إيمان سراج الدين
تمتلئ القنوات ومنصات السوشيال ميديا بمئات الطاهيات، لكن القليل منهن يجذبن عين وعقل وقلب المشاهد، تقدمن منهن الكثير من الوصفات، لكن لسن كلهن تُجدن طهي تلك الوصفات وتقديمها بالشكل المناسب غير التقليدي.
الطعام لا يمكن له أن يحضّر بمنأى عن نفسية صاحبه، جرب أن تطهو الطعام وأنت بمزاج سيء، تأكد لن يأكله أحد وعلى العكس إذا طهوت بمزاج ونفسية سليمة تأكد أن الطعم سيكون مذهلًا، فالنفسية والمزاج مكونان سريان يضافا أثناء الطهي وبدون أن نشعر، وفي اعتقادي أن الشيف (مي يعقوبي) لا تستغنى عنهما أبدًا لذلك تأتي وصفاتها بالشكل المتكامل.
أقول دومًا إن الطعام لا يمكن أن يكون جميلًا إلا إذا أعدته طاهية مبتسمة، هذه حقيقة، وهذا ما تتميز به “يعقوبي” عن بقية الطاهيات، روحها الجميلة وابتسامتها الدائمة والطاقة الإيجابية التي تشع منها هم سر النكهة وسر الطبخة وسر التفوق وسر الحالة الإبداعية التي نراها بشكل شبه يومي على حسابها الخاص على إنستجرام.
إنها تشع طاقة إيجابية، تتحدث مع متابعيها في كل شيء، حتى لحظات غضبها وحزنها، تفضفض وتشكو لهن ما تعاني منه، تشاركهن تفاصيل يومها حتى تفاصيل تجهيز بيتها الجديد، تعطي للمتابعات النصائح حول طرق التجهيز والخامات المستخدمة ولا تبخل عليهن بشئ لذلك يشعرن معها بحميمية بالغة، يشعرن أنها فرد من أفراد عائلاتهن أو إحدى صديقاتهن أو جيرانهن، شخص متواضع لا يتأثر بانتشاره على السوشيال ميديا ويتعامل من هذا المنطلق.
إنها إنسانة جدًا وربما ارتبط بحبها البعض بسبب إنسانيتها المفرطة مع الحيوانات، لديها أكثر من حيوان، وجدتهم في الشارع دون مأوى فأخذتهم لتأويهم بالإضافة إلي تعود بعض القطط على ميعاد إحضارها الطعام لهم حتى صاروا يعرفونها.
عندما قدمت لنا أمي الخبز “كانت تتقاسم الحب” مقولة لجويل روبوتشون.. وأنا أقول “إذا وجد المحفّز لأي عمل وجد النجاح” ويبدو أن زوج “يعقوبي” هو محفزها وداعمها الأول، في كل مشروع لها لا تنكر فضله ولا تنسي أن تشكره وتقول أنه سندها وظهرها ولهذا كان نجاحها المتواصل، فنادرًا ما نجد الزوج داعمًا لزوجته وسعيدًا بنجاحاتها ويقدرها حق قدرها، وربما لأنها تتقاسم معه الحب كما قال جويل قدمت لنا وصفاتها المميزة وطهيها المختلف، يمكن أن نقول إنهما بالفعل حالة من “طهي الحب وحب الطهي”.
“من لا يشكر الناس لا يشكر الله”.. جملة دائمة التردد علي لسان مي، لذا كان شكرها المستمر لكل من يقدم لها مساعدة في مجال شغلها، فالشكر لديها واجب لا مجاملة وهذا يعتبر من طيب الأصل.
كثير من الطباخين يعتبرون الطبخ عملية دمج أطعمة وبهارات وتوابل ونكهات مختلفة بهدف جعلها جاهزة للأكل، لكن البعض الآخر يتفنن في رسم الوصفات كلوحة فنية، فهو لا يطبخ لمجرد كونها مهمة لابد أن يقوم بتنفيذها لكنها شيء يقوم به ليستمتع ويمتع، من هؤلاء شيف “مي” لها عالمها الخاص في الطبخ، تطبخ لتستمتع وتمتع المتابعين، تطبخ وهي تعلم أن الطعام ليس فقط لسد الجوع لكن مع كل وصفة ربما توجد ذكرى تثير لدى المتذوق كثير من المشاعر فلا بد من الاهتمام بتقديمها كما يجب، إنها مختلفة في عالم مليء بالمتشابهات.
سوف تقدم أول برنامج طبخ عربي ناطق باللغة الإنجليزية، حيث اختارت قناة “فود نتوورك” برنامج يعقوبي ليمثل مطبخ الشرق الأوسط بها، بالتأكيد لأنه برنامج غير تقليدي، مبتكر وله طابع خاص ومختلف في تقديمه.
مي أم لطفلين، حاصلة على الماجستير في الصحافة والاتصال الجماهيري من الجامعة الأمريكية؛ “لذلك لا يستغرب المتابع من ثقافتها ودقة كتاباتها على منصاتها للتواصل الإجتماعي ولا قدرتها الفائقة على التواصل مع متابعيها”.