إسلام وهبان
يعرض حاليا عبر منصة “شاهد”، المسلسل الكوميدي “جمجوم وبم بم”، للمخرج إسلام خيري، وبطولة محمد عبد الرحمن ومحمد سلام وميرنا جميل، وعدد كبير من ضيوف الشرف، وتدور قصة المسلسل حول دكتور فلكي ومتخصص في علم الماورائيات، يقرر هو وصديقه وزميلته الصحفية تأسيس شركة لمساعدة العملاء في تفسير وحل الأمور الغامضة تحت اسم “الشركة الألمانية لمكافحة الخوارق”.
وبالرغم من عدم لحاق المسلسل بالموسم الرمضاني السابق، بسبب أزمة كورونا وعدم القدرة على الانتهاء من العديد من المشاهد، إلا أنه لفت الأنظار إليه مع عرض الحلقات الأولى منه الشهر الجاري، وحاز على إشادة العديد من المشاهدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لما يقدمه من محتوى ترفيهي وكوميدي مختلف، فضلا عن عرضه عبر منصة رقمية وهو ما يتناسب مع توجهات الكثيرين وخاصة فئة الشباب.
– فكرة جديدة في قالب ساخر
يعد تناول موضوع الخوارق وما وراء الطبيعة، أمر ليس بجديد على الدراما المصرية، فقد شهدت السنوات الأخيرة تقديم هذا الاتجاه من خلال أعمال مثل “أبواب الخوف” و”ساحرة الجنوب”، إلا أن “جمجوم وبم بم” تناول الموضوع بشكل ساخر وكوميدي متميز، كما أن هناك تنوع في الظواهر التي يتناولها المسلسل، فيتناول مرة فكرة لعنة الفراعنة، أو الجن وعلاقتهم بالبشر، أو مصاصي الدماء، الأمر الذي يجعل المشاهد لا يشعر بالملل خلال متابعته للحلقات، فهناك فكرة جديدة تطرح كل حلقتين أو ثلاث في شكل درامي ساخر.
– مدارس كوميدية في عمل واحد
رغم أن المسلسل لا يقوم ببطولته أحد نجوم الصف الأول، ويعتمد بالأساس على 3 تجارب شبابية متميزة، إلا أن المخرج إسلام خيري، كان موفقا في المزج الذي قدمه لثلاثة مواهب ينتمي كل منها لجيل ومدرسة مختلفة، فمحمد عبد الرحمن، بعد تجربة مسرح مصر، التي أسسها الفنان أشرف عبد الباقي، أصبح من أبرز الوجوه الكوميدية الشبابية في الفترة الأخيرة، بما يمتلكه من قدرة على الارتجال، والتعبيرات الحركية والصوت الكوميدي، ونجاحه في “الواد سيد الشحات” كلها عوامل ساعدت على إسناد أول بطولة مطلقة له في “جمجوم وبم بم”.
كذلك محمد سلام، الذي يعد أحد أبناء المخرج الكبير خالد جلال، وأحد أبرز الأسماء التي تخرجت في الدفعة الثانية لمركز الإبداع الفني، وشارك في العديد من الأعمال الكوميدية مثل “الكبير أوي” و”طير انت”، أيضا ميرنا جميل، أحدى بطلات العرض الشهير “SNL بالعربي”، والتي استطاعت في فترة وجيزة أن تلفت الأنظار إليها وتكون أحد أبرز الوجوه الكوميدية في مصر، بطلتها المتألقة وحضورها المتميز.
ذلك التنوع والمزيج المتميز أعطى للمسلسل متعة خاصة لدى المشاهدين، وأصبحت هناك روح من الخفة والرشاقة في الآداء، خاصة مع اعتماد الأبطال على كوميديا الموقف بشكل أكبر من كوميديا الإيفيه التي أصبحت مستهلكة.
الشركة الألمانية لمكافحة الخوارق احذروا التقليد 😂👻 #جمجوم_وبم_بم الحلقة السادسة متوفرة الآن على #ShahidVIPhttp://onshahid.net/6185GX5t5
Geplaatst door Shahid op Vrijdag 17 juli 2020
– مداعبة ذاكرة المشاهد
من الأمور اللطيفة التي كانت حاضرة بقوة خلال الحلقات الست الأولى من المسلسل، هو اقتباس بعض المشاهد الشهيرة سواء لأفلام أو مسلسلات مصرية، وإعادة تقديمها بشكل ساخر، مثل مشاهد “ولاد مسك” نسبة لفيلم “ولاد رزق”، فضلا عن استخدام قفشات الأفلام الشهيرة وتطويعها مع المشاهد والأحداث بطريقة كوميدية تداعب ذاكرة المشاهد، وتجعل أصعب المشاهد السينمائية مادة للضحك والفكاهة، وهو ما نجح فيه محمد عبد الرحمن ومحمد سلام بشكل كبير.
أغرب عملية بيع مومياء أثرية مع ولاد مسك 😂شوفوا الحلقة الخامسة من الشركة الألمانية لمكافحة الخوارق#جمجوم_وبم_بم متوفرة الآن على #ShahidVIPhttp://onshahid.net/6188GXBLn
Geplaatst door Shahid op Donderdag 16 juli 2020
– دويتوهات “عبد الرحمن” و”سلام”
نجاح محمد عبد الرحمن في عدد من الأعمال الدرامية السابقة وقدرته على تقديم دويتو متميز مع أحمد فهمي في “الواد سيد الشحات”، كذلك محمد سلام، صاحب التجربة الثرية والمتنوعة، بعد مشاركته في عدد كبير من الأعمال الكوميدية كدور ثاني، وتقديم دويتوهات متميزة مع أحمد مكي في “الكبير أوي” بأجزائه، ومصطفى خاطر في “ربع رومي”، ودنيا سمير غانم في “في الالا لاند”، وغيرها من الأدوار الكوميدية المتميزة. الأمر الذي جعل هناك دويتو متميز بين محمد عبد الرحمن ومحمد سلام، خاصة مع تقسيم الأدوار بينهما بشكل جيد، حيث يظهر “عبد الرحمن” كشخصية أكاديمية ذكية ومتكبرة وجبانة، فيما يظهر “سلام” كشخصية همجية ومتسرعة وساذجة.
– كلمة السر “ضيوف الشرف”
يشارك في المسلسل عدد كبير من ضيوف الشرف، من بينهم أحمد السعدني، وأحمد فتحي، ومحمد ثروت، وياسر الطوبجي، ومفيد عاشور، والذين كان لهم دور كبير في إثراء حلقات المسلسل وجعلها أكثر قوة، وأعتقد أن مشاركة هذه الأسماء في “جمجوم وبم بم”، قد أضاف الكثير وكان بمثابة كلمة السر لوصول المسلسل إلى كثير من المتابعين، لما لديهم من خبرة فنية وقبول لدى المشاهد.
– آفة حارتنا الكسل
رغم أن قصة المسلسل متميزة وفريدة نوعا ما في الدراما المصرية، وتناول فكرة الماورائيات بشكل هزلي ساخر، وجودة المشاهد التي تبدأ بها كل حلقة والتي توحي بالغموض وإعطاء لمحة رعب تتناسب مع فكرة العمل، وإخراجها بشكل مميز، فضلا عن الكوميديا الخفيفة والمختلفة التي قدمها إسلام خيري، بعد تجربته الكوميدية الناجحة في الجزء الأول من مسلسل “الكبير أوي”؛ إلا أن هناك بعض المشاهد تم تنفيذها بشيء من الكسل والاستسهال، مثل ظهور العفاريت بملاءات بيضاء، بشكل يميل إلى الاستخفاف بعقلية المشاهد بحجة تقديم عمل كوميدي، كذلك الإطالة في بعض الحلقات مثلما حدث في الحلقة الثالثة والرابعة بشكل غير مبرر.
وبعيدا عن الاستسهال في تنفيذ بعض المشاهد، إلا أن مسلسل “جمجوم وبم بم” يعد خطوة مميزة نحو أعمال كوميدية مصرية أكثر قوة، وتجربة مختلفة في سماء الإعلام الرقمي ومنافسته لكثير من المنصات الأجنبية التي دخلت السوق المصري بأعمال عربية قوية.