محمد إسماعيل الحلواني
تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدم السماح للبنتاجون بإغلاق صحيفة “ستارز آنذ سترايبس” بعد أن ناشد أعضاء مجلس الشيوخ وزير الدفاع مارك إسبر لمواصلة تمويل المؤسسة الإخبارية المستقلة تحريريًا.
وكتب “ترامب” على تويتر: “لن تخفض الولايات المتحدة الأمريكية تمويل هذه الصحيفة تحت إدارات وستظل مصدرًا رائعًا للمعلومات لجيشنا العظيم!”
كانت وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، قد أمرت إدارة صحيفة “ستارز آند سترايبس” العسكرية المستقلة التي يبلغ عمرها 159 عامًا بدراسة ووضع خطة إغلاق قبل 15 سبتمبر الجاري، وبالتالي وقف النشر بحلول 30 سبتمبر. ونشرت صحيفة “يو إس إيه توداي” مذكرة أصدرها العقيد “بول ر. هافيرستيك جنيور”، مدير نشاط وسائل الإعلام الدفاعية تحتوي على أمر الإغلاق.
وطالبت البنتاجون بجدول زمني محدد لإخلاء المقرات المملوكة أو المؤجرة وتسليمها للحكومة في جميع أنحاء العالم، كما أوضحت المذكرة، وأن يكون “آخر إصدار للصحيفة بجميع أشكالها بتاريخ 30 سبتمبر 2020”.
اقترحت وزارة الدفاع، البنتاجون، في فبراير قطع تمويل الصحيفة لأول مرة – حوالي 15.5 مليون دولار سنويًا – بالكامل بغرض إعادة تخصيص هذه المبالغ لبرامج أخرى رفيعة المستوى، مثل أنظمة الفضاء والبرامج النووية والأسلحة “الفرط صوتية”، وفقًا لتصريحات وزير الدفاع مارك إسبر في ذلك الوقت، ولا تحتوي لائحة مجلس الشيوخ لقانون تفويض الدفاع الوطني للعام المالي 2021 على تمويل لهذه الصحيفة.
فيما اعتادت وزارة الدفاع توزيع الصحيفة على القوات الأمريكية المتمركزة في القواعد في جميع أنحاء العالم، وتمتعت باستقلالية التحرير، وكانت تتلقى تمويلًا فيدراليًا في إطار وكالة الإعلام الدفاعي التابعة للبنتاجون.
وقالت الصحيفة في بيان إن نحو 8.7 مليون دولار من الدعم يأتي من خلال تمويل العمليات والصيانة، وحوالي 6.9 مليون دولار من أموال عمليات الطوارئ، ويأتي باقي الميزانية السنوية من الإعلانات والاشتراكات والمبيعات.
يمثل هذا الدعم السنوي البالغ 15.5 مليون دولار 0.002٪ من ميزانية البنتاجون المقترحة البالغة 740 مليار دولار لعام 2021. وتأتي أنباء إغلاق “ستارز آند سترايبس” في نفس الأسبوع الذي ذكرت فيه صحيفة “ذي أتلانتيك” أن ترامب وصف الجنود الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في الحرب بـ “الخاسرين” وطلب إبقاء المحاربين القدامى الذين بترت أطرافهم من جيش 2018 بعيدًا عن موكب عسكري لأن “لا أحد يريد أن يرى هؤلاء المصابين”.
ونشر معهد “نيمان لاب” المهتم بشؤون الإعلام فيلمًا وثائقيًا عن ما تعنيه الصحيفة أنتجته وزارة الدفاع في عام 1960، ويساعد الوثائقي في الحصول على بعض المعلومات الأساسية حولها، كما نشر “نيمان لاب” صورة لغلاف عدد 24 أغسطس 1944 من الصحيفة الأمريكية الصادر بمناسبة تحرير باريس في الحرب العالمية الثانية إيذانًا بانتصار الحلفاء.
وأثار قرار إغلاق “ستارز آند سترايبس” ردود أفعال قوية على منصات التواصل الاجتماعي، فاتهم أحد المغردين قرار الإغلاق بالجهل والغطرسة والغباء والأنانية، ودعت مجموعة من البرلمانيين، بالحزبين الجمهوري والديمقراطي، وزير الدفاع سبير بأن يواصل تمويل الصحيفة، وجاء في رسالة أعضاء مجلس الشيوخ إلى البنتاجون أن إغلاق “ستارز آند سترايبس” سيكون له تأثير سلبي كبير على العائلات العسكرية، التي تتابع تقاريرها الفريدة حول قضايا تهمهم مثل نظام المدارس التابع لوزارة الدفاع. ويتابع حساب الصحيفة على تويتر أكثر من 250 ألف مستخدم.
وغرد السيناتور فيل ماتنجلي عبر تويتر قائلاً: “إن الادعاء بأن صمت الصحيفة العسكرية العريقة وإغلاقها سيوفر الأموال الضرورية لبرامج الدفاع بالبنتاجون هو ادعاء سخيف بما فيه الكفاية”.