إسلام وهبان
عرضت منصة “شاهد” مساء أمس الخميس، فيلما وثائقيا بعنوان “الرواية الكاملة”، وهو من إنتاج شركة “سكوب برودكشن”، والذي يتناول واحدة من أبرز الجرائم التي شغلت الرأي العام ووسائل الإعلام العربية خلال الشهور الماضية، وهي محاولة سرقة فيلا الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، ومقتل السارق على يد زوجها.
في صورة تحقيق تلفزيوني حاول الإعلامي اللبناني جو معلوف، رصد تفاصيل القضية وتتبع مسارات الحادث، من خلال حوارات أجراها مع نانسي عجرم، وزوجها طبيب الأسنان فادي الهاشم، وعدد من أفراد عائلتهم والعاملين بالفيلا، فضلا عن عائلة الشاب السوري محمد الموسى، الذي قتل خلال عملية السرقة.
حادثة غريبة في منزل فادي الهاشم 👀#الرواية_الكاملة يعرض الآن على #ShahidVIPhttp://onshahid.net/6182GX8yj
Geplaatst door Shahid op Vrijdag 17 juli 2020
يبدأ الفيلم الوثائقي بحديث نانسي عجرم وزوجها عن تفاصيل الساعات الأخيرة قبيل اقتحام السارق للفيلا وتهديده لهم بالسلاح، وذلك مساء 4 يناير 2020، وكيف كانت لحظات هادئة بصحبة العائلة التي كانت في زيارة لهم للاحتفال بأعياد الميلاد والسهر حتى الواحدة صباحا، لكن أبرز ما عرضه الفيلم هو ما رصدته كاميرات المراقبة لتسلل شخص غريب وملثم إلى الفيلا، بعد أن استغل عدم تشغيل أجهزة الإنذار لوجود الضيوف، ومحاولته التلصص على من في المنزل، والاختباء لحين مغادرة الضيوف وهدوء المنزل بعد خلود أهله إلى النوم، كما أظهرت الكاميرات تهديد السارق لزوج نانسي عجرم بالسلاح قبل أن يأخذه إلى غرفة النوم لسرقة ما في البيت من أموال ومقتنيات ذهبية، كذلك أظهر تبادل إطلاق نار بين السارق وفادي الهاشم بعد محاولة السارق الدخول لحجرة الأطفال.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها هذه اللقطات، فقد تم تداولها خلال الأشهر الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية، سواء لتحليل القضية أو الإشهار بعائلة نانسي عجرم، أو اتهام زوجها بقتل الشاب على إثر خلافات في العمل، لكن الفيلم الوثائقي وضع اللقطات في منطقة أخرى بعد عرضها بالتوازي مع شهادات نانسي عجرم وزوجها، فى محاولة للبحث عن الحقيقة، والتعرف عن قرب بملابسات الجريمة.
في محاولة لإضفاء روح التحقيق على الفيلم الوثائقي الذي أخرجه “رامي زين الدين”، حاور الإعلامي جو معلوف أطراف القضية والشهود كل على حدى، فظهرت نانسي عجرم وهي تروي تفاصيل الواقعة بمفردها وما حدث عندما سمعت صوت حركة السارق داخل الفيلا، ومحاولتها الفرار إلى الحمام عندما سمعت السارق وهو يهدد زوجها بالسلاح، ثم استنجادها بوالدها والسائق الخاص بها من خلال الهاتف، وفرار السارق إلى الغرف المجاورة لغرفة بناتها بعد سماعه لأصوات من دخلوا الفيلا لنجدتهم، وتبادل إطلاق النار بينه وبين زوجها، حتى سقوط السارق قتيلا.
الأمر الذي حكاه الزوج فادي الهاشم بنفس التطابق مع إعطاء تفاصيل أكثر دقة لكونه من واجه السارق، وسبب إطلاق النار عليه بعد خوفه على بناته من أن يصبهم السارق بمكروه، كما حاول أن يعيد تمثيل المشاهد مرة أخرى ليظهر مدى صعوبة اللحظات التي عاشوها قبل وبعد اقتحام محمد الموسى للفيلا، وكيف قضى يومين في السجن للتحقيق معه وتبرأته.
لم يقتصر فيلم “الرواية الكاملة” على شهادات نانسي عجرم وزوجها، بل عرض العديد من التفاصيل التي أظهرتها التحقيقات، والتي كشفت أن السارق لم يقم باقتحام فيلا نانسي عجرم مصادفة، بل بعد شهور من البحث والتحضير، هذا ما فضحه هاتف القتيل بعد تفريغه وتحديد هويته، والتي كشفت التحريات أنه باسم زوجته.
هاتف القتيل أظهر محاولته للبحث عن فيلا نانسي عجرم ومكانها وشكلها من الداخل وعن زوجها ومكان عيادته وأرقام هاتفه، وذلك من خلال محرك البحث جوجل، في الفترة من إبريل 2019 حتى سبتمبر من العام نفسه، كما أوضحت التحقيقات أنه حاول الاتصال بعيادة الدكتور فادي الهاشم، كذلك أظهر موقع بطاقة sim عن وجوده بالقرب من مكان الفيلا قبل أيام من عملية الاقتحام، وهو ما يشير تخطيط القتيل لسرقة الفيلا لشهور.
الغريب أن بيانات هاتف القتيل أظهرت أيضا بحثه عن أسماء أخرى لمشاهير بخلاف نانسي عجرم من بينهم هيفاء وأحلام ونجوى كرم. الأمر الذي يثير الشكوح حول تخطيطه لسلسلة من الجرائم بحق الفنانات.
برغم أهمية الرأي العام وتأثير السوشيال ميديا على كثير من القضايا وسرعة التحرك لمحاسبة الجناة، إلا أن قضية قتيل فيلا نانسي عجرم أخذت منحًا آخر بعد معرفة جنسية القتيل، ومحاولة تحويل القضية من سطو على منزل نجمة شهيرة ومقتل السارق، إلى صراع بين اللبنانيين والسوريين، فضلا عن توجيه اتهامات ضد زوج نانسي عجرم وترويج العديد من الشائعات حوله وأنه قتل محمد الموسى عمدا، وهو ما كان له تأثير سلبي على نفسية نانسي عجرم وعائلتها، الأمر الذي حاول “الرواية الكاملة” إبرازها.
حاول الفيلم الوثائقي رصد الاهتمام الإعلامي بالقضية من خلال عرض الجدل الذي أثير عبر برامج التوك شو اللبنانية والعربية، فضلا عن التغطية الإخبارية والتلفزيونية لتطورات التحقيقات، لكن الطريف ظهور لقطات من تغطية الإعلامي عمرو الأديب في برنامجه “الحكاية” الذي يعرض على شاشة “mbc”، وكذلك زوجته الإعلامية لميس الحديدي، ببرنامجها “القاهرة الآن” الذي يبث عبر شاشة الحدث، ليكون أول عمل يجمع بين الإعلاميين.
يقدم الفيلم الوثائقي العديد من التفاصيل، عن القضية وملابساتها ونتائج التحقيق، فضلا عن إظهار آراء وشهادات عديدة ومختلفة، ولم يغفل عن التواصل مع الجانب الآخر للقضية وهي عائلة محمد الموسى، حيث أجرى حوارات مع والدي القتيل، المقيمين في سوريا، والتعرف على العديد من المعلومات عن ابنهما، والذي انقطعت علاقته بهما فى السنوات الأخيرة بعد سفره إلى لبنان، ومشاعرهم بعد خبر مقتله، كما عرض صناع “الرواية الكاملة” الوصول لزوجة القتيل والتي رفضت التصوير معهم أو الإدلاء بأية تصريحات لهم هي أو عائلاتهم.
الفيلم بمثابة وثيقة هامة للمشاهدين ومتابعي الفنانة اللبنانية، حول قضية أثارت الرأي العام المحلي والعربي لشهور، كما يكشف الكثير من التناقضات التي يحملها المجتمع اللبناني وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على مثل هذه القضايا.