محمد حليم بركات: السيسي يعفو عن المرغني بعد حفلة الإبراشي

الإبراشي حقاً إعلامي مختلف.. وهذا ما جعله أكثر الإعلاميين متابعة.. اختلافه جاء لأنه ارتفع بهذا النوع من إعلام “السلخ” لمعارضي السلطة إلى مرتبة مختلفة عمن سواه.. فهو يفضح وينتقم في نفس الوقت ويقبض الثمن غالياً.. يستضيف الضحية مدعياً بأنه يعطيه الفرصة الوحيدة للدفاع عن نفسه.. وفي نفس الوقت يرتب له عقاب أقوى مما كان يتوقع، عقاب أشد من الموت, يتفق فقط مع معارضي الضحية من الشخصيات العامة للدخول لهتك عرضه.. فتشعر الضحية أنها وحيدة ولن يقف معها أحد في محنتها.. ثم يفتح الإتصالات بأعداد مهولة من الجمهور الذين يمتهنون المداخلات مع البرامج.. وكي يضمن فترة أكثر للمداخلة وكتابة اسمه على الشاشة يسب ويلعن الضحية.. كي يكمل على ما تبقى عنده من دماء لم تُحترق وكرامة لم تنتهك.

وهذا ما يستهوي الناس لمتابعته بهذا العدد الهائل.. نحن شعب يعشق الفضائح والتشفي وقضم الأظافر بالفم.

“قلت للناس انزلو فوضوني عشان احارب الارهاب والناس نزلت وملت الشوارع, رغم المفروض ان ده شغلك ومش محتاج تفويض علشان تشوف شغلك بس ماشي هنعديها.. ومن ساعتها الكل بيموت مدنيين وجيش وشرطة وانت فين من كل دة انت فاشل ومسؤل عن كل نقطة دم في البلد دي.. وصحيح الرجالة اللي بتموت في سيناء دي هتعمل حداد عليهم وتلغي المسلسلات ولا دول مش زي النائب العام”.

هذا ما قاله شاب في عمر الزهور اضطُر عفويًا للتعبير عما بداخله كإنسان عن استشهاد جنود الجيش في سيناء.. دون أن يتذكر أنه الأن في رحلة جمع الملايين من لعبة كرة القدم.. وكي تجمع الملايين من الفن أو الرياضة يجب أن تكون بلا رأي معارض للسطة كي تجمعها في سلام.. ربما استفاق بعدها فجأة.. لكن بعد أن سبق السيف العذل.. ووجد نفسه بعد لحظات من تعبيره عن رأيه مطرودًا من النادي الوحيد في الذي يمتلكه رجل أعمال.. بعد أن جلس معه المالك وعبر له عن أن فكر البيزنس في مصر مبني بالأساس على رضا السلطة.. السلطة بالبيزنس كعلاقة الأم والإبن.. تقدر تكسب وانت مزعل أمك؟

الشاب تحدث عن معلومات حقيقية حدثت بالفعل.. نعم, رئيس الجمهورية طلب تفويض لمحاربة الإرهاب وتم التفويض.. نعم, منذ عامين يموت المصريين جنود شرطة وجيش ومدنيين ولم يحدث جديد.. نعم الرئيس فشل في استرجاع الأمن المفقود والقضاء على الإرهاب.. نعم لم تتوقف المسلسلات وبرامج رمضان مثلما حدث عندما استشهد النائب العام.. والرئيس يعرف هذا ومؤمن به تمامًا وإلا لن يتغير الحال إذا لم يعترف بفشله كي يصحح أخطائه!

أعد “وائل الإبراشي” أدوات الحفلة واستدعى “أحمد الميرغني” بعد أن أقنعه بأنه سيأتي هنا كي يعطيه الفرصة للدفاع عن نفسه.. قبل الشاب الفكره كغيره وذهب لحضور “الحفلة” المعتاده عند الإبراشي مرتين أو أكثر كل إسبوع.. وبدأت الحفلة وانتهت ولم يحدث شيئ جديد

عزمي مجاهد, ومجدي عبد الغني, ومرتضى منصور.. هم ضيوف شرف الحفلة ولا داعي للحديث عنهم ولا عما فعلوه.. فالجميع يستطيع التوقع جيداً كيف أكلوا وشربو من لحم ودم الضحية.

لكن من كل هذا استوقفتني كلمة قالها رئيس النادي الذي أنتمي إليه وينتمي له اللاعب أيضاً موجهاً حديثه للاعب:

“إنت بواب”

تخيل أن رئيس النادي الذي يسميه جمهور النادي المنافس بـ “نادي البوابين” يقول لأحد أبناء النادي الذي يترأسه بأنه بواب !

بالقطع يقصد رئيس النادي البشرة السمراء للاعب.. يالها من عنصرية

النهاية المتوقعة خلال اليومين القادمين أن يحدث مع “أحمد الميرغني” اللاعب المطرود بسبب نقده, ما حدث مع “عايدة سعودي” المذيعة اللامعة التي أوقفت عن العمل قبل أشهر بسبب نقدها للسلطة تعقيباً على براءة مبارك ورجاله.. من خلال إتصال هاتفي من رئاسة الجمهورية لمالك النادي كي تأمره بإعادة اللاعب إلى الملعب.

وهكذا سيربح الرئيس مرتين.. مرة بإعطاء الفرصة الكامله لإعلامه بتأديب اللاعب وجعله عبرة لغيره.. ومرة أخرى بالحديث عن الرئيس الطيب الحنون الذي أعاد للاعب مستقبله الضائع.

اقرأ ايضا : 

محمد حليم بركات: إعلام الحالات الشاذة

محمد حليم بركات : هل يفكر إسلام أم يشكك ؟

محمد حليم بركات: رسالة إلى ليليان داوود

محمد حليم بركات: موقف محرج في فيلا إعلامي شهير

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا