لدى الممثل الكوميدي الشاب “محمد عبد الرحمن” ميزة تنافسية لا تتكرر كثيرا في أبناء جيله من الكوميديانات الجدد، تتلخص في أنه لا يعتمد بشكل كبير على “الإيفيه” وإنما على “تلقائية” لا تتكرر كثيرا في الأداء تجعل وجوده في أي مشهد مريح للمتفرج حتى لو لم تتح له الفرصة لإطلاق النكات، نحن هنا أمام ممثل ينتمى دون أن يتعمد لمدرسة المضحكين القدامي، عبد السلام النابلسي وعبد الفتاح القصري وعبد المنعم إبراهيم وغيرهم، كان الجمهور يرتاح لوجودهم على الشاشة أولا ثم يحفظ بعد ذلك “الإيفيهات” التي تخرج عنهم حسب قصة وسير أحداث كل فيلم، الأقرب لهذه الصفة من الجيل الحالي “بيومي فؤاد” لكن ربما يتميز “عبد الرحمن ” بأنه بدأ المشوار مبكرا وحظى بدعم هائل من الكوميديان المخضرم “أشرف عبد الباقي” كما أنه في الوقت نفسه لا يستعجل النجومية والأدوار الرئيسية ونتمنى أن لا يطلبها أبدا فهي “مفسدة” كل “مُضحك” يحصل على شهادة “الإضحاك” من الجمهور ثم يخذل الناس سريعا بالموافقة على نص يوفر له البطولة ويسحب منه “محبة” الناس فينهى التجربة وقد خيب أمالهم .
“عبد الرحمن” بدأ المشوار من مسرح جامعة عين شمس، ومن هناك التقطه “أشرف عبد الباقي” وشارك معه في الأجزاء الأخيرة من “راجل وست ستات” ثم كان من الأعمدة الأساسية لفرقة “تياترو مصر”، وظهر معه أيضا في مسلسل “أبو ضحكة جنان” ومسلسل “أنا وباما وماما” ، على خط مواز هناك دوره الأشهر في مسلسل “الكبير قوي” شخصية الهارب من مستشفى المجانين، وصبي المطعم في فيلم “إكس لارج” ومشهد وحيد قدم فيه شخصية الصيدلي مع محمد هنيدي في “يوم ملوش لازمة” أما هواة الإعلانات فيتذكرون ظهوره اللافت في إعلان عن شقق سكنية قدم فيه دور “السمسار النصاب” وترك بصمة واضحة في عدد ثوان لا يزيد عن الستين .
في رمضان هذا العام يُطل محمد عبد الرحمن عبر ثلاث مسلسلات، الأول “لهفة” مع دنيا سمير غانم، والثاني “شلش” في قصة القبطان نجم الدين والبحارة بمسلسل “ألف ليلة وليلة” ، والثالث “سائق التاكسي” الثائر في مسلسل “أستاذ ورئيس قسم” ونجح حتى الآن من خلال الأدوار الثلاثة في الحصول على إضافات قوية لرصيده الفني الذي لازال محدودا لكنه قادر على أن يخطو مسافات طويلة للأمام إذا تمسك باختيار شخصيات تناسبه فعلا، وابتعد عن محترفين استهلاك المواهب الشابة وحرقها قبل الأوان، والأهم الاحتفاظ بتلقائيته وأن يدرك فعلا أن التلقائية بالنسبة للفنان كالقناعة في المثل الشهير كنز لا يفني .