محمد إسماعيل الحلواني
مع تصاعد الأصوات المعارضة لتطبيق تيك توك، وتحذيرات الإدارة الأمريكية بحظر التطبيق في الولايات المتحدة، وسوابق حظره في الهند وأستراليا وعدد من دول العالم، تصدت مجلة The Drum البريطانية للإجابة عن سؤال مهم حول رأي جيل الألفية.
وقالت المجلة في تقريرها المنشور اليوم الإثنين الذي أعدته الصحفية إميلي جونسون: “قررنا أن نسأل جيل الألفية، لكي نتعرف على أسباب وأنماط استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي ورأيهم فيما قد يتعارض مع ما يعتقده الآباء”.
وتوصلت جونسون إلى عدة نتائج مثيرة، أبرزها أن جيل الألفية لا يضيع الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي على هواتفهم كما يبدو للكثيرين، فهناك ظاهرة أكثر عمقًا مما يبدو وهي أن صنع مقاطع الفيديو القصيرة التي تتضمن رقصات الشباب على تيك توك أو نشرهم وجوه مضحكة على سناب شات هي في الأساس محاولات للتجمع الرقمي بواسطة هذه المنصات الرقمية من أجل إحداث تغيير اجتماعي، وأكدت جونسون أن “فهمنا الدقيق لهذا التكنيك الشبابي هو ما يجعلنا أكثر فعالية في التعامل مع تلك الظاهرة”.
وتابعت جونسون: “يعلم الجميع الآن تأثير غياب جيل الألفية عن مسيرات الحزب الجمهوري التي تروج لإعادة انتخاب الرئيس ترامب، لكن المرحلة التالية أكثر إثارة للاهتمام. يستخدم هذا الجيل تكتيكاتٍ ذكية تضرب الواقع القائم في الولايات المتحدة ضربة موجعة”.
وأشارت جونسون إلى أن الآلاف من المراهقين يجبرون المسوقين الإلكترونيين على تكبّد حوالي 4 تريليون دولار سنويًا بسبب القمصان التي تحمل عبارة Make America Great Again في عربات التسوق عبر الإنترنت. الأمر الذي يثير سؤالاً مهمًا: هل يريد ترامب بالفعل حظر تيك توك بسبب مشاكل الخصوصية وثغرات الأمن السيبراني التي أعلنتها شركة آبل؟ أم بسبب القلق من أن يصبح التطبيق سلاحًا ضده؟
في المقابلات الأخيرة التي أجراها كاهلان روزنبلات مع شبكة NBC الإخبارية، سمعنا من العديد الشباب أنهم سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع للتصويت ضد ترامب إذا تم حظر تيك توك، ويبدو أن هناك تحفز واسع النطاق للدفاع عن حريتهم في التعبير التي يمسها قرار الحظر، وتعتبر هذه التطورات المثيرة للاهتمام حافزًا للمراقبين لكي يظلوا يتابعون ما سيحدث.
وبالعودة إلى مقاطع الفيديو الراقصة على تيك توك، لجأ جيل الألفية إلى تطبيقهم المفضل من أجل مساندة حركة “حياة السود مهمة”، وساهم تجمعهم الرقمي في الضغط من أجل “القبض على قتلة برونا تايلور”.
علق التقرير بأن لسان حال جيل الألفية حاليًا: “لا تعبث معنا عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا. عندما حاول الآباء إدارة حياة صغارهم وتتبعهم على تطبيق يسمى Life360، انتقل جيل الألفية بشكل جماعي لمنح التطبيق تصنيفًا بنجمة واحدة في متجر التطبيقات. سئم المراهقون من والديهم الذين يحاولون تتبعهم باستمرار، وتوصلوا إلى ما إذا كان بإمكانهم إعطاء التطبيق تعليقات سيئة بما فيه الكفاية سيتم إزالته من متجر التطبيقات. اكتسب هذا الاتجاه شعبية بسهولة من خلال انتشار مقاطع فيديو تيك توك التي تروج للفكرة.
وأضافت جونسون: “لا أعتقد أنه سيستغرق وقتًا طويلاً قبل أن نرى جيل الألفية يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي والمهارات التقنية لحل الجرائم في العالم الحقيقي. وتشيع بين المراهقين رواية، شككت في صدقها صحيفة نيويورك تايمز حول استخدام إمكانات تطبيق Randonautica لمشاركة الموقع، وأن بحثًا أخيرًا قاده مراهقون في مدينة سياتل أدى إلى تحديد مسرح جريمة، ويزعم عدد من منشئي محتوى يوتيوب وتيك توك أن شكوك مستخدمي التطبيق حول حقيبة ذات رائحة غريبة تحولت إلى دافع لبدء تحقيق للشرطة وتم اكتشاف رفات بشرية.
لذلك فإن من يعتقد أن المراهقين يضيعون الوقت على هواتفهم، عليه أن يعيد النظر في هذا الرأي. فوسائل التواصل الاجتماعي في عالم جيل الألفية تخدم العدالة من وجهة نظرهم وتمنحهم فرصة الدفاع عن العدالة الاجتماعية، أو حتى التأثير على المشهد السياسي.