محمد إسماعيل الحلواني
من أكبر الآثار اللاحقة لوباء كورونا، ذلك التحول الزلزالي في أولويات المنظمات على مستوى العالم وكذلك في منطقتنا العربية، ويعتقد محمد العايد، رئيس مجلس إدارة شبكة “تراكس” للعلاقات العامة، في مقال نشرته مجلة Campaign Middle East، أن غالبية الشركات، في محاولة لحماية مصالحها، انتقلت الشركات إلى وضع البقاء على قيد الحياة للتغلب على التحديات التي فرضها الوباء.
في جميع الوظائف، سرعان ما أصبح “الأشخاص الضروريين هم من لا يمكن الاستغناء عنه فقط” وتم استبدال الأهداف طويلة الأجل باحتياجات فورية.
وبناءً على ذلك، كانت آلية الاتصالات في المنظمات تعمل بجد للحفاظ على نفس المستوى من الاتصال مع جمهورها كما كان من قبل في محاولة للحفاظ على صافي أرباحها والبقاء في السوق. ولكن، يجب على المؤسسات والعلامات التجارية أن تنظر إلى ما هو أبعد من عقلية البقاء والمكاسب الصغيرة على المدى القصير لتبني منهجًا حذرًا ولكنه مرن ومتجدد للعودة إلى الوضع الطبيعي الجديد الذي نعيشه اليوم.
تابع العايد: “من الضروري أن نستشف من أزمة كورونا كل ما يمكن أن يمثل “فرصة”، خاصة وأن بذور التغيير الهائل الذي أحدثه هذا الوباء قد زرعت قبل ذلك بكثير. لنأخذ، على سبيل المثال، في هذا النظام البيئي المتطور، يجب على الشركات إعادة تصور منهجها في التعامل مع الإعلام والاتصالات، والأمر يتعلق بما يمكن أن نسميه “إعادة ضبط استراتيجيات التواصل” من خلال الاعتراف بالواقع الجديد والتكيف. ويجب أن يقترن هذا أيضًا بـ “إعادة ابتكار أساليب الاتصال” للتركيز على الجودة وفاعلية التواجد والقيمة في مقابل التركيز في الماضي القريب على الكم وحجم الحملات الإعلانية، وأخيرًا، يحتاج المنهج الجديد إلى إضفاء الطابع الإنساني على الرسائل الإعلانية وإضفاء الانفعالات عليها لجعلها ذات صلة بالجمهور المتلقي والأهم من ذلك، الوصول إلى الجمهور بمحتوى يتسم بقدر كبير من المرونة”.
وبالتالي، فإن الاتصالات من أجل عالم متغير هي اتصالات تعمل كعامل تمييز وعامل تمكين أكثر من كونها مجرد وسيلة أعلامية تقليدية، كما كان الواقع لسنوات عديدة. في هذا العالم المتغير، أصبح التواصل مع الجمهور من أبرز العوامل التي أدت إلى تغيير قواعد اللعبة.. وهذا هو الواقع الجديد للوضع الطبيعي الجديد.