “رفعت” أنه أمتنع عن إذاعة القرآن فى الراديو لإعتقاده أن ذلك حرام، مضيفًا: ” لم أقبل التعاقد مع محطة الإذاعة إلا بعد أن حصلت على فتوى من فضيلة شيخ الأزهر وفضيلة مفتى الديار المصرية بأن إذاعة القرآن فى الراديو حلال”.
وأشار “رفعت” إلى أكثر المواقف الحرجة التي تعرض لها: “أكثر اللحظات الحرجة التى مررت بها فى حياتى ولكن أحمد الله على أنها انتهت بسلام، ومما أذكره من اللحظات الطريفة والحرجة أيضا أننى دُعيت مرة لإحياء ليلة فى أحدى الأقاليم، فسافرت فى سيارة إلا أنها تعطلت فى الطريق وتقدم مجموعة من الأهالى لمساعدتنا فما أن رأونى حتى أقسموا لأذهب معهم إلى بلدتهم غير مبالين بإعتذارى لإلتزامى بالذهاب إلى موعد سابق وبعد معاناة رضوا أن يتركونى على وعد أن أعود إليهم فى وقت لاحق”.