إسلام وهبان
قال الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، إن الأمويين هم أول من بدأوا الاغتيال السياسي، بل أنهم قذفوا الكعبة المشرفة للتخلص من أعدائهم الذين احتموا بها، وهم من صنعوا الاستبداد السياسي ومنحوا له قداسة دينية، وأنهم السبب في ظهور العديد من الفرق والمذاهب، إلا أن دولتهم وطدت دعائم الدولة الإسلامية ونشرت الإسلام في شتى أرجاء الأرض، وهم من جعلوا الإسلام دينا عالميا.
أضاف “عيسى” خلال حلقة الأحد الماضي، ببرنامجه “مختلف عليه” الذي يبث عبر شاشة “الحرة، أن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، كان من العلامات المضيئة في هذه الدولة الأموية، بما أرساه من عدل ورد للمظالم، بل أنه جعل استرداد الحقوق بمثابة ثورة على حكام وأمراء الأمويين، وهو ما جعلهم يفكرون في التغيير من سياسته أو إزاحته عن الحكم بقتله.
أشار إلى أن غرام السلفيين وشيوخهم بالدولة الأموية وبفترة حكمهم، يعود بشكل كبير لمكايدة الشيعة، رغم أن سب علي بن أبي طالب وآل البيت، كان شائعا على منابر الدولة الأموية، وأنه لم يمنع سبهم سوى في فترة حكم عمر بن عبد العزيز، كما أن كون معاوية بن أبي سفيان، كان كاتبا للرسول، ليس بالضرورة لميزة استثنائية فيه غير أنه كان يجيد القراءة والكتابة، منتقدا استماتتهم في تحسين صورة حكام الدولة الأموية، ويضربون بالتاريخ والمصادر التاريخية عرض الحائط، كما أنهم يحاولون تبرئة اليزيد بن معاوية من قتل الحسين بأي شكل وبدون مبرر، بل لم يبقى سوى أن يقولوا أن الحسين قد انتحر لينفوا التهمة عن اليزيد.
لفت إلى أن الأمويين لم يدعوا تدينهم أو إظهار نصرتهم للدين أو العمل على نشر الإسلام، إلا أن السلفيين هم من يدعون ذلك الآن، موضحا أنهم كان لهم دورا في دعم الدولة في الأندلس وما وصلوا إليه من حضارة، فضلا عن إسهاماتهم في علوم النحو واللغة.
من جانبه قال الباحث في التاريخ الإسلامي حامد فتحي، إن الفتوحات الإسلامية في العصر الأموي لم تكن انتشارا للإسلام بقدر اتساع رقعة الدولة الأموية، وأن الثورات والحروب الأهلية داخل الدولة الأموية وبين المسلمين كانت سببا في ظهور العديد من الفرق والمذاهب الدينية المتناحرة، مشيرا إلى أن اقتصاد الدولة الأموية كان قائما على الغنائم وليس على الإنتاج، وأنهم صدروا الكثير من الأزمات للحضارة الإسلامية.