محمد إسماعيل الحلواني
كشف تقرير لـ”سهيل شوبرا” نشرته صحيفة Financial Express المهتمة بالشؤون الآسيوية، أن العالم بأسره بدأ يتكيف مع الطريقة الجديدة لأداء معظم الأشياء عبر الإنترنت، بداية من التسوق لشراء الملابس مرورًا بطلب الطعام؛ إلى العمل كفريق في ممارسة إحدى الألعاب وحتى التعاون في إنجاز مهام العمل.
وبالمثل أصبحت العلامات التجارية والمعلنون يعتمدون في جميع أنحاء العالم على التسويق عبر الإنترنت، الذي أصبح ممارسة مألوفة لديهم للوصول إلى عملائهم.
واستحوذ التسويق عبر الإنترنت على مساحة كبيرة من فنون وممارسات التسويق ككل. وانتشر على نطاق واسع فهم عام لماهية التسويق الإلكتروني ولماذا وكيف يمكن أن يكون رحلة مختلفة تمامًا لمختلف الخدمات والمنتجات والعلامات التجارية.
وبسرعة صار العالم يتعامل مع التسويق العادي الجديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق المؤثر، وهي المفاهيم التي أصبحت في صميم ريادة الأعمال خاصة في عام 2020 ومنذ نشوب أزمة كوفيد-19 وتطبيق التباعد الاجتماعي.
يقضي المسوقون معظم وقتهم في اكتشاف أجوبة السؤالين الأكثر أهمية: أولاً، ما الذي سينجح على منصات التواصل الاجتماعي، وثانيًا، ما الذي لن ينجح؟ وتتفاوت الردود عليهما من علامة تجارية إلى أخرى ومن شركة إلى أخرى ومن فئة من المستهلكين إلى فئة أخرى.
ووفقًا لبحث أجرته Statista، فإن ما يقرب من نصف سكان العالم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، مع 3.6 مليار مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي، وهذه الأرقام لا تزال آخذة في الارتفاع. وأصبح المستهلكون اليوم على اطلاع جيد وواعي باحتياجاتهم ورغباتهم أكثر من أي وقت مضى. تعتبر الطرق التقليدية للإعلان مكلفة وقد تحصل على مشاهدات للعلامة التجارية ولكنها لا تكفي لتوجيه المستهلك إلى صفحة سلة التسوق وتنفيذ المشتريات بالفعل.
من ناحية أخرى، يعد التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي نوعًا من التسويق الذي يسمح لك بالتجربة دون تكلفة، وقد استفادت العلامات التجارية بقوة من منصات الوسائط الاجتماعية لنشر الوعي التجاري، والحصول على حركة المرور، وكل ذلك أثناء بيع منتجاتها وخدماتها.
زخم جديد للتسويق عبر السوشيال ميديا بسبب الجائحة
خلال ازمة كورونا، حافظت منصات وسائل التواصل الاجتماعي على تواصل الشركات مع عملائها من خلال التفاعل عبر الإنترنت وساهمت في بناء العلامات التجارية من خلال موازنة الإستراتيجية والمحتوى والإبداع، وهي العناصر الأساسية الثلاثة المطلوبة لإنشاء صورة جيدة للعلامة التجارية عبر الإنترنت.
ولفت التقرير إلى أن التواصل الفعال والأعمق لا يتحقق إلا بالتفاعل الحقيقي عبر المنصة الاجتماعية المناسبة. وهذه الحقيقة مسؤولة بشكل مباشر عن نجلح التسويق المؤثر.
عصر جديد للتسويق المؤثر.. والمصداقية شرط مسبق للنجاح
إن إعطاء العلامة التجارية وجهًا وصوتًا لا يعتبر مفهومًا جديدًا. فهو من وسائل الربط بين أشخاص مؤثرين عبر مجالات مختلفة ويبدء محادثات شفهية حول منتج ما أو خدمة ما لإقناع العملاء بالشراء. ويؤكد التقرير أن المصداقية هي العمود الفقري لنجاح العلاقة بين المؤثر وعدد كبير من الأشخاص يتابعونهم.
ويؤكد التقرير أن المؤثر ينشيء مجتمعًا خاصًا به، يتمتع فيه بتصديق عدد كبير من المتابعيتن لمكل ما يقوله، وبالتالي يشتري المتابعون بسهولة المنتج الذي يوصي به المؤثر. في وقت سابق، كان يوتيوب وتيك توك هما اللاعبان الرئيسيان لتشجيع وإشراك الجماهير على مستوى العالم. الآن مع ظهور منصات جديدة مثل “ريلز”، أصبح من الأسهل للعلامات التجارية أن تعلق ثقتها على المؤثرين لترويجها.
بالنظر إلى هذا التحول المفاجئ، أصبح المزيد والمزيد من العلامات التجارية منفتحة على زيادة ميزانيات التسويق المؤثر لديها لتحسين تسويق المنتجات أو الخدمات. وفقًا لمسح أجرته Mediakix، تنفق 17 ٪ من الشركات أكثر من نصف إجمالي ميزانيتها التسويقية على التسويق المؤثر.
ومع ذلك، لا ينتهي الأمر هنا.
يبدأ التحدي في البحث عن المؤثرين المناسبين للعلامة التجارية. على سبيل المثال: علامة تجارية لتصنيع الأحذية أطلقت مؤخرًا منتجًا جديدًا يستهدف شريحة الأشخاص الذين يرغبون في الحفاظ على لياقتهم. وبالنسبة لمنتج اللياقة البدنية، يجب أن يكون المحترف الرياضي هو الخيار الأمثل ليكون وجه العلامة التجارية.
إن التسويق المؤثر في عالم اليوم يمكن أن يصنع العجائب لحملات الترويج وبالتالي، فإن العثور على الشخص المناسب الذي تتوافق شخصيته مع صورة علامتك التجارية ويشترك في نفس القيمة هو الخطوة الأولى نحو حملة تسويقية مؤثرة ناجحة.