قال الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، إن التاريخ الإسلامي مليء بحكايات القابعين بالسجن والمعاقبون بالحبس وغيرها من العقوبات التي اختلفت من عهد النبي محمد وحتى الخلافة العثمانية، مشيرا إلى أن النظام الأمني والمخابراتي بدأ بشكل أو بآخر منذ فجر الإسلام واتطور مع اتساع الدولة الإسلامية وزيادة الخصوم وتعدد الأعداء.
أضاف “عيسى” خلال حلقة الأحد ببرنامج “مختلف عليه” الذي يقدمه عبر شاشة الحرة، أن الإمام الأكبر أبي حنيفة النعمان بكل إسهاماته الفقهية ومكانته الدينية، قد تعرض للسجن والتعذيب في عهد الخليفة العباسي ابي جعفر المنصور، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل السجن، مشيرا ألى أن بعض المؤرخين قالوا أنه قتل مسموما داخل السجن.
أكد أن النبي كان يدير دولته بشكل تجريبي بشري، لا علاقة له بالوحي، وأنه كان يتعامل مع الحكم كأمر دنياوي، وأنه لا يوجد نص قرآني لشكل الدولة الأمني، مضيفا أن الشكل الحقيقي للمؤسسات الأمنية ظهر مع تأسيس للدولة الإسلامية، لافتا إلى أن أغلب القواعد الأمنية التي تم تطبيقها في الدولة الإسلامية مأخوذ بشكل أو بآخر من تجارب عقابية سابقة كانت تطبق في الحضارات الأخرى.
أشار إلى أن العقوبات التي طبقها النبي لم تتوقف فقط عند الحدود التي تنزلت في القران الكريم، بل امتد للعقوبات التعذيرية والتي كان منها الحبس، مضيفا أن السلفيين وأصحاب الفكر المتطرف والذين يشتكون من ظلم الحكام وتعذيب أنصارهم، هم أنفسهم من يبيحون التعذيب والتنكيل والسجن والإهانة، بل ويبررونه بحجة تطبيق الشريعة.