محمد إسماعيل الحلواني
دافع تقرير نشرته مجلة WIRED الأمريكية الشهرية عن فكرة أن تظل ميزانيات وسائل التواصل الاجتماعي بمعزل عن المحتوى الذي تنشره هذه المنصات، وبالتالي انضم التقرير إلى سلسلة طويلة من الخبراء المناهضين للإعلانات السياسية عبر كافة مواقع التواصل وبالتالي اكتساب زخم جديد لمكافحة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية.
ورصد التقرير الارتباط المزمن بين الخطاب السياسي وقضايا الصحة العامة، واحتلال الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت بعد مقتل جورج فلويد في مقدمة هذا التداخل: خاصة بعد انتشار نعرات التفوق للعنصر الأبيض في أجواء ملغمة بسبب جائحة وباء كورونا.
وبالمثل، اعتبر التقرير إنكار قضية الاحتباس الحراري والتغير المناخي والنشاط المناهض لحماية البيئة من الغازات الدفيئة تهديدا مباشرًا لحياة وسلامة المواطنين في جميع أنحاء العالم. وبعدما ألقت أزمة كورونا بظلال ثقيلة على كوب الأرض من شرقه لغربه، تآكل الخط الفاصل بين الخطاب السياسي والصحة العامة بطريقة أكثر إيلاما.
وضرب التقرير المثل بالجدل الذي ثار في الولايات المتحدة حول ارتداء الكمامات وهل هي إجراء وقائي أم مجرد توصية طبية.
وعدد التقرير مزايا فصل المسائل المالية عن المحتوى، فأولاً، سيقلل ذلك فرصة مكافأة الأشخاص الذين يصرون على نشر المعلومات المضللة والنعرات العنصرية بنقرات وإعجابات على سلوكياتهم العدائية، بل إن عدم حصول هؤلاء على إعجابات المتابعين سيلغي سبب استمرارهم في نشر هذا المحتوى العدائي، ويعتبر التقرير هذه الديناميكية قديمة ومجربة، فطالما أن ممارسات ما تنتج رأس المال – سواء كان اقتصاديًا أو اجتماعيًا – فلا يوجد سبب للتوقف.
فخ تسليط الضوء على قضايا هامشية
وثانيا، عندما يسلط الضوء على موضوع هامشي مثل موضوع الكمامات، فالأمر المضحك هو أنها ستتحول إلى قضية رئيسية، وستظهر حجج مؤيدة مقابل حجج رافضة للكمامات.
وأضاف التقرير أن أحد أكثر مصادر الأزمات الإعلامية في الولايات المتحدة شيوعًا هو الافتراض بأن لفت الانتباه إلى الضرر سيساعد على تخفيفه.