نقلا عن اكتب صح
مصطفى فتحي
يؤمن الصحفي المصري وصانع الأفلام الوثائقية علي السطوحي أن الهاتف المحمول كنز في يد الصحفيين لكن للأسف لا يستغله الأغلبية منهم أفضل استغلال، مع أن صناعة فيلم وثائقي بالموبايل لم تعد حلمًا بعيد المنال إنما عملية إبداعية لها شروطها وطرقها.
يتعامل السطوحي مع هاتفه بمنطق “الجهاز القادر على القيام بمهام عدة”، إذ يصوَّر من خلاله ويحرر ما صوّره ثم يضيف الخلفيات الموسيقية اللازمة وعدة أشياء أخرى.
يعمل السطوحي مع بي بي سي عربي، كما نفَّذ عديدًا من الأفلام التي عرضها الإعلامي المصري يسري فودة، سواء في برنامجه “آخر كلام” الذي كانت تعرضه فضائية أون تي في المصرية قبل أن يتوقف، أو برنامج السلطة الخامسة الذي قدمه فودة عبر فضائية دويتشه فيله العربية.
يقول علي إن صناعة فيلم ناجح عن طريق الهاتف المحمول أمر يحتاج إلى عدة أشياء، أولها الإيمان الشديد بالهاتف والتعامل معه باعتباره صديقًا وفيًا وليس مجرّد جهاز لعمل المكالمات الهاتفية.
“حين تؤمن أن هاتفك صديقك ستنجح في أن تخرج منه أشياء عديدة باهرة، لذلك من المهم أن تختار صديقك جيدًا قبل أن تشتريه، وهو ما يعني أن تختار جهازًا يحمل اسم علامة تجارية موثوقة، وبه إمكانيات جيدة، خصوصًا فيما يتعلق بجودة الكاميرا وحجم الذاكرة، وأن تكون الشاشة كبيرة حتى تتيح لك مشاهدة تفاصيل ما ستصوره بشكل واضح”، يقول علي.
من النقاط المهمة الأخرى التي يشير إليها علي: أهمية تعلم التصوير عبر الهاتف قبل أن نقرر عمل أفلام وثائقية، ويؤكد وجود أماكن عدة توفر ورشًا تدريبية لمن يرغب في تعلم التصوير عبر الهاتف، كما يمكن الاستعانة بموقع يوتيوب حيث سنجد عليه ببعض المجهود في البحث دروسًا مصورة كثيرة تساعدنا على تعلّم هذه المهارة دون دفع أي مبالغ مالية.
“أتيحت لي فرصة مثالية لتعلم التصوير علي يد مدير التصوير المصري سعيد شيمي، كان أهم درس استوعبته أن المعدات الضخمة والغالية لا تصنع قصصًا، وأن القصص الجميلة يمكن أن تخرج بأبسط المعدات، مثلًا أنا أنتجت تحقيقًا في منطقتين حساستين في مصر؛ سيناء وشلاتين، لم يكن للتحقيق أن يري النور إلا من خلال التصوير بالموبايل لأن الأمن كان يمنع الدخول بكاميرات ضخمة”. يقول علي.
يضيف: “ذهبت إلى أرض تيران وصنافير وصورت لقطات حصرية لم يكن بالإمكان تصويرها إذا كانت معي كاميرا كبيرة لافتة للنظر، وحتى قصتي “درس موسيقي” التي ترشحت لمهرجان بي بي سي قبل فترة صورتها بهاتفي المحمول”.
يكمل علي قائلًا إن هناك خطوة تالية لتعلم التصوير وهي فهم عالم الأفلام الوثائقية، وكيفية تنفيذها بشكل سليم من الناحية الفنية والعلمية، ويشير إلى أن الفيلم الوثائقي يصنف ضمن الأفلام الحقيقية أي إنه ليس عملًا دراميًا خياليًا، إنما يحوي قصصًا واقعية لكن بمعالجة وسياقات مصطنعة.
يضيف علي أن الفيلم الوثائقي يتناول أشخاصًا حقيقيين، وقضايا حقيقية، وطريقة معالجته تكون عن طريق سياق حقيقي بهدف إيصال رسالة واضحة ومحددة.
من المهم أن نجد فكرة جيدة من أجل صناعة فيلم وثائقي بالموبايل، ويلفت علي إلى أن الأفكار الجميلة تهرب سريعًا لذلك من المهم أن نسجل أي فكرة تصلح لفيلم وثائقي تأتي إلى عقولنا، سواء عن طريق كتابتها في مفكرة نحتفظ بها لهذه المهمة، أو تسجيلها على أحد تطبيقات الهاتف التي تؤدي قوم بمهمة المفكرة، بعدها نفكر جيدًا كيف سنحول هذه الفكرة إلى فيلم وئائقي.
يكمل السطوحي “من المهم أن نحدد ما المصادر التي نحتاج إلى التواصل معها حتى تخرج الفكرة متكاملة، وكيف يصبح الفيلم متوازنًا، بمعنى أن يحمل كل الآراء، وبالتأكيد من المهم أن نرسم “ستوري بورد” واضحة نتخيل فيه كل شيء يتعلق بالفيلم”.
مهم أن نفهم جيدًا أن المعلومات أمر مهم وحيوي جدًا يجب أن تُوضع داخل الفيلم الوثائقي بشكل ذكي، بهدف أن تترابط مع بنيته، ومع عناصر رواية القصة الوثائقية وهي المقدمة، الوسط، الخاتمة، ويجب أن نتعلم طريقة جمع المعلومات، وتقييمها، وفرزها، وتصنيفها، وتحديد الطريقة التي ستظهر بها في الفيلم.
ويمكن أن يساعدنا هذا الفيديو على تعلم مهارة تغذية فيلمنا بالمعلومات.
وحتى يكون صوت فيلمنا جيدًا، فيجب علينا شراء مايكروفون من نوع غير رخيص، مناسب للتوصيل للهاتف بهدف أن يساعدنا على أن يخرج شكل الفيديو النهائي متكاملًا والصوت واضحًا، وألا نكتفي بمايكروفون الهاتف لأنه لا يضمن لنا أبدًا صوتًا جيدًا.
من المهم أيضًا أن نتعلم كيفية تحرير الفيديو عبر الهاتف، ويجري ذلك عن طريق تنزيل تطبيقات وظيفتها التحرير، ويفضّل علي استخدام تطبيق “iMovie” لكنه يلفت إلى أن هناك برامج أخرى وعلينا أن نجرب أكثر من تطبيق حتى نصل إلى أكثر برنامج نرتاح في التعامل معه.
“هناك فيديوهات مصورة كثيرة على يوتيوب تتيح لنا تعلم أي تطبيق لتحرير الفيديوهات”، يؤكد علي.
أخيرًا..
“لا تنسوا أبدًا أن الصحافة بشكل عام وبكل أشكالها، تعتمد على ميثاق شرف، يتضمن عدم اختلاق القصص أو إضافة معلومات غير سليمة لم يجر التحقق منها، وعدم تعريض من سنصورهم لأي خطر، والهدف النهائي من الفيلم الوثائقي التعبير عن قضية، لا اختلاق قضية أو تزييف وعي المشاهدين، فصناعة فيلم وثائقي بالموبايل أمانة والتزام ورسالة قبل أن تكون عملًا. يختم علي.