مارينا عماد
انتشرت ظاهرة التنمر بالمشاهير، خلال الفترة الماضية، بالتزامن مع التأثير الواسع والمتداول لوسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تشهد اختلافًا في الرأي بين المستخدمين بشكل متزايد.
لعل فئة الفنانين الأكثر عُرضه للانتقادات اللاذعة، سواء كان ذلك عن الأدوار التي يقدمونها أو ظهورهم في مناسبات عامة، كما لا تخلو حساباتهم على “السوشيال ميديا” من الانتقادات الفجة.
يرصد “إعلام دوت كوم“، أبرز وقائع التنمر بالفنانين وأسباب انتشارها كظاهرة حديثة:
التربص بصاحبات الوزن الزائد
دائمًا ما تتعرض الفنانات الممتلئات بدنيًا لانتقادات لاذعة حول أجسامهن، فمن ضمنهن شيماء سيف وإنجي وجدان” وويزو، اللاتي يستقبلن كل حين وآخر تعليقات خادشة من المعجبين.
الشكل
– المظهر أو الشكل الذي يظهر به الفنان أصبح مجالا للتنمر على “السوشيال ميديا”، فمن بين الذين تعرضوا لذلك النوع من التنمر هي الفنانة دينا الشربيني، إذ تعرضت للسخرية خلال مهرجان الجونة بسبب الفستان الذي ارتدته، كما كانت مشاركتها في تحدي “كيكي” الشهير مجالا آخر لوصفها بـ “بالسلعوة”. وعلقت “الشربيني” على تلك الواقعة في برنامج “صاحبة السعادة” مع الفنانة إسعاد يونس، واصفة إياه بالطريف.
كانت علاقتها كذلك بالفنان عمرو دياب، مجالا خصبا للتنمر والانتقادات الحادة، وذلك بسبب فارق السن بين الثنائي، ووصفوا العلاقة بينهما بـ”الصبيانية”.
– تعرض الفنان حمدي الميرغني للسخرية والتنمر بسبب شكل أسنانه، عند إعلانه الزواج من زميلته إسراء عبد الفتاح في “مسرح مصر”، لأنهم يرون من وجهة نظرهم أنها أجمل منه، وأن مظهر أسنانه يستحق التنمر، مثلما كان يسخر من نفسه على خشبة المسرح.
السن
– لطالما تقوم الفنانات بعمل جلسات تصوير بين الحين والآخر، ولكن جملة “لسة فيكي صحة تتصوري” لن تجدها إلا على صور جلسات التصوير الخاصة بـ الفنانات الأكبر سنًا مثل نبيلة عبيد ويسرا وليلى علوي ونادية الجندي، وتلك الجلسات تستقطب المتنمرين.
– تزوج الفنان مصطفى فهمي من المذيعة اللبنانية فاتن موسى، ومُنذ ذلك الحين بدأت قصة الحب بينهما تظهر لرواد التواصل الاجتماعي من خلال نشر صورهما، وبدلاً من تمني الأمنيات السعيدة للزوجين، تأتي تعليقات بعض المتنمرين على صورهما، ومنها “حد يتفسح وهو عجوز كده”.
– “لبسها مش محترم” عند سماع تلك الجملة رُبما سيخطر على بال القارئ أن صاحبة الصورة ترتدي ملابس كاشفة لجسدها، ولكن مع المتنمرين ستكتشف أن هذه الجملة موجهة إلى طفلة عُمرها 3 سنوات وهي ابنة لاعب كرة القدم الشهير عمرو السولية.
– كما تعرض شريف منير للانتقادات بسبب نشره صور ابنتيه على “إنستجرام”، ووصف المتنمرين ملابس بناته بأنها غير لائقة، مما دفع شريف إلى التوجه لمباحث الإنترنت لمقاضاة كل من تطاول على عائلته.
– بعض الفنانين قرروا التعامل مع ظاهرة التنمر على طريقتهم الخاصة، فمنهم من رد بطريقة مهذبة ولم ينجرف إلى أسلوب متدني الأخلاق كما يفعل المتنمر، ومنهم من لم يستطع كبح جماح غضبه، فيقرر الرد على التنمر بنفس الأسلوب اللاذع.
تعرضت الفنانة الراحلة رجاء الجداوي في عيد ميلادها الـ80 إلى بعض التعليقات الغير لائقة على “إنستجرام”، حيث دخل أحد المعلقين وكتب “ده عيد ميلاد الموت”، لترد الراحلة بلباقتها المعهودة، كما تعرضت للتنمر عقب إصابتها بفيروس كورونا قبل الوفاة لأنها تلقت العلاج في إحدى المستشفيات الحكومية.
أما عن الفنانة سوسن بدر فقد طالتها أحد أشكال التنمر على حسابها، حيث أخبرها أحد المتابعين أيضًا وهو يتسأل “أنتي لسه عايشة؟” لترد الفنانة “أسال ربنا”، كما تعرضت للعديد من التعليقات السلبية عقب نشرها مجموعة من الصور وهي ترتدي ملابس فرعونية الأيام الماضية.
ظهر أوس أوس مع زوجته في حفل زفاف شقيقة الفنان مصطفى خاطر خلال الأيام الماضية، وقد ظهر على زوجة أوس أوس علامات الحزن بسبب رحيل شقيقها وابنها “علي” مُنذ فترة قصيرة، مما جعلها سخرية للمتنمرين والذين وصفوها “بالكئيبة”، ليرد الفنان مدافعًا عن زوجته عبر “إنستجرام”.
وعلى النقيض نجد من أحمد فهمي، الذي هاجم إحدى المعجبات مستخدما بعض الألفاظ الصادمة، عندما تنمرت على بنات شقيقه الفنان كريم فهمي، وذلك عند نشر كريم صورة تجمعه مع زوجته وبناته أثناء حضوره حفل زفاف أحمد على الفنانة هنا الزاهد.
ردت أيتن عامر بعنف على معجبة تنمرت على شعر ابنة الفنان كريم فهمي.
ظاهرة التنمر كانت متواجدة بين فئات المجتمع المختلفة، ولكن بصورة أقل حِدة عما هي عليها الآن، فكانت تقتصر على جلسات السمر، وحفلات الزفاف، أو التجمعات العائلية، ولكن مع اختلاط الطبقات الاجتماعية المختلفة من خلال “السوشيال ميديا” أصبح الأسلوب فجا وأكثر وضوحًا، خصوصًا مع اختفاء الرقابة وعدم وجود قانون صارم يعاقب على التطاول اللفظي في التعليقات، أو على من ينشر صورًا مسيئة لشخص ما.
تتواجد طبقة مجتمعية يكمُن في داخلها الشعور الدائم “بالحقد”، الحقد تجاه فئة الفنانين، الحقد تجاه من يمتلك الأموال والأصول، وتجاه من لديه لياقة بدنية وقوام رشيق، أو الشهرة، أو الحقد على من يُحقق ذاته في المجتمع، ومع اختلاف الأسباب ستجد لكل سبب متنمر مُتخصص سيخرج عُقد النقص لديه من خلال التعليقات.
فقد أصبح من لديه حساب على مواقع التواصل الاجتماعي عُرضة للتنمر، ولا يشترط أن يكون ذو شهرة واسعة، حيث لا يقتصر الوضع على المشاهير فقط، فرُبما ستصادف حملات تهكم على جروبات الفيس بوك أو التنمر على صورة شخصية لأحد الأصدقاء.
لدى كل فنان جمهور أو ما يلقب “بالفانز” الخاص به، والذي يُعادل الألتراس الكروي في كرة القدم، ويٌعد من أشهر المتنافسين جمهور “الهضبة” عمرو دياب، وجمهور “نجم الجيل” لتامر حسني، وجمهور “الكينج” لمحمد منير، حيث إذا فاز أحد منهم بجائزة على سبيل المثال يتحول فانز كل فنان إلى حلبة مصارعة ضد الفنان الآخر.
وعلى الرغم من تعدُد الأسباب والتي لا تحصى، إلا أن كل شخص لديه الأحقية في اتخاذ خطوة جدية كبلاغ رسمي تجاه المتنمرين أو من يتطاول عليه لفظيًا، كما فعل الفنان شريف منير في أزمة صورة بناته، وردة فعل الفنانة إنجي وجدان عقب التهكم على عائلتها، ولكن ما نقف أمامه حتى الآن هي أن ظاهرة “التنمر” ما زالت تتفشى على الرغم أن الكلمة ما زالت مستحدثة لبعض رواد السوشيال ميديا.