إسراء إبراهيم
تلقى مهنة “الماكيير” اهتمامًا مختلفًا خلال الآونة الأخيرة، خاصة مع تطور الإمكانيات والتقنيات التي تستخدم في الأعمال الفنية، ومع تقدم صناعة السينما والدراما تظهر أسماء من يمتهنون تلك المهنة بشكل واضح.
إعلام دوت كوم تواصل مع سامح حنفي، واحدًا من أبناء تلك المهنة، للحديث عن كواليس عمله، وتفاصيل المهنة نفسها بشكل عام، وفيما يلي أبرز ما قاله:
قال سامح حنفي، إنه يعمل في تلك المهنة منذ 22 عامًا، موضحا أنه بدأ كمساعد مكياج في عدد من التجارب الفنية الصغيرة، مردفا: “حتى وصلت للعمل كماكيير متخصص لعدد من الأعمال مثل: راجل وست ستات، وسنة أولى نصب، فضلا عن عملي كماكيير للإعلامية منى الشاذلي، التي أتعاون معها لأكثر من 14 عاما، وأفتخر بأني الماكيير الخاص لها”.
وعن صورة معتز هشام، التي لفتت الانتباه للمكياج الذي يضعه وتظهر إصابته، أوضح “حنفي” أنها من مسلسل “أثر رجعي” من بطولة محمد عز ومي سليم وتوني ماهر، وهو عبارة عن عمل مكون من 15 حلقة من المقرر عرضه على إحدى المنصات الإلكترونية. لافتًا إلى أن المسلسل يدور في إطار إثارة وغموض يمكن أن يصل الرعب، وبه عدد من المشاهد التي تحتاج لتأثير الماكيير.
أشار إلى أن معتز يجسد دور محمد عز في صغره، وفي الصورة المقصودة كان “عز” يتذكر واقعة حدثت له في صغره إذ تعرض للتنمر والضرب من زملائه في المدرسة، ما جعله يعاني من مشاكل نفسية، لافتًا إلى أنه استخدم في تلك الصورة “دم صناعي وسيليكون للجروح وألوان للكدمات”، متابعا: “وكلها حاجات بروفيشنال”.
تابع أن المسلسل به عدد من التأثيرات المتعلقة بالميكاچ والإصابات والجروح والقتل، مضيفا أن المسلسل تجربة من التجارب الجديدة للمخرج معتز حسام.
أشار إلى أنه يشارك حاليا كماكيير، في مسلسل “لؤلؤ” مع الفنانة نيرمين الفقي، ومسلسل “أثر رجعي”، وحكاية “ضي القمر” التي تعرض ضمن حكايات مسلسل “إلا أنا” بطولة كندة علوش، ومسلسل “شارع 9″، بالإضافة إلى عملي في برنامج “معكم” مع الإعلامية منى الشاذلي.
أشار إلى أن مصطلحات “الميكب ارتست والماكير وخبيرة التجميل”، جميعها مرادف واحد لشخص واحد يعمل في المكياج، لكنها توضح التخصصات، وفيما يتعلق بكيفية متابعة التقنيات الجديدة في المهنة، أوضح سامح حنفي أن المغامرة في تنفيذ بعض التقنيات تأتي نتيجة الخبرة والتجربة، إذ أن استخدام الخامات الجديدة لا بد أن تكون المغامرة في استخدامها محسوبة، مردفًا أنه يتابع كل ما هو جديد سواء عبر الكورسات الأونلاين، أو المدارس المتخصصة في ذلك الفن والتي في الغالب تتواجد بالدول الغربية، مؤكدا أن وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في الاتصال بين أبناء المهنة سواء داخل البلاد أو مع أشخاص أجانب.
نوه أن متابعة المواقع المتخصصة تسهل معرفة الجديد في المهنة، ومعها يتم اكتشاف أشياء كثيرة لا نعرفها ونكتشف الفرق في التقنية، مردفا: “مشكلتنا في مصر ماعندناش حاجة متخصصة ندرس فيها الميكب ارتست أو المكياج السينمائي، بتبقى برا وأغلب الوقت بنعتمد على الموهبة والخبرات المتراكمة ودراسة الجديد”، مؤكدًا أن أشخاص قليلة جدا هم من عملوا في المكياچ السينمائي بناءً على شهادات في معاهد معتمدة.
استكمل: “مهنة المكياچ عموما بتعيش لحظات من الاهتمام الكبير سواء في مصر أو في العالم خصوصا مع توافر وسائل العرض، المهنة دلوقتي متاحة لكل الناس ما بيفرقش غير الموهبة”، مؤكدا أنه من بين طموحاته إنشاء تجمع أو أكاديمية ليس لها علاقة بالنقابات في مصر، لتجمع كل من له علاقة بمهنة الماكيير، وذلك للتنسيق أو إتاحة المواد التعليمية لكل مهتم بالمكياج.
أردف: “يبقى متاح من عندنا نأسس مناهج أو مدارس أو معاهد تقدم شهادات”، مؤكدا أن مصر رائدة في السينما فلا بد أن يكون لديها اهتمام بكل الفروع السينمائية. مؤكدا أنهم ينتمون إلى نقابة المهن السينمائية التي تحافظ على حقوق أعضائها، منوها عن أن ما يقرب من 400 ماكيير مقيدين بالنقابة. مشيرا إلى أن عدد كبير من أبناء المهنة قدموا الكثير لتطويرها ولتعليم الناس وتقديم عمل جيد، ووصل بالبعض صرف الكثير من الأموال من أجل تعلمها بشكل صحيح، حتى استطاعوا النجاح الكبير مثل: “طارق مصطفى، محمود رشاد، محمود مرشد، علاء التونسي، شريف هلال، محمد عبد الحميد، أحمد عفيفي، أحمد حمدي، أحمد مصطفى، أحمد شوقي”.
أكد أن الأكاديمية ستوفر مكانا للدراسة بشكل جيد، وكذلك المواد و”الماتريل” الخاصة بالمهنة، لأن أسعارها باهظة، لافتًا إلى أنها ستوفر عملة صعبة إذ ستكون متاحة للجميع في الوطن العربي.
وعن أكثر عمل استغرق كثير من الوقت خلال تصويره، لفت إلى أنه مسلسل “راجل وست ستات” لكثرة أجزائه، إذ قدموه على مدار ما يقرب من 6 سنوات. متابعا: “من أكتر الحاجات اللي حبيتها في حياتي”، مشيرا إلى أن مسلسل “عد تنازلي” استغرق أيضا الكثير من الوقت أثناء تصويره.
اختتم: “شركات الإنتاج الكبرى مثل سينرجي، استطاعت ضبط سوق العمل، لأنها تخصص ميزانية لمكياج العمل، وتوفر أكثر من ماكيير للتخصصات المختلفة داخل العمل، ما جعل المهنة تزدهر وتوفر فرصة للتخصصات التي لم يكن عليها طلب بأن تظهر وتستمر”.