محمد إسماعيل الحلواني
مرّت الشهور الذهبية لخدمة البث نتفيلكس، وبدأت إيرادات المنصة في التراجع منذ أوائل يوليو 2020، بعد أن حققت أسهم نتفيلكس وفقًا لمؤشر ناسداك للبورصات ارتفاعًا كبيرًا في عدد المشتركين في فبراير ومارس الماضيين، وتزامن وصول إيرادات منصة البث لمستويات غير مسبوقة مع دعوات البقاء في المنزل خشية الإصابة بعدوى كورونا، وفي ذلك الوقت بدأ كثيرون يطبقون نصيحة البقاء في منازلهم بل والعمل من المنزل، وشهدت كافة منصات البث وخدمات المشاهدة رواجًا لافتًا في ذلك الوقت، خاصة بعد توقف المباريات والبطولات الرياضية والعديد من المسلسلات التي أنهت مواسمها في وقت مبكر.
الذروة في أبريل
وبعد بلوغ الذروة في أبريل، بدأ إجمالي ساعات البث في الولايات المتحدة بين نتفيلكس وأمازون برايم وهولو وديزني وآبل بلاس في التراجع بشكل كبير، ولكنها لا تزال أعلى من المستويات المسجلة في أوائل مارس 2020. ونظرًا لأن نتفيلكس هي خدمة البث الأكثر شعبيةً، فقد حظيت بالنصيب الأكبر من التراجع من حيث إجمالي ساعات البث. لكن المنافسين الأصغر حققوا بعض الزيادة في إيراداتهم، بينما تراجع عدد مشاهدي نتفيلكس.
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة Motley Fool، لا ينبغي أن تتسبب أرقام أو إيرادات نتفيلكس في إثارة قلق المستثمرين او المساهمين بالمنصة، فالبيانات المنشورة على لوحة 7Park تشير إلى أن معظم المشاهدين في نتفيلكس منذ مارس لم يقوموا بإلغاء اشتراكاتهم.
سجل نتفيلكس ارتفاعًا في متوسط ساعات البث بنسبة 50٪ في أبريل مقارنة بشهر فبراير. ويبدو أن المسؤول عن غالبية هذا الارتفاع هم المشتركون الجدد. وارتفع متوسط ساعات البث لكل مستخدم لنتفيلكس إلى أقل من 20٪ في نفس الفترة. والأهم من ذلك، أن هؤلاء المشتركين الجدد ما زالوا يتواجدون على المنصة. في حين انخفضت ساعات البث بنسبة 13٪ تقريبًا من أبريل إلى يونيو، انخفض متوسط ساعات البث لكل مشترك بنفس المقدار.
بينما يشاهد المشتركون عددًا أقل من الأفلام والمسلسلات على نتفيلكس في المتوسط ، شهدت ديزني نموًا في إجمالي ساعات المشاهدة. وبلغ المتوسط 102 ساعة من الفيديو على منصة هولو وديزني بلاس مجتمعتين في أبريل. ارتفع ذلك الرقم بالفعل إلى 113 ساعة في يونيو. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بعد إطلاق منصة هاملتون في أوائل يوليو. استحوذت مسرحية برودواي الموسيقية على 22 ٪ من ساعات البث عبر جميع المنصات في الأيام الخمسة الأولى من يوليو، وفقًا لمؤشر7Park. ولم تصدر ديزني بلاس أفلامًا جديدة حتى 3 يوليو.
وارتفعت إيرادات وارقام المشاهدة لمنصة ديزني بشكل ملحوظ نظرًا لتزايد عدد المشتركين أيضًا. وانخفض متوسط وقت المشاهدة لكل مشترك في ديزني بلاس فعليًا بين أبريل ويونيو، على الرغم من زيادة وقت المشاهدة بنسبة 20٪ ولكن لا يبدو أن أعداد المشتركين المتزايدة تأتي على حساب نتفيلكس.
وتعاني منصة آبل تي في بلاس من التأثير المعاكس. انخفضت ساعات البث بشكل طفيف بين جميع الأسر، وبلغ متوسط ساعات البث في يونيو أكثر من أي شهر سابق. قد يكون ذلك مؤشرا على أن آبل بدأت في العثور على محتوى يلقى صدى كبير لدى الجمهور، لكنها لم تعثر على عناوين ذات جاذبية كبيرة. يمكن أن يتغير ذلك في يوليو مع إطلاق فيلم “جراء هاوند” بطولة توم هانكس، المعروف أيضًا باسم الأب الأمريكي.
وبعد إطلاق ديزني بلاس وآبل تي في بلاس، قال الرئيس التنفيذي لشركة نتفيلكس ريد هاستنجز، إن الوقت الذي يقضيه المشاهد سيكون أهم مقياس يمكن رصده في الحروب الدائرة بين منصات البث. ولهذا السبب، لا تزال نتفيلكس قوة مهيمنة. وشكلت 70٪ من جميع عمليات البث المنزلي ضمن كافة خدمات البث التي يتابعها مؤشر Park7.
وعندما يتعلق الأمر بمتوسط الوقت الذي يقضيه كل مشاهد، استعاد نتفيلكس المركز الأول في يونيو، بعد أن احتلت أمازون برايم فيديو مركز الصدارة لبضعة أشهر.
تراجع طبيعي.. والإدارة تطمئن المستثمرين
تحتاج منصة نتفيلكس إلى إثبات امتلاكها حصة قوية من ساعات المشاهدة في المستقبل. على الرغم من دخول المزيد من المنافسين إلى السوق، فإن نتفيلكس في أفضل وضع لإبقاء المشتركين مهتمين بما تقدم من المحتوى حتى نهاية العام 2020 بقائمة تتضمن محتوى متميز. وأكدت الإدارة للمستثمرين خلال استعراض أرباح الربع الأول في مؤتمر بالفيديو أن جدول إصداراتها ومسلسلاتها لعام 2020 لا يجب أن يشهد تأثرًا كبيرًا بأزمة كورونا.
في حين أن العديد من المشاهدين يقللون من الوقت الذي يقضونه على نتفيلكس، ويشترك بعضهم في خدمات جديدة مثل ديزني بلاس، تظل منصة نتفيلكس في المركز المهيمن بين خدمات البث عندما يتعلق الأمر بالتنافس على وقت المشاهدين. يبدو أن المشتركين الجدد والقدامى يتابعون محتوى نتفيلكس في المتوسط أكثر مما يفعلون مع خدمات البث الأخرى، ويرى المستثمرون بالفعل أن ذلك ينعكس على أعداد المشتركين.