سنة 2004 حاجات كتير بدأت في مصر، تقدر تقول إن فيه ناس كتير قررت تضرب إيديها في مصارين البلد جوه، على مستوى السياسة والاقتصاد والمجتمع والميديا، وفـ قلب الميديا كان الفن، وكانت السينما.
ده تزامن مع كذا حاجة، أهمها صعود الإنترنت وتطور أدوات الشبكة يوم بعد يوم من منتديات لـ بلوجات، لـ إمكانية وضع صور، فـ ما بقتش حاجة بـ تستخبى، أو ينفع تستخبى، وطلع اللي بقاله سنين محدش بـ يتكلم عنه، في السياسة، في المجتمع، في الدين، في الاقتصاد، في كل حاجة.
ممكن تشوف إن دي حاجة كويسة، جابت الثورة، أو حاجة وحشة، جابت الخراب، أو حاجة كويسة بس اتعملت وحش، أو حاجة وحشة، بس استفدنا منها، أيا كان موقفك، بس ده اللي حصل من ساعتها.
السينما كانت هناك، مواكبة اللي بـ يحصل، وفي الأفلام بدأنا نناقش حاجات ما كانتش بـ تتناقش، ونرصد عوالم محدش كان بـ يجيب سيرتها، وكان طبيعي إن عالم من أهم العوالم اللي تدخلها السينما هي العشوائيات.
دخلت تفاصيل العشوائيات واللي عايشين فيها، واللي بـ ياكلوا من الزبالة والبلطجية، ودواليب المخدرات، وأطفال الشوارع، والعلاقات المفتوحة المتلعبكة، والقتل اللي أسهل من شرب المية، والعصابات، وعلاقة الدولة بـ كل ده.
على حد ما أعرف وأذكر، إن أول فيلم دخل المنطقة دي كان “حين ميسرة” (خالد يوسف 2007) بعد ما كانت مجرد هامش أو خلفية، حتى جيل التمانينيات اللي تناول عوالم “المهمشين” ما حاولش رسم صورة لـ العالم ورصد طبيعته، بـ قدر ما اختاروا نماذج إنسانية، واشتغلوا عليها، وفيه أفلام دخلت الفئة دي بـ الغلط، يعني النقاد اعتبروها أفلام تتناول حياة المهمشين، لـ مجرد إن فيه لوكيشن لـ حارة، زي فيلم الحريف مثلا.
مش قصدي إن تناول العشوائيات حاجة كويسة، أو ثورية، أو تقدمية، أو ذات رسالة، أو بـ الضرورة فنية، بـ العكس، معظم الأفلام اللي دخلت الحتة دي من أول حين ميسرة لـ حد الألماني وعبده موتة والكلام ده أفلام بـ النسبة لي ضعيفة، فنيا وفكريا وسياسيا وكله كله.
أهم فيلم دخل المنطقة دي بـ النسبة لي هو “إبراهيم الأبيض”، تحفة مروان حامد إخراجا وعباس أبو الحسن تأليفا، إنتاج جود نيوز 2009.
عارف كويس إن فيه ناس أول ما هـ تقرا كلمة “تحفة” هـ تحس بـ خيبة أمل في، على أساس إنهم مش بـ يحبوا الفيلم وكده، سواء لـ إنهم مش بـ يحبوا أحمد السقا، أو لـ إنهم شايفينه فيلم دموي، أو لـ إن فيه ملاحظات على السيناريو، أو لـ إنهم مش بـ يحبوا الأفلام العربي أو مش بـ يحبوا أي حاجة ليها علاقة بـ الفيلم.
بـ أعتذر لـ الأصدقاء، لـ إننا في المقالات الجاية لـ ألف مشهد ومشهد، هـ نعيش كتير مع “إبراهيم الأبيض”، الفيلم اللي دخلته في إسكندرية وحيدا، وقعدت أبكي يومين بعد ما شفته.
هـ نعيش مع مروان حامد وعباس أبو الحسن وأبطال الفيلم، قدام الكاميرا، ووراها، هـ نحكي ازاي الفيلم اتعمل، وكل تفصيلة جت ازاي، في تقديري إن تفاصيل صناعة الفيلم ده ما تقلش أهمية عن قارية أحداثه، وتقدر تعتبرها نقطة انطلاق لسه قادرين نستفيد منها، بس ربنا ينتع صناعة السينما نفسها.
كـ العادة هـ نحاول نقرا فكرة الفيلم، ونفصصه مشهد مشهد، وأول حاجة نحب نقولها عنه، إنه مش فيلم عن العشوائيات أصلا.
أومال إحنا بـ نحكي فـ إيه من الصبح؟
معلش بقى، نبدأ من المقال الجي.
الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي