دعك من الصورة التي يقدمها مسلسل عادل إمام الجديد للثورة المصرية التي انطلقت في يناير من عام 2011، لا داع هنا للتساؤل عن تصديق الجمهور لكون عادل إمام المواطن المعارض للثورة قادر على أن يكون مناسبا لشخصية الأستاذ الجامعي الداع للثورة المعارض للنظام، كل ذلك يمكن الإختلاف حوله من عدة زوايا ومن المتوقع عدم الوصول لنتيجة تماما كما لازالنا نفعل تجاه ثورة يناير أو ثورة يونيو، لاتزال المواقف كما هي ولا أحد يريد أن يتزحزح ليقف في منطقة وسط.
دعك من كل هذا وتعالى نرى المسلسل من الناحية الفنية، عادل إمام من المفترض أنه رب أي عمل يشارك به، بالتالي هو مسئول عن هذا المستوى الضعيف الذي طال الكثير من التفاصيل سواء الدرامية أو التقنية، خصوصا فيما يتعلق بمستوى الممثلين أو عدم الإجتهاد في الحصول منهم على جديد، طوال الوقت كان الزعيم يختار الممثلين الجيدين من الأعمال الأخرى ويعيد تقديمهم على طريقته فيعطيهم دفعة قوية للأمام قبل أن يختار غيرهم في العام التالي، هو النجم الوحيد الذي بلا “شلة” ، حتى أنه هذا العام تنازل عن وجود نجليه رامي ومحمد ربما حتى لا يتعارض وجودهما مع هجومه على التوريث ضمن أحداث المسلسل على حد تحليل الناقد الكبير طارق الشناوي.
لكن باستثناء حالات محدودة كمحمد عبد الرحمن في شخصية “سائق التاكسي” وطارق عبد العزيز مدير مكتب الوزير وأحمد حلاوة ابن عم الوزير، لا يمكن القول أن أخرين خرجوا فائزئن من التجربة، خصوصا “علي ربيع” الذي لم يستفد شيئا هذا الموسم من الوقوف إلى جوار عادل إمام،فريق العمل أكد إدمانه للكسل الفني عندما نقل مشهد التوكتوك بسائقه الممثل الشاب محمد أسامة كما هو من “تياترو مصر” ويبدو أن مكانة الإعلامية للفنانة نجوى إبراهيم منعت المخرج وائل إحسان من توجيهها أمام الكاميرا فجاء أداءها خصوصا في مشاهد الإنفعال غير قابل للتصديق، وهو ما تكرر مع عدد كبير من الممثلين ربما لأن الشخصيات نفسها مكتوبة بركاكة شديدة وغير قابلة للتصديق بما في ذلك شخصية “فوزي جمعة” نفسه، فالرجل الذي عاش حياته مناضلا وافق على أن يكون وزيرا من مكالمة تلفون فقط ليقول صناع المسلسل أن لا فرق بينه وبين المنافق المتطلع للمنصب الذي يجسده “أحمد بدير”.
ورغم أنه وزير في ظروف صعبة لازال متمسكا بالإفطار في السيدة زينب وبركوب التاكسي وبدخول مغامرة عاطفية مع سيدة مجهولة، الرسالة واضحة أن من ادعوا الثورية ليسوا كذلك، لكن حتى هذه الرسالة عانت من توابع “الكسل الفني” فلم يصدقها أحد، النمطية في الأداء ونقل المحتوى من برامج التوك شو أفقدت الممثل هيثم أحمد زكي ما حققه من خطوات للأمام في مسلسل “السبع وصايا” بل اختار له المخرج أو عادل إمام – لا فرق- الممثلة رشا مهدي لتكون حبيبته التي يتطلع للزواج منها دون ان يشعر الجمهور بأي رومانسية حقيقية على الشاشة، لأن الهدف أساسا من وجود الشخصية هو إدانة مصطلح “الناشط السياسي” والسلام.
حتى ضياء الميرغني الذي يطل للمرة الثالثة مع الزعيم في نفس الشخصية، السلفي المتطرف لم ينجح في الحفاظ على رصيده في “السفارة في العمارة” و” حسن ومرقص”، باختصار خلا أستاذ ورئيس قسم من عناصر الجذب الفني ليطابق برامج التوك شو التي تحدث ضجيجا وقت العرض لكنها لا تغير شيئا على الأرض.