محمد إسماعيل الحلواني
يطلق مصطلح “صحافة الباراشوت” على ممارسة الصحفيين عملهم في مجال أو تغطيتهم لقصة، لا يمتلك فيها الصحفي سوى القليل من المعرفة أو الخبرة.
وغالبًا ما يؤدي الافتقار إلى المعرفة وضيق الوقت والمواعيد النهائية إلى تقارير إخبارية غير دقيقة أو مشوهة، خاصة أثناء التعامل مع الأخبار العاجلة.
وعلى عكس المراسلين الأجانب الخبراء الذين قد يعيشون في المنطقة المحلية، ترسل المؤسسات الإخبارية أحيانًا مراسل “مظلي”، وهو تعبير مجازي يكلف بمهمات عامة، أو قد ترسل صحفيين من ذوي الخبرة في العمل الصحفي، ولكن تكلفهم بمهام في مناطق غير مألوفة بالنسبة لهم أو بالكتابة في موضوعات لا يعرفون عنها الكثير.
وغالبًا ما يستخدم هذا المصطلح من قبل النقاد، الذين يرجحون أن هذا النوع من الصحافة عادة ما يقدم تفاصيل أساسية فقط، دون الخوض في الأعماق، وغالبًا ما تكون تقارير صحافة الباراشوت مسؤولة عن تحريف الحقائق، بينما يظهر في سطورها أو معالجتها الجهل بالقضايا المتعلقة بالسياق العام للحدث الذي تتم تغطيته.
وغالبًا ما يفتقر الصحفي إلى المعرفة المتعمقة بموضوع ما وعادة ما يكون مرتبكًا بسبب غرابة البيئة. وغالبًا ما تكون المعلومات الوحيدة المتاحة على الفور هي من مؤسسات إخبارية أخرى أو من مصادر “رسمية” أو بيروقراطية قد تحتوي على دعاية.
تتمثل إحدى مزايا هذا النوع من الصحافة في أن المظلي هو شخص خارجي يمكنه النظر إلى الحدث الإخباري من منظور جديد وملاحظة الأشياء، أو توفير زاوية للقصة التي ربما لم يلاحظها الصحفي المتخصص. ومن المرجح أن يكون قادرًا على تحديد ما سيهتم به الجمهور العالمي.
أما عيوب صحافة الباراشوت فتشمل سوء الفهم ونقل معلومات خاطئة عن نزاع سياسي أو أزمة ما، وغياب السياق المحلي في التقارير الإخبارية، والتغطية المعرضة لـ “الاستقطاب غير المقصود”.
استيقظ صحفي ذات صباح، وركب طائرة وهبط في مكان بدا فيه السكان المحليون مرتدين ملابسة مضحكة بعض الشيء، ولكن كل ما يعرفه عن حكومتها وسياستها تعلمه من خلال قراءة ما كتبه الآخرون وبدأ يكتب عن الانتخابات الجارية هناك.
واضطر الصحفي للتواصل مع بعض السلطات المحلية حول موضوع الانتخابات؛ سعى إلى زعماء محليين من الأحزاب الكبرى، وتحدث معه بعضهم ولم يتحدث بعضهم الآخر، فجرب عقد مقابلات مع “رجل الشارع” لأخذ صورة عن الرأي العام، ثم كتب تقريره الصحفي.
100% من الصحفيين تعرضوا لصحافة الباراشوت في مجتمعاتهم
92% من الصحفيين لم يطلب منهم إطلاقا مرافقة مراسلين أجانب في تغطية موضوعات محلية بأجر لكي يوضحوا السياق.
72% من الصحفيين الذين ليسوا على دراية كافية بالموضوعات التي يغطونها قدموا معلومات غير دقيقة في تقاريرهم.
63% من الصحفيين يعتقدون أن صحافة الباراشوت ينبغي النظر إليها كقضية “أخلاقية” يجب أن تُرفض من حيث المبدأ.
50% من الصحفيين طلب منهم مرافقة مراسلين أجانب في تغطية موضوعات محلية بدون أجر.