تزايد اهتمام “الجزيرة” بتغطية أنباء سد النهضة، خلال الأيام الماضية، تزامنًا مع تصاعد الأزمة بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، إلا أن اليوم ازداد الاهتمام بسبب ما نسب للتلفزيون الأثيوبي من تصريحات بشأن بدء ملء الخزان، ولكن قبلها بدأت “الجزيرة” صباحها بنشر تصريح لوزير الري المصري محمد عبد العاطي، والذي جاء فيه “وزير الري يقول إن إثيوبيا لديها 100 مليون رأس ماشية تستهلك 84 مليار متر مكعب من المياه بما يعادل حصة مصر والسودان من نهر النيل”، وأرفقت التصريح بصورة مثيرة للسخرية وهو ما حدث بالفعل في التعليقات، ولم توضح من جانبها التصريح الكامل لوزير الري، بأنه قال ذلك بالفعل ردًا على مزاعم أثيوبيا بأن مصر لها حصة الأسد من مياه النيل.
نقلًا عن “رويترز” كتبت الجزيرة عبر صفحتها على “فيس بوك”: “وزارة المياه والري والطاقة الإثيوبية تقول إن الطلبات الإضافية الزائدة من مصر والسودان حالت دون التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة”، وكانت أديس أبابا صرحت بالفعل بذلك، دون الكشف عن ما هي تلك المطالب “الزائدة”، إلا أنه من المعروف أن مصر في مباحثاتها تطالب بملء الخزان في 7 سنوات وأكثر لتدارك أثاره، وإمكانية السيطرة على الخسائر المعتدلة، بدلًا من وضع الدولة في مأزق صعب بمطامع أثيوبيا بملئه في ثلاثة أعوام فقط! فأين هي المطالب “الزائدة”؟
بطريقة مقتضبة أيضًا نشرت “الجزيرة” نقلًا عن التلفزيون الأثيوبي، تصريحات وزير الري ببدء ملء الخزان بتصميم عليه جملة واحدة “بدء ملء سد النهضة”، وبفارق ساعة واحدة، كتبت منشورًا آخر، يؤكد أن عملية الملء مستمرة، وأن ذلك تلبية لحلم الشعب الأثيوبي، وبعدها بدقائق منشور آخر جاء فيه: “وزير الري الإثيوبي: تعبئة سد النهضة تُعد أول خطوة للتنمية وكانت منتظرة منذ زمن”، وبعد ساعة: “وزير الري الإثيوبي: بناء سد النهضة وعملية تعبئة الخزان يسيران جنبا إلى جنب”.
استمرت المتابعة الدقيقة للأزمة ساعة وراء ساعة، حيث نشرت الرد السوداني والمصري، بعد المنشور الأخير عن تصريحات وزير الري الأثيوبي، كما أنها بدأت بالتأكيد على أن عملية البدء جارية بنقل تصريحات وزارة الري السودانية، أنه “من خلال مقاييس تدفق المياه في محطة الديم الحدودية مع إثيوبيا أن هناك تراجعا في مستويات المياه بما يعادل 90 مليون متر مكعب يوميا ما يؤكد إغلاق بوابات سد النهضة”.
على الرغم من تلك المتابعة الدقيقة ساعة بساعة لتطورات الأزمة، إلا أن الجزيرة تجاهلت تمامًا النفي الرسمي من وزير الري الأثيوبي لتصريحه بأنهم بدأوا ملء السد، مؤكدًا أن خطابه تم فهمه بشكل خاطئ وأنه لم يصرح بذلك أبدًا، كما تجاهلت أيضًا الآراء السياسية بأن تلك الخطوة لا يحق لأثيوبيا القيام بها بشكل منفرد، دون الموافقة الثلاثية عليها، وبدأت في الالتفات إلى أخبار أخرى بعيدة عن أزمة سد النهضة.
لم تكتف الجزيرة بالمتابعة اللحظية للأخبار، بل أنشأت ملفًا تفاعليًا خصصته عن أزمة سد النهضة بعنوان “خنق النيل”، وقد تناولت فيه تاريخ الأزمة، والسيناريوهات الأبرز التي من الممكن أن تواجهها مصر بسببه، وذلك بإشراف عالم الفضاء المصري عصام حجي، والذي جاء قاتمًا للغاية.
تصاميم الصفحة الرسمية على الفيس بوك أيضًا، كانت أكثر قتامة، وأبرزها تصميم “ساعة العطش”، والذي أظهر تاريخ وساعة بدء ملء الخزان المزيفين -اعتمادًا على نفي وزارة الري الأثيوبية- بالإضافة لفيديو “مبتذل” عن مشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الإثيوبي أبي أحمد، والأخير يردد يمينًا بعدم المساس بمصر ونيلها، مرفقًا بتعلق: “بدء ملء سد النهضة.. “أين اليمين وأين ما عاهدتني؟”، بالإضافة إلى صوت خلفية موسيقية لمقطع من أغنية “يا من هواه أعزه وأذلني” للفنان السعودي عبد الرحمن محمد، والذي يقول فيه: “أنت الذي حلّفتني وحلفت لي وحلفت أنك لا تخون فخنتني”.