أجرت الصحفية ماري أرافانيس حوارًا هو الأكثر جرأة في هذا الصيف مع الشخصية الخيالية “مدام فيفيت” التي تحرص على تدوين يومياتها على حساب بفيسبوك يحمل اسمه، والتي تقيم في منطقة الزمالك، ومعروفة بسيدة الزمالك.
نشر الحوار موقع “إيجيبشان ستريتس” الإخباري الناطق بالإنجليزية، وهي كما تصفها ماري: “من سيدات المجتمع الراقي، تحرص على ارتداء أحدث خطوط الموضة لمشاهير المصممين، وعاشقة لحي الزمالك، وتتحدث بصراحة شديدة ربما تكون صراحتها هي ما اجتذبت أكثر من 5000 متابع لقراءة مدونتها الفيسبوكية، من أجل التعرف على أفكارها وأحبها كثير من المتابعين، على مدار الأشهر القليلة الماضية وخصوصًا أثناء إجراءات الحظر والعزل المنزلي، شخصية تقول عنها ماري: “ساحرة للغاية، وعلى الرغم من أنها شخصية خيالية، فقد أصبحت جزءًا حقيقيًا جدًا من حياة أولئك الذين يتابعونها”.
ومنذ أن أجبرتنا جائحة كورونا على البقاء في المنزل وإيجاد طرق أخرى لملء حياتنا اليومية من المنزل، أخذ البعض يميلون إلى استكشاف مهاراتهم في الطهي، أو ممارسة تمرينات الرياضة البدنية بانتظام، والبعض جرب الخبز وآخرون بالطبع قضوا أوقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
اختارت مدام فيفيت الكتابة والتدوين، وهي هواية تلائم من اختاروا نافذة وسائل التواصل الاجتماعي. فهي لا تكتب فحسب، ولكنها تكشف ببلاغة بعضًا من تعقيدات الحياة اليومية في مصر بأسلوب “مدام فيفيت” – بكل قسوة، وبكل صراحة، وبكل ود وبأسلوب مضحك للغاية.
وبينما اصطحبت مدام فيفيت محاورتها في رحلة عبر أنشطة حياتها اليومية – المثيرة للاهتمام والمليئة بالأحداث – تمكنت من تسليط الضوء على جوانب مختلفة من المجتمع المصري بما في ذلك بعض الممارسات عنصرية الطابع وبعض الميول إلى الكلاسيكية، تحدثت عن تلك القضايا بكل بساطة إلى من يقرأون منشوراتها اليومية على مدونتها الخاصة.
اعتادت فيفيت على التحدث بدون خجل مما أعطى انطباعًا عن قدرتها على أن تنطق بما يدور في أذهان محدثيها ولا يملكون الجرأة الكافية للتفوه به.
وفي الحوار، قالت مدام فيفيت عندما سُئلت عن كتابتها: “منذ أن بدأت الجائحة، شجعني دكتور طاووق (الذي يشرف على علاجي على الكتابة للتخلص من الإجهاد، في البداية، كانت لديّ ضغوط بسبب التفكير في الفيروس. بالنسبة لي، أي شيء مصنوع في الصين مخيف وسيئ الجودة، لذلك عندما كانت لدينا أول حالة هنا، أحسست بالخفقان والكتابة ساعدتني على التأقلم وكذلك ساعدتني أقراص زناكس بالطبع “.
وتسرب إلى ماري شعور بأن شخصية مدام فيفيت هي صورة حية لجيل وفئة من بعض المصريات وهي فئة مألوفة للغاية.
ترتكب مدام فيفيت تصرفات قد تبدو عنصرية، وتعبر عن طبقة معينة تنتمي إليها، وسخريتها الحادة قد تكون غير مريحة لمحدثها للوهلة الأولى، ومع ذلك، فهي لا تزال مفعمة بالإنسانية وتمثل جيلًا تربى بهذه الطريقة. إنها الشخصية التي تجعل المرء يدرك أن هناك حاجة للتعلم والتخلص من أنماط التفكير التقليدية الضارة التي عفا عليها الزمن.
“ولكن بعد ذلك فتح الوباء صندوق الأسرار الذي تعرفه؟ صندوق البندورة، أو لا باندورا، وتقول فيفيت إنها تحدثت وتحدثت وتحدثت لدرجة جعلتها تشعر بأن عائلتها بل وأمنها الشخصي باتا معرضيْن للخطر”،.
بمرور الوقت، تمشيًا مع الظروف التي مر بها الجميع، كانت يوميات مدام فيفيت تحمل السخرية المبطنة بالرسائل العميقة.
“يتغير الجميع عندما يواجهون الموت وسؤال بقائهم على قيد الحياة، فجأة يقول كل ما لم يقله من قبل. وبداخل صندوقها، عثرت فيفيت على أشياء عن “مون ماري (زوجي)، واكتشفت أشياء أخرى عن أطفالي وحتى عن نفسي. لكن مثل جميع النساء الأنيقات، لا يمكنني الخوض في التفاصيل… إذا حكيت كل ما يحدث داخل المنزل، فسوف تزكم الأنوف الأمر أشبه بتأثير الثوم تمامًا”.
تضيف مدام فيفيت قائلة: “لكن ما يمكنني قوله هو أنني أشعر بأنني أصبحت أكثر حيوية منذ حدوث الوباء”.
من مغامرة إلى أخرى، تكشف عن الظروف المحيطة ببعض منشوراتها؛ ومع مرور الوقت، أصبح الجمهور يفهم قصدها، وأحبوها، وشعروا بها وتعلموا معها. وأوضحت قائلة: “لقد فعلت أشياء لم أظن أبدًا أن بإمكاني فعلها قبل تفشي الوباء. رأيت حبي القديم، واعتنيت بديون زوجي و(من فضلك لا تخبري أصدقائي في النادي) وجربت الحشيش عندما نفدت أقراص زاناكس من الصيدلية”.
وهناك جانب آخر لشخصية مدام فيفيت يمكن أن يرتبط به الكثيرون بلا شك، وهو علاقة الحب / الكره مع مصر وهي حالة يعانيها كثيرون، فعلى الرغم من المضايقات المختلفة أو الانتقادات المكررة لأوضاع البلاد، إلا أن حب مصر ينتصر ويتألق في النهاية، وعن ذلك تقول فيفيت: “عندما تحب شخصًا أو شيء ما حقًا، فإنك لا تراه بعينيك، بل تراه بقلبك. كانت مصر حبيبتي دائما وستظل دائما جميلة. قبل الفيروس وبعده”.
تابعت: “ذلك حب مصر، أما المصريين، فتلك قصة أخرى. ليه الشبشب والأصابع الطويلة بالمانيكير الوردي وفتح الفم أثناء مضغ الطعام! مون ديييه! يا إلهي! تلك التصرفات تصدمني. لم يكن أحد يفعل ذلك عندما كنت أصغر سنًا. كانت السيدات محترمات وأنيقات!”.