محمد أبومندور: الخبر والأثر

هل أتاك خبر من مصدر غير مسئول؟ بكل تأكيد نعم، ليس مهماً الخبر، لكن المهم هو رد فعلك أنت، ماذا فعلت؟ هل تحققت؟ هل بحثت عن الخبر في مصادر تثق في مصداقيتها؟ هل عقلت الخبر أولاً أم صدقته مباشرةً؟. أصبح معظمنا وكالعادة نصدق كل ما يلقى لنا من أخبار أو تسريبات بلا تعقل أو تدبر. لقد خلق الله لنا عقل لنفكر ونحاول أن نصل إلى الحقيقة، هل استخدمته؟ الإجابة عادةً ما تكون “تونس”!!. لقد ألفنا عدم التفكير وعدم التحليل واستسهلنا أن يفكر أحدهم لنا ويهضم لنا بطريقته الفكرة ويأتي ليلقيها في عقولنا ونقوم نحن بمنتهى السذاجة بتصديقها ونبني ردود أفعالنا على ذلك الفهم المنقول والذي يكون في أغلب الأحيان إما فهماً مغلوطاً أو مدسوساً أو منقوصاً وكلها طرق تؤدي إلى جهنم وليس إلى روما.

اترك ما يلقى إليك من اخبار أو لنسميها بالإسم الصحيح (إشاعات) جانباً ولا تنزعج من فورك، تريث، خذ نفساً عميقاً في بادئ الأمر ثم اقرأ مرة أخرى، هل يبدو ذلك معقولاً ؟ هل هو منطقي؟ هل يتطابق مع سلسلة الأحداث التي قد تكون سبقته- هل له من مقدمات؟ إن لم ينطبق عليه ما سبق من تساؤلات وما زال الشك يجول في صدرك فتحقق أو ابحث عن الخبر في مصدر أو مصادر آخرى تحترمها ويحترمها غيرك. ستجد أن صياغة الخبر تختلف من مصدر إلى آخر حتى في أسماء الأشخاص المشار إليهم في الخبر، ومع تتبع للخبر في أكثر من مصدر (محترم) ستتوصل وحدك للحقيقة.

لقد أصبحت صياغات الأخبار وخاصة العناوين آفة تصنع ما نتعرض له من نتعرض له من نشر لأخبار مكذوبة أو معلومات مغلوطة، ولا بد وأن نعترف أنه بات من مسؤلية المتلقي التأكد من صحة كل ما يتلقاه من أخبار، ولا يصدق كل ما يتلقاه ببرأة متناهيه ويترك الأمر على عواهنه. لقد أضحت وسائل التواصل الاجتماعي محفلاً ومرتعاً كبيراً لكل المعلومات الحقيقية منها والمغلوطة، لكن بات من الثابت أن يتصدى من يمتلك المنطق والمعلومة الصحيحة لتصحيح ذلك والرد على ما يتردد من أكاذيب.

هناك من قام بذلك بالفعل بشكل تطوعي بإنشاء صفحة على الفيسبوك بإسم “ده بجد؟!” لتصحيح ما يتم نشره من أخبار وصور ورد الأمر إلى أصله، وهو جهد جيد لكن ينبغي أن يتوسع وأن تكون هناك العديد من الجهات التي تقوم بذلك وخصوصاً في الظروف الحالية التي نمر بها.

اقرأ أيضًا:

محمد أبومندور: لا تصدق وإن منحوك الذهب..

محمد أبومندور: أين ذهبت روح رمضان في مصر؟

 محمد أبومندور: نوستالجيا رمضان

محمد أبومندور: بالرغم من كل شيء

محمد أبومندور: التطوير آفة العصر!

محمد أبومندور: في الإجادة إفادة

 محمد أبومندور: مواعيد فشنك

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا