مرام شوقي
أثار غلاف مجلة عالم الكتاب، في عددها الجديد، حالة من الجدل في الأوساط الثقافية وعبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تصدر صورة الكاتب والسيناريست أحمد مراد الغلاف، حيث تعرضت المجلة ومراد لانتقادات شديدة، وتحدث البعض عن مدى أحقية “مراد” ليتم تناول كتاباته بهذا الشكل في واحدة من أبرز وأهم المجلة الثقافية المصرية، في وجود قامات أدبية أخرى، بل وحاول البعض أن ينال من أعمال أحمد مراد، ومدى جودتها، فيما دافع الفريق الآخر عن تجربة مراد وتصدره لقوائم الأكثر مبيعا لأكثر من 10 سنوات، وحق المجلة في تناول تجربته وأعماله ومدى تأثيرها على القراء.
لم تكن تلك الأزمة هى الأولى التي واجهت أحمد مراد، على الساحة الأدبية، فقد تعرض خلال الستة سنوات الماضية لأكثر من أزمة إما بسبب أعماله أو بسبب تصريحاته أو حتى لفوزه بجائزة أدبية، وفي هذا التقرير يستعرض إعلام دوت كوم، أبرز هذه الأزمات
في عام 2014 تم اختيار رواية “الفيل الأزرق” في القائمة القصير لجائزة “البوكر” ومعها 5 روايات عربية أخرى ولكن بمجرد الإعلان عنها أثيرت موجة من الانتقادات شككت في نزاهة الجائزة نفسها ووصفتها بالسطحية، وطالت الكاتب نفسه في أحقية تصعيده للقائمة القصيرة من عدمه ووصفوا كتاباته بأنها لا تستحق وأن هناك الكثير من الكتاب الأجدر بالوصل لها.
تعرض أحمد مراد، مجدد لأزمة جديدة في 2017، كانت أكثر سخونة من سابقتها بعد إصداره روايته “موسم صيد الغزلان” التي أثارت موجة عنيفة من الانتقادات لها، واتهمه الكثيرون بالدعوة إلى الإلحاد والتجرؤ على الذات الإلهية وإهانة المرأة والتقليل من شأنها وطالب الكثيرون بمصادرتها ووقف نشرها.
وظهر مراد، حينها ببرنامج “معكم”، الذي تُقدمه الإعلامية منى الشاذلي، مدافعا عن الرواية قائلا ” أنه لا يوجد إنسان لم يسرح أو يفكر في العديد من الأسئلة الوجودية، مضيفًا أنه لم يكتب شيئًا خياليًا، بل عرض شيئًا موجودًا بالفعل، لكن إظهاره أو خروجه للنور أصاب الناس بالخوف.
ولم تكن تلك الأزمة الوحيدة التي أثارتها تلك الرواية حيث اتهمته الكاتبة ميرال الطحاوي، باقتباس عنوان الرواية من عنوان إحدى قصصها التي نشرتها في عام 2013.
بمجرد إعلان فوز أحمد مراد بجائزة التفوق في الآداب لعام 2017، أثير جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعى ما بين مؤيد ومعارض لاستحقاقه الجائزة من عدمه، وطُرح سؤال هز الوسط الثقافي كله حول:
هل فاز أحمد مراد بجائزة الدولة للتفوق بالمخالفة للقانون؟
مبررين أن لائحة شروط جائزة الدولة للتفوق فى الفنون، والآداب، والعلوم الاجتماعية تشترط أن يكون الحاصل علي الجائزة قد مارس الإنتاج الفكرى، أو الإبداع فى مجالات الفنون، أوالآداب مدة خمس عشرة سنة على الأقل، ولم يتوقف إلى الآن، وهو ما لا ينطبق على مراد، وأتهمه البعض بالتسطح وأن رواياته ما هى إلا للتسلية ولا تتمتع بأي أثر ملموسا، بالمعنى الإبداعي والثقافي.
أطلق أحمد مراد أثناء مشاركة في فاعليات معرض “الشارقة الدولي للكتاب” ،2019 بعض التصريحات تخص الأديب نجيب محفوظ، ووفقا لما تم تداوله قال مراد إن روايات الكاتب العالمي نجيب محفوظ ذات إيقاع بطيء، وهذا لا يناسب إيقاع العصر الآن، وأنه يجب على الكاتب مراعاة التطور العصري في كتاباته.
وتسببت تلك التصريحات في موجة انتقادات حادة للكاتب والروائي المصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنه سرعان ما تراجع وأصدر بيانا رسميا أكد فيه أن نجيب محفوظ سيظل في طليعة أساتذته، وأنه سيتابع عمله ولن يسمح لمشاعر الغضب بأن تسكن ضلوعه، سأغلق من جانبي باب الرد، بعد تكليف المحامي د. حسام لطفي المحامي بالنقض باتخاذ الاجراءات اللازمة.
قبل صدور روايته الأخيرة بأيام قليلة وبعد الإعلان عن اسمها “لوكاندة بير الوطاويط” أعلنت دار “نول” للنشر في بيان لها أنها فوجئت في مساء يوم السبت 27 يونيو 2020، بإعلان الكاتب أحمد مراد، لروايته الجديدة بنفس عنوان رواية للكاتب والسيناريست هشام هلال، والتي تعاقدت معه الدار في أغسطس 2019، وكان من المقرر نشرها كرواية في مارس 2020، ولكن نظرًا لانشغالات الكاتب وبعدها وقوع أزمة وباء كورونا، تم تأجيل كافة خطط النشر، ورد مراد في بث مباشر تم بثه على صفحة دار الشروق على فيس بوك، إنه يحترم الكاتب والسيناريست هشام هلال، مشيرا إلى أنه لم يكن يعلم بصدور رواية له تحمل اسم “بير الوطاويط”، وأنه مجرد تشابه للأسماء فقط، أنه أخبر هشام هلال بأنه لن يغير اسم روايته.