1- بدايةً، كيف نشاهد ألف ليلة و ليلة بدون مقطوعة “شهرزاد” الشهيرة ل”كورساكوف” ؟ حسنًا فعلوا بأنهم أبقوا عليها هنا.
2- بالنظر إلى طول فترة الغياب فكان لزامًا أن يتم هنا إعادة السلسلة إلى نقطة البداية لتعريف الأجيال التي لم يسعدها الحظ بمشاهدة الأجزاء الأولى.
3. بخلاف الرواية الأصلية ، رأى المؤلف “محمد ناير” هنا أن الخيانة وقعت من زوجة الملك “فخريار” والد “شهريار” و ليس من زوجة “شهريار” نفسه . المبرر لهذ التغيير في القصة غير مفهوم بالنظر إلى أن النتيجة كانت واحدة و هي قرار “شهريار” بأن يتزوج كل يوم فتاة و يقتلها مع مطلع الصباح.
4- ربما منذ أول أجزاء ألف ليلة و ليلة لم نر المسلسل يفسح مجالا كبيرًا لتفاصيل حياة “شهريار” و “شهرزاد” و المملكة كما في هذا المسلسل. حيث تنقسم كل حلقة تقريبًا إلى جزئين الثلث تقريبًا للمملكة و الثلثين لحكاية “شهرزاد”.
5- كذلك يبتعد المسلسل عن الشكل المعتاد لمعظم أجزاء ألف ليلة و ليلة من أن يحتوي المسلسل على حكاية واحدة ، لدينا هنا حكايتين واحدة لكل 15 حلقة.
6- شكل السرد اختلف هنا أيضًا فلم تعد الحلقة تبدأ ب “شهريار” و “شهرزاد” على السرير ثم تبدأ الحكاية ، و لم تعد الحلقة تنتهي بصياح الديك أيضًا. حكاية “شهرزاد” مع قصة المملكة يظهران بالتناوب داخل الحلقات
7- و لكن تظل الجاذبية في الحكاية التي تحكيها “شهرزاد”في حين أن قصة المملكة في الأساس ليست بنفس الجودة.خاصة و الحوارات اليومية بين “شهريار” و “شهرزاد” صابها التكرار ، و صارت مقدمة ننتظر نهايتها لتبدأ الحكاية.
8- بالرغم من المجهود المبذول في الكتابة (أنت هنا أمام 3 قصص منفصلة) فإن الحبكة و الخيال في قصة “نجم الدين” لم يكونا على مستوى الإحكام المطلوب، و ننتظر المزيد في القصة الثانية.
9- على مستوى الممثلين أيضًا، يتميز طاقم التمثيل داخل الحكاية عن الذين يقومون بالأدوار داخل المملكة.
10- الاختيار الأسوأ كان لأخوي شهريار ، أحدهما يبالغ في تمثيل الشر “إيهاب فهمي” و الآخر يبالغ في تمثيل الرومانسية “حسني شتا”
11- للمرة الأولى هنا نجد أن الممثلين القائمين بدور “شهريار” و “شهرزاد” ليسا هما نفسهما أبطال الحكاية كما هو معتاد.
12- أما عن طاقم التمثيل داخل الحكاية ( الحكاية الأولى :نجم الدين) فبداية نجد “أمير كرارة” في الدور الذي يليق به ، “نجم الدين” القبطان و المغامر، ليس هناك مجال كبير للمشاعر هنا ، الكنز هو الهدف الأول و الأخير، و هكذا أخلص “كرارة” للشخصية
13- الرابح الأكبر في مجال الكوميديا من رمضان هذا العام ، “محمد عبد الرحمن” في دور مساعد “نجم الدين”، خفة ظل بدون افتعال و كالعادة يخترع لشخصيته لازمة لتبقى في الذاكرة “أوبش”.
14- في شخصية “غندور”أتى الممثل الشاب “محمود حجازي” ليؤدي شخصية تستطيع أن تكرهها و أنت مرتاح الضمير و في نفس الوقت تنتظر ظهورها على الشاشة لتشاهد أداؤه المتميز. و ذلك برغم أن وجود الشخصية غير مبرر دراميًا ، فما الذي يدفع “نجم الدين” للاحتفاظ ببحار يكرهه دون وجود فائدة أو ميزة خاصة له و بالرغم من كل المشاكل التي يوقعه فيها ؟ السبب غير معلوم !
15- و لكن ما السبب لاختيار الممثلة التونسية “عائشة بن أحمد” لتقدم لنا دور “قمر الزمان” ؟ربما كان وجهها برئ الملامح مطلوبًا للشخصية و لكن اتقانها للهجة المصرية لم يكن تامًا ، و أداؤها التمثيلي لم يكن على المستوى المطلوب دائمًا.
16- قبل الحديث عن تنفيذ الخدع البصرية ، و الإنتاج الضخم لهذا المسلسل أدعوكم لمشاهدة حلقة – أية حلقة- من أول جزء ل”ألف ليلة و ليلة” إنتاج عام 1981. و الآن نستطيع الحديث عن الطفرة الحقيقية التي صنعها طاقم الخدع هنا ، ليس فقط مقارنه بألف ليلة و ليلة الأقدم و لكن بأي مسلسل مصري آخر . حلقات كاملة تدور داخل البحرالسفينة و البحر دون مشاهدة بحر كارتوني كالمعتاد، حلقات أخرى تدور في جبل جليدي ، حتى البخار الذي يخرج من الفم أثناء الكلام كان حاضرًا.بالنظر إلى كونها المحاولة الأولى لنا في مثل هذا النوع ، فالنتيجة أكثر من مرضية و أتوقع المزيد من التطور في حالة وجود أجزاء قادمة
17- و هل تكتمل جودة الخدع بدون جودة الديكورات ؟ “خالد أمين ” قام بمجهود رائع ، خاصة في مشاهد الداخلية في السفينة ، مع الحفاظ أيضًا على روح الأجزاء الأولى، فلابد ل “شهريار” و “شهرزاد” من سرير دائري و لكن شكل الديكورات الداخلية للقصر ، يتضح فيها المجهود و الفكر المبذولان.
18- و أخيرًا مسلسل مصري تشاهد فيه لحية و شعر طويل دون أن تشعر أنهما تركيب. شكرا لفريق الماكياج.
19- في عمله الإخراجي الأول يظهر “رؤوف عبد العزيز” كمخرج يستطيع تحمل مسؤولية عمل ضخم بهذا المستوى
20- و إن كانت الإيجابيات متعددة في المسلسل على مستو التنفيذ تحديدا ، و لكن كان لدينا بعض السلبيات حاضرة مثل الشكل الغريب الذي ظهرت به شخصية “شركان” ، لم ألتق بأحد الجان من قبل و لكن أعتقد أنهم لن يرتدوا السواد و لن تكون وجوههم عبارة عن جمرة نار.
21- مشهد المعركة النهائية بين “هاري بوتر” و “فولدرمورت” ، عفوًا بين “شركان” و “قمر زمان” كان شبيهًا جدا بمشهد المعركة النهائية في آخر أفلام “هاري بوتر”.