لاعب عمره 26 عاما، فى منتصف رحلته الكروية، مهتم بالشأن العام فى حدود ثقافة لاعبى الكرة المعروف سقفها، استفزه ما تعرض له جنودنا فى سيناء، و أوجعه استشهاد شباب الجيش المصرى، لم يعرف إلى من يوجه سهام غضبه، ف(جاب من الآخر) ووجها إلى رئيس الجمهورية، فى بلد هو بالفعل لا يعرف أحد إلا رئيس الجمهورية يوجه إليه الشكر أو الشكوى أو الإستغاثة، و وضع المسئولية بالكامل عن الشهداء فى يد رئيس الجمهورية، مثلما سينسب إليه الفضل كاملا على تحقيق النصر، اعتبر الميرغنى أن دماء الشهداء مسئولية رئيس الجمهورية و تعبر عن فشل فى إدارة المعركة.
كتب هذا الكلام على الفيس بوك مثل ملايين يسجلون كل دقيقة آراء أكثر حدة و تطرفا و تضليلا و تخلو من أى مسحة وطنية صادقة و تحفل بإنفعالات كاذبة، عبر عن غضبه فى حدود فهمه و عينه على الشهداء ولا شىء آخر.
لكنه وقع ضحية لمن يستسهل الذبح باسم رئيس الجمهورية، الملكيون أكثر من الملك، اختار نادى وادى دجلة الذى يلعب له أحمد الميرغنى أن ينهى مستقبله الكروى و يفسخ عقده كما تقول الأخبار، مع هدية مجانية هى طرد أحمد الميرغنى من معسكر الفريق بطريقة يقال أنها كانت مهينة.
انقطع عيش اللاعب، من فى مصر سيسمح فى ظل هذة الأجواء للاعب باستئناف مشواره؟
هل انتهت الحكاية؟
لا
يستضيفه وائل الإبراشى ليشرح وجهة نظره، ربما كانت نية الأبراشى صادقة بأن يساعد اللاعب على حل المشكلة، افترض الجميع هذا، إلى أن ظهرت مداخلات فى برنامج الأبراشى تواصل عملية ذبح اللاعب، اتهامات بأنه عميل، جاهل، نكرة، بخلاف إهانات عنصرية وصفت اللاعب بأنه بواب و خدام فى إشارة إلى بشرته السمراء، تكسير عظام لم يشهد اللاعب ما يشبهه على أرض الملعب من أشد المنافسين غشومية، لكن الموضوع لا علاقة له بالمنافسة، هى أحكام بالإعدام، تصدر ثم تجد ألف من يجاهد لينفذها بنفسه.
نادى وادى دجلة الذى يرأسه أستاذنا الكبير حسن المستكاوى بحاجة لأن يوضح موقفه، و أن يشرح لنا كيف أن العقاب ( بافتراض أن اللاعب تجاوز و هو يعبر عن رأيه)، كيف يكون بقطع العيش و تدمير مستقبل اللاعب؟، سيتجاوز الواحد عن كل ما له علاقة بحرية الرأى، و سيفترض أن هذا قانون المؤسسة التى يعمل بها اللاعب، طيب هل كان هذا مصير من عبر عن رأيه السياسى بداية من أحمد عبد الظاهر لاعب الأهلى نهاية بصلاح أمين لاعب سموحة؟ ، هل يعتقد وادى دجلة أن هناك نادى فى مصر سيفتح أبوابه أمام لاعب طرده ناديه لأنه انتقد رئيس الجمهورية؟، أم أن هناك من ضغط على وادى دجلة ليجعل الميرغنى عبرة للآخرين؟
أما وائل الإبراشى و مداخلاته فمستقبل الميرغنى هو الأهم الآن.