مرام شوقي
يقع على الغلاف المسؤولية الرئيسية في جذب القارئ للكتاب، وهو أول تعارف بينه وبين القارئ، ويقع على عاتقه إعطائه نبذة قصيرة عن محتواه، وأيضا له تأثير ترويجي كبير على مبيعات الكتاب.
وقد ارتبط عدد كبير من عشاق نجيب محفوظ، بأغلفة رواياته التي اختلفت طبعاتها وتصميماتها بمرور الزمن بداية من “مكتبة مصر”، والأغلفة التي قدمتها ريشة الفنان التشكيلي الكبير جمال قطب، وصولا لتصميمات الفنان حلمي التوني في طبعات “دار الشروق”.
عبد الله رجب، صيدلي مصري يعمل في مجال تصميم أغلفة الكتب والجرافيك، اتجه لعمل مشروع غير رسمي على “السوشيال ميديا” لإعادة تصميم أغلفة أعمال نجيب محفوظ، بشكل يواكب العصر وتطوره.
تحدث “رجب” لـ إعلام دوت كوم، عن أهم ملامح مشروعه، وعن هوايته في تصميم أغلفة الكتب، وأهم ما صممه من أغلفة، وفيما يلي أبرز تصريحاته:
1- أعمل في الأساس كصيدلي وبجانب عملي أقوم بتصميم أغلفة الكتب، بدأت في التصميم كهواية بجانب الرسم ثم طغى تصميم الأغلفة على الرسم لأنه يحقق شغفي بتنفيذ رؤية فنية تحول الغير مرئي إلى مرئي.
2- اهتممت بتصميم أغلفة الكتب لأنه فن من نوع خاص يقوم فيه المصمم بطرح رؤيته الفنية لمحتوى العمل، والغلاف يعتبر أولى قنوات الاتصال ما بين القارئ والكتاب.
3- أرى أن الاعتماد فقط على الإبهار، والاستعراض في أغلفة الكتب أمر خاطئ وكذلك الاعتماد على العنوان فقط، فيجب أن يتسق الغلاف مع المحتوى حتى وإن لم يستخدم المصمم التعبير المباشر بالعناصر، فالغلاف حالة ورؤية فنية يتذوقها القارئ منذ أن تقع عليه عينه، ثم يدرك أبعادها، ومدلولاتها بعد قراءة العمل، والتوحد مع الرؤية التي يطرحها.
4- أهدف إلى الاهتمام بتشكيل وعي وثقافة وإدراك الأجيال الجديدة، ودعوتهم لقراءة أعمال الأدباء الكبار، لذلك يجب عرض هذه الأعمال بصورة تستخدم أدوات العصر، بما لا يخل بقيمتها أو مضمونها.
5- أولاً أؤكد أن مشروع إعادة رسم أغلفة نجيب محفوظ، غير رسمي، ويتم بصورة فردية ولا علاقة له بدار الشروق المحتفظة إلى الآن بحقوق الطبع، والنشر، أما عن الهدف من المشروع فهو وسيلة للمناداة بإعادة تقديم أعمالنا الأدبية الهامة، والتراثية بشكل يواكب العصر، وتطوره خاصة وأن عناصر الجذب والأبهار أصبحت عامل هام للترويج لأي عمل.
6- في البداية وقع اختياري على 6 روايات لمحفوظ، حتى أبدأ بها مشروعي وهم “الحرافيش”، و”ميرامار”، و” اللص والكلاب”، و”السمان والخريف”، و”ثرثرة فوق النيل”، و”حضرة المحترم” وذلك بسبب تأثري بالرواية نفسها ورغبتي في التعبير عنها برؤية فنية، وسأقوم باستكمال تصميمات أخرى لأعمال نجيب محفوظ، قريبا.
7- أكثر ما تأثرت به في مجموعتي هي “رواية حضرة المحترم” فبمجرد الانتهاء من قرائتها ظهرت لي فكرة غلافها، وبالطبع يتميز محفوظ، بإتقانه لنسج الشخصيات وبناء تركيبها النفسي دائما، وشخصية البطل “عثمان” في الرواية شخصية لافتة للنظر وملهمة فهي تمثل الميكافيلية والطمع ومن هنا استوحيت فكرة الغلاف، وهي المكتب الفخم، وموضوع عليه طربوش خاص بالبطل، أما هو فغائب عن المشهد في رمزية لأنه مع تحقيق غايته في الوصول للمنصب كان أفنى حياته دون ترك أي أثر له سواء سيرة، أو ذرية، وكأن كل ما قام به من تضحيات، وتنازلات كان مقابلها مجرد مكتب خشبي سيمتلكه من يصل للمنصب بعده.
8- أرى أن جمال قطب، وحلمي التوني، مصممي أغلفة محفوظ، ينتميان لمدرستان مختلفتان، فالأول يميل إلى التعبير بالشخصيات في أغلب الأحيان، ويبرز ملامحهم باعتبار أنهم أبطال العمل ومحور أحداثه، وأيضا تتميز أعماله بأنها غنية بالألوان، أما التوني، فهو يميل للتكعيب، والتعبير بالرمز واختياراته في الألوان تكون مقتصرة على لون واحد أو اثنين وكحد أقصى 4 ألوان، وأعماله هي أبسط صورة للتعبير عن الأعمال الأدبية وفيها رمزية، وتناسق لوني.
9- عندما أصمم غلاف أضع أمامي عدة نقاط وهي موضوع العمل، ومضمونه، وفكرته، ومدى عمق أسلوب الكاتب، وأيضا نوعية العمل يلعب دورا أساسيا هل هى رواية مثلا أم مجموعة قصصية ولأي نوع من الأدب تنتمي؟
10- أما عن أسلوب التنفيذ فهو يختلف بحسب الرواية نفسها فأستخدم أحيانا الصور الفوتوغرافية وأحيانا استخدم الرسم بأنواعه، وألجأ إلى الكولاج في بعض الأوقات واستخدام الأسلوب التكعيبي في أوقاتا أخرى.
11- أعدت تصميم أغلفة بعض روايات الأدب العالمي أيضا مثل رواية 1984 ومزرعة الحيوانات لجورج أوريل.
12- صممت العديد من الأغلفة لدور النشر مثل” الأمير الصعلوك”، للكاتب رمضان جمعة، و”مرايا الماضي”، للكاتب يسري شاهين، والكثير من الأعمال التي يزيد عددهم عن مئة عمل.