محمد إسماعيل الحلواني
أصبح عدد أكبر من الأشخاص عرضة لإدمان الإنترنت والإصابة بمتلازمة “الخوف من فقدان شيء مهم” أو متلازمة “فومو”، وانتقلت الآثار السلبية لهذه المتلازمة من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي، بسبب انتشار أنماط من المبالغة في الالتزام أو الإخفاق في الوفاء بالعديد من التزاماتهم، والبعض يختارون تجنب الاتفاقات والالتزامات قدر الإمكان. في معظم الحالات، يكون الدافع وراء تصرفهم أو تقاعسهم عن العمل هو الخوف من أنهم في سياق إبرام اتفاق يفقدون فرصة المشاركة في تجارب أخرى قد تؤدي إلى مزيد من الإشباع الشخصي أو الرضا. هناك شعور شائع لدى العديد من الأشخاص الذين لديهم أعراض متلازمة فومو ملخصه: “أحب أن أبقي خياراتي مفتوحة”.
واقترح تقرير نشرته مجلة Psychology Today المتخصصة في الصحة النفسية 10 وسائل تساعد مستخدمي الانترنت، بوجه عام، ومستخدمي الشبكات الاجتماعية، بوجه خاص، على التحرير من قبضة الخوف من الضياع وتحسين جودة علاقاتهم والإفلات من امتصاص مجهودهم على الإنترنت بالإضافة إلى رفاهيتهم بشكل عام.
1- ابطئ الإيقاع: يتحرك معظمنا بوتيرة أسرع مما هو ضروري أو مفيد لمصالحنا. وينبغي أن نتدرب على قضاء الوقت في تناول الطعام أو القيادة أو التحدث أو الانشغال بمهام الحياة اليومية. قد يكون من المفيد نشر رسائل تذكير بهذه النية على مكتبك في أماكن بارزة لدعم نفسك. وينصح التقرير بوضع لافتة في المطبخ مثلا يكتب عليها ببساطة، “تمهل”. إنها وسيلة ناجحة، ويمكن أن يكون الحصول على دعم الآخرين، وخاصة أولئك الذين تعيش معهم أو الذين تربطك بهم علاقات وثيقة.
2- تدريب على التمييز بين ما هو مهم وضروري وما هو مرغوب فيه، واختر استبعاد بعض الأشياء التي لا تساهم في تعميق جودة تجربة حياتك. كن على استعداد لقول “لا” لمزيد من الأشياء. سيوفر لك هذا مزيدًا من الوقت لتكريسه للتجارب التي تكون مجزية بشكل أكبر. تذكر: المزيد ليس بالضرورة أفضل. ركز على خبراتك كيفًا وليس كمًا.
3- سيكون هناك دائمًا أشخاص نعجب بهم وربما نحسدهم. إنها متلازمة “العشب أكثر اخضرارًا على الجانب الآخر”. يمكن أن يتحول الحسد بسهولة إلى استياء إذا فشلنا في التعرف على الفرص المتاحة في حياتنا لخلق تجارب تعزز الحياة.
4- كن على استعداد لعدم امتلاك كل شيء، فالاحتياجات محدودة والرغبات لا حصر لها. ويتيح لنا تحديد أولويات أنشطة معينة التخلي عن أنشطة أخرى. قرر ما هي أهم أولوياتك وابدأ بالتركيز عليها.
5- أنجز شيء واحد في وقت واحد. حتى لو كان من حولنا يقومون بمهام متعددة، فلا داعي لذلك. منذ تسعينيات القرن الماضي، أجرى علماء النفس تجارب على حدود تعدد المهام، وكانت الدراسات قاطعة: أظهر الأفراد تداخلًا شديدًا عندما طُلب منهم أداء مهام بسيطة جدًا في وقت واحد. يمكن للدماغ البشري أن يستجيب فقط لطلب عمل واحد في كل مرة. يصف الطبيب النفسي إدوارد إم هالويل تعدد المهام بأنه “نشاط أسطوري يعتقد الناس فيه أنه يمكنهم أداء مهمتين أو أكثر في وقت واحد بنفس فعالية مهمة واحدة”.
6- تدرب على اليقظة. بدلاً من السعي وراء ما قد يكون مجرد وهم بالسعادة، يمكننا أن نسعى برفق لتحقيق الرضا العميق الذي يأتي مع تنمية اليقظة الذهنية وممارسة التواجد في حياتنا وتحفيز الوعي.