محمد إسماعيل الحلواني
توصل بحث جديد أجراه أندي جيس بجامعة برينستون إلى أن الديمقراطيين والجمهوريين يقرأون الكثير من نفس مصادر الأخبار؛ فمعظم قراء الأخبار الأمريكيين ليسوا داخل شرنقة ولا يتعرضون لرجع الصدى الذي يساعد على تضخيم معتقداتهم أو تعزيزها من خلال التواصل والتكرار داخل نظام مغلق وليسوا منعزلين عن الآراء المخالفة لهم، فمعظمهم لا يقرأ الكثير عن السياسة على أي حال، ولكن البحث أشار إلى أن اليمينين يواظبون على الإدلاء باصواتهم في الانتخابات التمهيدية والعامة وأن حقيقة قراءة الجمهور للأخبار من نفس المصادر لا تعني أنهم لا يستخدمون تلك الأخبار وتحليلاتها (أو يتشاركونها) بشكل مختلف.
بدأ جيس بحثة بتحليل بيانات الإطلاع على الأخبار السياسية لعامي 2015 و2016 وهي البيانات المعلنة عبر منصة YouGov Pulse، التي تتابع نشاط تصفح الويب للمستخدمين بالإضافة إلى دراسة مسحية لأنماط القراءة. ووجد البحث أن الغالبية تعتمد على المصادر غير الحزبية أي تلك التي تقع في الوسط، بما في ذلك البوابات الرئيسية مثل MSN.com التي تمتلكها شركة مايكروسوفت أو بوابة AOL.com، والتي لها تأثير معتدل على الجرعات الإخبارية التي تبثها الشبكات الإعلامية.
ولفت البحث إلى أن هناك تطرفًا في كلا الطرفين، خاصة على اليمين الجمهوري، وقد تحصل هذه الجماعات على المزيد من الاهتمام. وكتب جيس: “حتى العديد من الأشخاص الذين تصنفهم البيانات كمحافظين لديهم تفضيلات إعلامية معتدلة نسبيًا. لكن أولئك ليس لديهم نفس التفضيلات يتسببون في توجيه كثافة الترافيك إلى المواقع المحافظة، مما يؤدي إلى شيوع وهم عام بوجود وسائل إلام شديدة الاستقطاب. وبالتالي، فإن هذا الدليل يتفق مع وجهة النظر القائلة بأن غالبية المحتوى الذي تطرحه وسائل الإعلام معتدل أيديولوجيًا. هناك أيضًا أدلة على وجود مجموعة كبيرة من الجمهوريين الذين، بالإضافة إلى المصادر السائدة، يطالعون الكثير من الأخبار والمعلومات اليمينية المحافظة، ولا يميلون لقراءة الأخبار من مصادر ليبرالية، حول موضوعات السياسة.
وبالمثل يميل اليساريون لقراءة الأخبار على موقع BuzzFeed الذي تصل أخباره إلى التريند بسهولة، وغيره من المصادر السائدة الأخرى ذات الاتجاه اليساري، بالإضافة إلى وسائل إعلام حزبية معبرة عن الحزب الديمقراطي مثل موقع Daily Kos. يمكن القول، إذن، أن معظم الأمريكيين ليسوا مستهلكين للأخبار الحزبية المعتادة – ما يقرب من 18 ٪ من المشاركين بالدراسة المسحية للعام 2015 و33 ٪ في عام 2016 حصلوا على 10 ٪ على الأقل من زياراتهم لمحتوى الأخبار السياسية الناشئة من مواقع ذات ميل مطلق لليمين أو اليسار. ولكن قد يبدو الأمر كذلك من وجهة نظر ناشري الأخبار.
صحفي التايمز: قراءة الأخبار من نفس المصادر لا تنفي وجود الاستقطاب
ويحذر ماكس فيشر الصحفي بنيويورك تايمز من أنه لا ينبغي تفسير نتائج جيس على أنها تعني أن الاستقطاب ليس مشكلة كبيرة. بالتأكيد، قد يقرأ الأمريكيون الكثير من نفس الأخبار، ولكن كيف يصلون إليها وما الذي يشاركونه على وسائل التواصل الاجتماعي؟ ويعتقد فيشر “أنه من المهم عدم إساءة فهم كيفية قراءة الأمريكيين للأخبار ومشاركتها اليوم”.
نشر بحث جيس في المجلة الأمريكية للعلوم السياسية؛ ويمكن الاطلاع عليها عبر هذا الرابط.
وتشير الصحفية فيرونيكا بيني بصحيفة نيويورك تايمز إلى أن فيسبوك يسمح بنشر المعلومات الخاطئة بشأن تغير المناخ بحرية تامة من خلال تصنيفها كمحتوى رأي. وهذه السياسة تعني أن العلم الذي تتم مراجعته من قبل الأقران يمكن أن يندرج في نفس فئة البيانات الصناعية وحتى التضليل الصارخ. في سبتمبر الماضي، على سبيل المثال، نجح تحالف ثاني أكسيد الكربون، وهو مجموعة غير ربحية تدعي إن زيادة انبعاثات الكربون جيدة للكوكب، في إلغاء التحقق من الحقائق بنجاح عندما وصف فيسبوك بهدوء منشورًا للتحالف على أنه “رأي”.
كان أول من كشف عن قصة “تحالف ثاني أكسيد الكربون” في الأصل هو الصحفي سكوت والدمان في يونيو، حقق في ما حدث، ثم كتب:
قال المدير التنفيذي كاليب روسيتر هذا الأسبوع إن “تحالف ثاني أكسيد الكربون” يركز بشكل متزايد على استخدام فيسبوك للوصول إلى المزيد من الأشخاص برسالة مفادها أن مخاوف تغير المناخ مبالغ فيها وأن حرق المزيد من الوقود الأحفوري سيساعد البشرية”. أي أن التحالف يرى المعركة حول منشوراته المتعلقة بالمناخ في إطار حرب أكبر حول كيفية الوصول إلى جمهور خارج وسائل الإعلام المحافظة. وهو وصول ضخم. يمكن الوصول إلى العديد من الأشخاص من خلال المشاركات والإعلانات. وقال المسؤول الكبير بالتحالف: “نحن مثل دونالد ترامب. نحن لسنا سعداء بالمعاملة التي نحصل عليها من وسائل الإعلام الرئيسية، نلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي. هذا هو مكان عملنا في جزء كبير منه “.
قال روسيتر إن التحالف مُنع مؤقتًا أيضًا من عرض الإعلانات بعد تطبيق سياسة التحقق من الحقائق. بعد إزالة التصنيف “الكاذب” من منشور يتعلق بالمناخ، ويُسمح الآن للتحالف مرة أخرى بشراء الإعلانات. لقد عرض التحالف بالفعل عددًا من الإعلانات التي تحتوي على رسائل تشوه المساندين لقضية تغير المناخ وتدلي ببيانات مثيرة مثل “نحن ننقذ سكان الكوكب من الذين يدعون أنهم ينقذون الكوكب”. وأوضحت بيانات الفيسبوك أن هذه الإعلانات ظهرت أكثر من 50000 مرة.