محمد إسماعيل الحلواني
يعرض موقع أمازون كتابًا جديدًا لتوماس ريد، بعنوان “التدابير النشطة: التاريخ السري للتضليل ووسائل الحرب السياسية”، استند إلى الوثائق التي أصبحت متاحة بعد إعادة توحيد ألمانيا وسقوط الاتحاد السوفيتي، بما في ذلك وثائق تابعة لدول سوفيتية سابقة مثل بلغاريا.
عمل خبير التشفير “ريك ليدجيت” كنائب مدير وكالة الأمن القومي من يناير 2014 حتى تقاعده في أبريل 2017، وتجاوزت خبرته في ذروتها ما يقرب من 40 عامًا في مجال التشفير في وكالة الأمن القومي وفي الجيش الأمريكي. وسبق له أن قاد فريق عمل Media Leaks المتعلق عمله بالتسريبات، وهو رد الوكالة على تسريبات ويكيليكس. كان أول مدير للمخابرات الوطنية السيبرانية في مكتب مدير المخابرات الوطنية، وأدار مركز عمليات التهديدات الإلكترونية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
يعتقد “رد” أننا “نعيش في عصر التضليل والخداع المنظم بامتياز. تضخ وكالات التجسس أموالاً هائلة على اختراق الأنظمة والمنصات والقرصنة، والتسريبات، وتزوير البيانات، وغالبًا ما يتم ذلك بهدف إضعاف الغرماء وضرب ثقة الجمهور في الحقائق. كان توماس رد، الخبير الشهير في مجال التكنولوجيا والأمن القومي، من أول من دقوا ناقوس الخطر وحذر قبل أكثر من أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، من أن المخابرات العسكرية الروسية “تخطط بعناية لحملة سياسية عالية المخاطر” لتعطيل العملية الديمقراطية في أمريكا.
وتبدأ قصة التضليل الحديث بصدام كبير في أعقاب الثورة الروسية بين الشيوعية والرأسمالية، وأصبح ذلك الصدام عنوانًا رئيسيا لفترة الحرب الباردة. ويكشف رد في كتابه عن أسرار استخباراتية وأمنية مذهلة من مواد مكتوبة بأكثر من عشر لغات عبر عدة دول، ومن مقابلات مع عملاء حاليين وسابقين. ويكشف عن التاريخ المثير للقلق والمليء بالحيوية والنشاط للكذب المنظم، ويكشف لأول مرة عن بعض أهم العمليات في القرن العشرين – والكثير منها يفوق التصور تقريبًا. تؤدي حيلة روسية بيضاء إلى نتائج عكسية وتسقط مفوض شرطة نيويورك وتبعده عن منصبه؛ وحملة كراهية معادية للسامية تم تصميمها من قبل المخابرات السوفيتية تتسلل عبر الستار الحديدي؛ وتدعم وكالة المخابرات المركزية إمبراطورية نشر وهمية، يديرها قائد بحري سابق لقارب ينتج أفضل مجلة لموسيقى الجاز في ألمانيا. ويتتبع رد صعود التسريبات، ويوضح كيف بدأ الجواسيس في استغلال ثقافة الإنترنت الناشئة قبل سنوات عديدة من ويكيليكس.
يلقي الكتاب الضوء على التدخل الأجنبي، خاصة الروسي، في انتخابات عام 2016، وبصفة خاصة دور جناح الحاسبات وشبكة الانترنت الذي أطلق عليه اسم “ترول فارم” سيئة السمعة في سانت بطرسبرج بالإضافة إلى هجوم سيبراني أكثر ضررًا بقي في الظل ولم يأخذ طريقه إلى العلن بعد.
ويأخذ المؤلف القارئ في جولة إرشادية عميقًا في قاعة واسعة من المرايا القديمة والحديثة، مشيرًا إلى مستقبل من الاستقطاب الهندسي، أكثر نشاطًا وأقل قابلية للقياس ― ولكنه يقدم أيضًا الأدوات اللازمة للتعرف على وسائل الخداع ونشر المعلومات المضللة.