تعريف الـ ” عَتَهٌ ” فى قاموس المعانى، هو انحطاط متسارع غير طبيعيّ للملكات العقليَّة والتَّوازن العاطفيّ أو خلل في الدماغ يصاحبه اضطراب نفسيّ وتغيّرات في الشخصيّة..
والنوع ده من المرض، مكتسب، مش وراثى، لأن الخلل العقلى الوراثى ليه مصطلح تانى زى التخلف، أو الإعاقة الذهنيه، وغيرها من المصطلحات المعروفة..
خطورة الـ” عَتَهٌ “، فى اكتسابه، بمعنى ان حضرتك وحضرتى بنسمح لعقولنا باكتسابه، وعشان كده الـ” عَتَهٌ ” درجات، وبنسب متفاوته.. ومن أمثلته فى حياتنا:
– فرحة أحمد موسى بالبراءة من تهمه ارتكبها على الهواء مباشرة وكأن البراءة صنعت منه بطل قومى.
– حكم القضاء بحبسه وفى تانى جلسه يحكم بالبراءة..
– تشبيه فريد الديب للبراءة بفشل العدوان الثلاثى على مصر..
ولأنى هبقى معتوه لو شغلت حضرتك بتحليل أزمة أحمد موسى، أحب أطمنك بإن أحمد موسى مجرد شباك هوريك منه حقايق مرعبة..
يعنى مثلا فرحة أحمد موسى بالبراءة بتوضح اد ايه احنا قادرين نتعايش مع الخطيئة، ونفرح بالهروب من العقاب..
حكم القضاء بالحبس والبراءة دليل حى على امتلاكنا قوانين دستورية وحياتيه تلبى احتياجات المرحلة..
تشبيه فريد الديب هو الـ” عَتَهٌ ” نفسه..
برده من الـ ” عَتَهٌ ” انشغال شعب اقتصاد بلده من جيوب دول تانيه.. ومش قادر يتخلص من عنف جماعات مسلحة سايبه فى كل بيت “بقعة دم”، وينشغل بقضية اثبات نسب بين 2 فنانين ميعرفوش حاجه عن زحمة الأتوبيسات، ولا ساونا المترو، ولا سعر كيلو اللحمة اللى معظم جمهورهم مش قادر يشتريها..
طب عمرك سمعت عن الـ” عَتَهٌ ” الإجتماعى !.. ده لما تكون عايش فى دولة، تصريحات رئيسها فى كل خطاب بتأكد انه “مش قادر يديك”، وبعد الخطاب ما يخلص تشتغل اعلانات المنتجعات السكنية اللى سعر الشقه فيها بيبدأ من 4 مليون جنيه، وعلى فكرة الشقه دى غالبا بتكون أصغر وحدة فى المنتجع السكنى، ومساحتها لا تزيد عن 80 متر، وطبعا حضرتك مش محتاج أقولك أسماء المنتجعات دى، وإلا ده هيكون نوع تانى من الـ” عَتَهٌ “..
لكن الـ” عَتَهٌ ” الأخطر.. هو التعود على الـ” عَتَهٌ ” نفسه، واعتباره مشروع قابل للاستثمار، يعنى مثلا:
– لما تستمر فى مشاهدة اعلام انت عارف انه بيضحك عليك وبيوجهك لتحقيق مصالح الممول الإعلانى
– لما متبقاش لاقى اللقمة وكل اللى شاغل بالك أحمد عز اعترف بولاده من زينه ولا لأ
– لما تكون لسه بتتفرج على اعلانات المنتجعات السكنية ومكسرتش التليفزيون
ياراجل دا احنا بدون ما نحس فرحنا بإعلان شركة محمول بعنوان “كارت العيلة”، ومخدناش بالنا انه بيفضح علاقة الأسر المصرية اللى التفكك بقى جزء منها، لدرجة ان الإخوات بيتصلوا ببعض وكل واحد فيهم بيعاتب التانى انه نسيه ومبيسألش عليه.. للدرجة دى احنا مش شايفين حالنا وصل لفين ؟..