محمد إسماعيل الحلواني
طرحت منصة نتفليكس الفيديو التشويقي للفيلم الوثائقي “المعضلة الاجتماعية”، المقرر عرضه لأول مرة في 9 سبتمبر المقبل.
من المنتظر أن يقدم للمشاهدين نظرة متعمقة –وربما مروعة– على كيفية تعامل وسائل التواصل الاجتماعي، مع الأفراد ومساهمتها المتعمدة في تصاعد الجدل وانتشار آراء معينة، مثل نظريات المؤامرة المتعلقة ببعض الترندات وقضايا ذات صلة بالصحة العقلية للمراهقين والمعلومات الخاطئة المتفشية والاستقطاب السياسي المتزايد.
من جانبه، تناول تايلر هيرسكو، المراسل المتخصص في تغطية الأحداث الإعلامية وخدمات البث، في تقريره بمجلة Indiewire الأمريكية تفاصيل الفيلم الوثائقي “المعضلة الاجتماعية” على منصة نتفيلكس الذي يكشف كيف تتلاعب شركات وسائل التواصل الاجتماعي الهادفة للربح بمستخدميها، وتساهم في انتشار نظريات المؤامرة وتؤثر على قضايا تتعلق بالصحة العقلية.
قال “هيرسكو” في تقريره: “ينظر البعض إلى وسائل التواصل الاجتماعي على أنها شريرة، وسيخبرك الفيلم الوثائقي المقبل من نتفيلكس عن سبب هذا الرأي السائد”.
من بين الذين تمت مقابلتهم في الفيلم الوثائقي تريستان هاريس الباحث بمركز التكنولوجيا الإنسانية. والمخترع المشارك لزر “أعجبني” على فيس بوك، جاستن روزنشتاين؛ علاوة على تيم كيندال، الرئيس السابق لشركة Pinterest والمدير السابق لتحقيق الدخل في فيس بوك؛ وكاثي أونيل، مؤلفة كتاب “أسلحة تدمير الرياضيات”؛ ورشيدة ريتشاردسون، مديرة السياسات في معهد AI Now المتخصص في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الجدير بالذكر أن فيلم “المعضلة الاجتماعية” الوثائقي من إخراج جيف أورلوفسكي، الذي قدم، من قبل، أفلامًا وثائقية عن الطبيعة مثل “Chasing Ice” و”Chasing Coral”.
ونقل التقرير عن المخرج أورلوفسكي قوله: “إن الخوارزميات تتحكم في ماهية ما نراه، وتوقيت رؤيتنا له، وكيف نراه، دون اعتبار للحقيقة أو الجوانب الإنسانية”. مضيفا: “إن بعضًا من هذه المنصات مدفوعة بنموذج أعمال يقدّر الاهتمام فوق الجودة، وستدفع الخوارزميات المستخدمين بشكل منهجي إلى المزيد والمزيد من الاستقطاب والتفكير المتطرف بحثًا عن أي شيء من شأنه أن يجعلنا نشارك ونتفاعل”.
أشاد الصحفي ديفيد إرليش في مجلة IndieWire بوثائقي “المعضلة الاجتماعية” في مراجعة سابقة نشرها في يناير 2020، وأشار إلى أن الفيلم الوثائقي قدم حجة مقنعة للمشاهدين لكي يبدأوا إعادة التفكير في استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل مختلف.
وقال إرليش في مراجعته: “هذا الفيلم سيجعلك بالتأكيد أكثر إدراكًا لسلوكك – ليس فقط حول كيفية استخدامك أو استغلالك للإنترنت، ولكن كيف يستخدمك الإنترنت وكيف من الممكن أن تقع ضحية لاستغلال الشبكة العنكبوتية. وستفعل ذلك بطريقة تبدو وكأنها تدخُّل أقل من كونها دعوة للاستيقاظ؛ ويدرك مخرج الوثائقي أورلوفسكي كيف أن الإنترنت ساعد في خلق مدينة فاضلة “يوتوبيا” و مدينة فاسدة “ديستوبيا” متزامنتيْن”.
ويصنف التقرير الفيلم الوثائقي بأنه ليس تعليميًا بقدر ما هو توجيهي، وبالتالي فهو أكثر روعة بالنسبة للآثار التي سيجعل المشاهد ينتبه لها بسبب إثارة الوعي حول حقيقة ما يجري على منصات الشبكات الاجتماعية والتي سوف يأخذها في الاعتبار في وقتك الخاص على السوشيال ميديا مستقبلا.