محمد إسماعيل الحلواني
أصاب وباء كورونا حياتنا المعتادة وترك بصماته على العديد من أوجه الحياة، فماذا عن تأثير الوباء على المشهد الرقمي، ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي؟.. ذكر تقرير لمجلة AD News الأسترالية أن العالم الرقمي أيضًا قد حصل على نصيبه العادل من الاضطراب والتوتر بسبب الوباء.
فإذا كان الكثيرون في العالم يفضلون اتباع التباعد الاجتماعي في حياتهم اليومية، فقد رصد التقرير تباعد عدد من الشركات والعلامات التجارية الشهيرة عن عمالقة التواصل الاجتماعي وبصفة خاصة حركة “أوقفوا الكراهية من أجل الربح” واتخذت العديد من الحكومات إجراءات لتضيق الخناق على التطبيقات الاجتماعية بسبب مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات.
من ناحية أخرى، يتطلع جمهور المستخدمين إلى وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى للبقاء على اطلاع وترفيه وتواصل أفضل. وعلى الرغم من أن 64٪ من مستخدمي الإنترنت يعبرون عن مخاوفهم بشأن كيفية استخدام الشركات لبياناتهم، فإن مؤشر جلوبال ويب يؤكد أن 43٪ من المستخدمين يقضون المزيد من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي بمتوسط يومي ساعتين و22 دقيقة، وهذا يمثل ثلث وقتهم على الإنترنت!
ولكن ماذا يحدث عندما تستعيد العلامات التجارية والأشخاص المؤثرين تواجدهم القوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ ماذا يحدث إذا انهار فيسبوك؟ وطرح التقرير سؤالاً جدير بالتأمل: “إذا لم تكن العلامة التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي، فهل هي موجودة بالفعل؟”.
لحسن الحظ، لا يعتبر فيسبوك العمود الفقري لوسائل التواصل الاجتماعي، ولحسن الحظ بالنسبة لعالم الإعلانات والتسويق، فإن صعود المنصات المنافسة مثل تيك توك، والتطبيقات الأقل تكرارًا خارج الشاشة الرئيسية مثل Pinterest و Reddit يعني أن هناك المزيد من الفرص للعلامات التجارية لتكون أخبارها في جيوب متابعيها عبر هواتفهم الذكية.
كيف يمكن للعلامات التجارية تحقيق حضور أقوى وأكثر تأثيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي؟
يلخص جيف بيزوس مؤسس أمازون العصر الرقمي اليوم بشكل جيد، ويقول: “كان من المعتاد أنه إذا أسعدت أحد العملاء، فسيخبرون خمسة أصدقاء. الآن، مع مكبر الصوت عبر الإنترنت، سواء من خلال مراجعات العملاء عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن إخبار 5000 صديق “.
أولاً وقبل كل شيء، يجب أن تكتسب العلامات التجارية مهارات التسويق عبر الإنترنت وأن تبذل الجهد المعقول للتعرف على عقلية جمهورها في المنصات الاجتماعية التي يستخدمونها. وينصح التقرير بعدم اتباع منهجية واحدة تناسب الجميع، فلكل منصة من منصات التواصل الاجتماعي شخصيتها، وحساسيتها ومحبيها، ويجب أن يعي عالم المسوقين هذه الحقيقة من أجل نجاح التركيز على العملاء.
إذا أردنا إخراج فيسبوك ومجموعة تطبيقاته من المعادلة: كيف يمكن الاستفادة من Pinterest؟ كيف يمكنك إثارة محادثات مع العملاء عبر تويتر؟ كيف يمكن تحقيق تواصل جيد في مجتمعات Reddit؟ كيف يمكن رواية قصص تخطف العقول والألباب عبر سنابشات أو تيك توك؟
ولكي تحقق العلامات التجارية أداءً جيدًا في المجال الاجتماعي، يجب أن تفكر فيما وراء المجتمع. يشارك أحدث تقرير لـ “Messy Middle” من جوجل من نقطة الإطلاق، حيث يمزج المستهلكون بين الاستكشاف والتقييم قبل إجراء عملية الشراء في نهاية المطاف.
رسم تخطيطي لـ “Messy Middle” من جوجل
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أكبر من لغز رحلة العملاء المعقدة حيث يشير مؤشر جلوبال ويب إلى أن الإناث في سن 16-24 عامًا، يستخدمن الآن وسائل التواصل الاجتماعي (50٪) لأبحاث العلامات التجارية عبر محركات البحث (46٪). وعندما يتعلق الأمر ببناء استراتيجية اجتماعية قوية، فإن الأسئلة التي يميل خبراء التسويق إلى استكشافها هي: كيف يمكن للاستراتيجيات الاجتماعية الحالية أن تساعد الشركات وأي من مصادر الإنترنت تؤثر على سلوكيات العملاء؟.
جيل جديدة من المسوقين
ينصح التقرير بمزيد من القراءة حول مهارات ومتطلبات أخصائيي وسائل الإعلام الاجتماعية، ومزيد من القراءة حول مهارات المسؤول التنفيذي الاستراتيجي الذي يفهم طبيعة الصناعة، والمنتج الذي سيدير سلسلة من الإجراءات خلف الكاميرا، والمدير الفني الذي يقوم بتصميم المحتوى، وكاتب محتوى يمكنه جذب الجماهير، ومدير متخصص في إدارة علاقات العملاء. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم بحاجة لجيل من المسوقين الديناميكيين ممن هم على دراية بكافة إجراءات العملية الشاملة لإحياء العلامات التجارية على الشبكات الاجتماعية، وقال التقرير إن الجانب السلبي الأبرز على المشهد الرقمي في وقتنا هذا هو وجود جيل يعرف فكرة سطحية عن كل شيء ويتجاهل ضرورة أن يكون محترفًا وخبيرًا متعمقاً في شيء واحد بالتحديد.