محمد حليم بركات: الإعلامي الشداق.. شحاتة الأفاق

تتحدثون عن حقوق الإنسان .. ملعونة كل حقوق الإنسان
هكذا بدأ “شحاتة” الشهير بالأمنجي الحديث عندما ذهب إلى مكان الحادث الإرهابي الذى هز مصر قبل يومين .

شحاتة أحد رواد ما يسمى بـ “الإعلام الشداق” ستجد من هذا النوع واحد على الأقل في كل محطة فضائية خاصة.. فهذا النوع من الإعلاميين تم إعدادهم وتدريبهم وتجهيزهم فقط للدفاع عن رجال السلطة ورجال المال.. في مقابل نيل مساحات من الحركة داخل مطبخ السلطة للحصول على المعلومة بطريقة أيسر وأسرع من الغير تارة، والحصانة من العقاب وقت الوقوع في الأخطاء تارة أخرى وهو ما كان واضحاً في القضية التي كانت بين “شحاتة” وبين أحد الشخصيات السياسية والثقافية المرموقة مؤخرا، وفي الناحية الأخرى يكون من خلال مكاسب مالية كبيرة من رجل الأعمال الذي يمتلك المحطة الفضائية حتى وإن كان برنامجه يخسر كما يحدث مع صاحب قناة شحاتة الفضائية، أو من خلال الدفاع عن رجال مال أخرون يستأجر لهم.. ويعتبر الهجوم بالسب والقذف والإتهامات بالعمالة ضد الأشخاص المعارضين للسلطة أحد أهم أدوات الدفاع عن السلطة ورجالها.

لن أخوض في تفاسير أكثر من هذه لشرح هذا النوع من الإعلام.. فهو واضح للجميع وفاضح لرموزه.

أنا هنا سأتحدث عما دار في حلقة قدم من خلالها “شحاتة” واحدة من أهم حالات التجهيل المتعمد للناس.

حلقة شحاتة دارت في فلك ثلاث قضاءات
1- القضاء على من يحملون شعار حقوق الإنسان

يلقي شحاتة في بعد كل فاصل إعلاني إتهامات مباشرة لمنظمات حقوق الإنسان بما فيهم المجلس القومي لحقوق الإنسان عن أنهم أحد أهم الأسباب في تعطيل الدولة عن القضاء على الإرهاب والإرهابيين، بسبب إستماتتهم في الدفاع عن حقوق المجرمين في السجون بدلاً من الوقوف مع الدولة للقضاء عليهم وهذا بسبب مراقبتهم للدولة لضمان حصول المحتجز أو المسجون على حقوقه، وهذا من وجهة نظره التي يُسمم بها عقول الناس لا يستقيم لكون هذا الإنسان الذي يبحثون عن حقوقه هو إنسان مجرم.. يبدوا أن شحاتة لا يفهم أن 80% من الإرهابيين كانوا في الأصل محتجزين أو مسجونين في قضايا أو إعتقالات سياسية غير جدية أو قضايا ليست جنائية وبسبب ضياع حقوقهم وبعدها انتهاك كرامتهم هم وأسرهم كفروا بفكرة الدولة وأصبحت كل ما يمثلها على الأرض هو مجرم في حقه.

2- مداخلات هاتفية لأربعة من رجال القضاء للحديث عن وجوب تعديل الإجراءات الجنائية للتخلص من المعارضين

كانت مداخلة القاضي الشهير صاحب النظارة السوداء والشارب “اللمبي” واحدة من أربعة مداخلات أربعة من القضاة مع “شحاتة” الإعلامي، يتحدثون عن وجوب تعديل قانون الإجراءات الجنائية وتصبح إتهامات التظاهر والإنتماء إلى جماعات محظورة كـ “الإخوان والألتراس” وغيرها من الإتهامات التي لها طابع سياسي.. هي جرائم أمن دولة عليا طوارئ فيصبح الحكم فيها باتاً من أول درجة ولا توجد درجات أخرى للتقاضي سواء كان بالسجن أو الإعدام، كما يريدون تعديل مادة الوجوب على القاضي السماع لجميع الشهود لتتحول من وجوب إلى جواز ليتمكن من إنهاء القضايا في أسرع وقت.. مع الختام بكلمة “العدالة المتأخرة أسوأ من الظلم العاجل” .. وهذا كان رأي جميعهم.. وواحد منهم سب ولعن أحد الشخصيات السياسية بالأب معقباً “أنا محدش يقدر يحاكمني”.. هؤلاء يبدو أنهم جميعاً “شحاتة” لا يعرفون سوى اللهجة “الشداقة” ولا يعرفون أن العدالة التي يريدون تطبيقها هي عبارة عن إجراءات تقاضي فقط.. لها بداية ونهاية.. لكن ليس بين عدالتهم هذه وبين العدل أي صلة من قريب أو بعيد.. وعندما تصبح العدالة مضادة للعدل تكون بذرة الإرهابي في مرحلة الزهور.

3- القضاء على الإخوان المحبوسين في السجون والمحكوم عليهم بالإعدام

ظل “شحاته” طوال الحلقة يوجه دعوته للسيد رئيس الجمهورية بأن يظهر غضبه ويقوم بتنفيذ أحكام الإعدام على من حُكم عليهم في أول درجة دون انتظار أي طعون على الأحكام كي يشفى غليل الشعب الذين يتقابلون مع شحاتة ليل نهاروفي كل يوم يبدون له تعجبهم من عدم تنفيذ حكم الإعدام سوى في حق سبعة فقط من بين أكثر من ألف وسبعمائة حكم عليهم منذ يوم رحيل مرسي.. ويبدو أن شحاتة يتناسى ما قاله هو والرئيس في ألمانيا بأنهم هناك لا يعرفون طبيعة القضاء المصري ودرجات التقاضي، وأن أحكام الإعدام الجماعية سوف تصبح هي والعدم سواء في درجات التقاضي الاخرى وعلى سيادة المستشارة ألا تقلق.. يبدو أن “شحاتة” يقول مالا يفهمه ولا يدرك أبعاده.. ولا يعلم أن إعدام أكثر من ألف وسبعمائة شخص سيؤدي في المقابل إلى كتابة شهادات ميلاد جديدة لأضعاف هذا العدد من أفراد عائلاتهم تحسباً للثار من الدولة الظالمة والشعب الذي يعد في نظرهم متواطئ معها.

أتمنى من شحاتة الشداق أن يعرف أنه عار على مهنة الإعلام هو بعض الوجوه التي على شاكلته.. لكن في الحقيقة عار شحاته يتقيأه السمع والبصر.

اقرأ ايضا : 

محمد حليم بركات : سينارست الأجيال

محمد حليم بركات: إعلام الحالات الشاذة

محمد حليم بركات : هل يفكر إسلام أم يشكك ؟

محمد حليم بركات: رسالة إلى ليليان داوود

محمد حليم بركات: موقف محرج في فيلا إعلامي شهير

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا