محمد إسماعيل الحلواني
أشار تقرير جديد أصدره مركز Poynter لدراسات الإعلام في الولايات المتحدة، إلى أن الشيء الوحيد الذي لا يقوم به كثير من الأكاديميين والباحثين في تخصص الصحافة جيدًا، هو تحويل عملهم إلى آليات قابلة للتطبيق على الصحفيين العاملين. والشيء الوحيد الذي لا يقوم به الصحفيون العاملون جيدًا، هو تطبيق دراسات الباحثين على عملهم الصحفي، وكأن كل من الفريقين يتعمد تجاهل الآخر.
ويعتقد “روبرت جوتشي جونيور” أن هذا الأمر الواقع محزن للغاية، لأن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الصحفيين والأكاديميين غالبًا ما يفكرون في نفس الشيء – أي أن هدفهم المشترك هو أن يجعلوا الصحافة أفضل، مهما زعم البعض أن الصحفيين والأساتذة لا يحتاجون إلى بعضهم البعض.
ويروي جوتشي أنه في الآونة الأخيرة، كان يعمل على مراجعة كتاب بعنوان “أين تموت الأفكار: مصير الفكر في الصحافة الأمريكية”، والذي يركز على كيف يتشكك الصحفيون في الفكر الأكاديمي ويسخرون منه أحيانًا.
وذكرته مهمة مراجعة الكتاب بالوقت الذي قضاه كمراسل عندما اضطر إلى الاتصال بالأكاديميين للتعليق على كل شيء من الأعمال العسكرية الأمريكية في أفغانستان والعلاقات العرقية في مدينته إلى الاتجاهات الاقتصادية والابتكارات التكنولوجية الجديدة. وفي كثير من الأحيان، كانت المكالمة مع المصادر تسير على ما يرام، ولكن في كثير من الأحيان بدا له أن الرجوع إلى الأكاديميين مجرد وسيلة للحصول على “صوت آخر” أو “منظور يعتد به” لمواجهة أي اتهامات للصحفي أو للصحيفة بالتحيز في تقاريرها، ومحاولة تلبية فكرة الموضوعية التي يتعذر الوصول إليها.
وكانت مصادر “جوتشي” الأكاديمية تتمتع بالذكاء، بالتأكيد، لكن وجهات نظرهم حول القضايا اليومية جعلته يشعر أحيانًا بأنه مضطر للتوصل إلى ملائمة بين الرأي الأكاديمي وآراء جمهور القراء، فما يدلي به الأكاديميون من آراء في الغالب كانت بعيدة عن القضايا والتجارب الحية التي يكتب عنها، ناهيك عن المصطلحات والشعور بأن على الصحفي أن يكافح من أجل إنزال المصدر الأكاديمي من البرج العاجي الذي يتمسك بالبقاء فيه.
وعلى الرغم من أن تقدير الأكاديميين النظري لحجم القضايا لا يكون على صواب بنسبة 100%، وعلى الرغم من أن الفجوة بين النظرية والتطبيق تجعل خطأ الأكاديمي أحد الاحتمالات، إلا أن جوتشي يؤكد أن العلماء المخطئين هم الاستثناء وليسوا القاعدة، وأضاف: “إن معظم الذين أعرفهم يريدون المساعدة في إحداث فرق في الصحافة. لذلك، قمنا بتطوير بودكاست جديد، بعنوانThe J Word، لربط الصحفيين والباحثين وإدارة المناقشات حول ما يحدث في غرف الأخبار في جميع أنحاء العالم”.
ويعتقد جوتشي أن المدونات الصوتية المثيرة للاهتمام المتعلقة بالصحافة سوف تكتسب قوة جذب تغطي موضوعات مهمة مثل تاريخ الصحافة، ووعد جوتشي بنشر مقاطع فيديو ومنشورات للباحث والمبتكر الصحفي جيف جارفيس على موقع BuzzMachine، من أجل تحقيق التوازن بين ما يعتقده الأكاديميون وما يعتقده الصحفيون بالفيديو والنص حول الصحافة اليومية والرقمية والقضايا الاجتماعية.
وأعلن جوتشي أن البودكاست الجديد بعنوان “واقع الصحافة” سيكون متاحًا على سبوتيفاي وآبل وجوجل بودكاست وiHeart Radio ومنصات أخرى. فهو لا يقدم فقط مقابلات حول التكنولوجيا في غرفة الأخبار، والعرق، والاتجاهات العالمية في الممارسة الصحفية المتعلقة بالثقة والنوع وتغطي العنف الجنسي والسياسة، ولكنه يوفر وصولاً مجانيًا مؤقتًا إلى المقالات التي تتم مناقشتها خلال البودكاست للالتفاف مجددًا حول الهدف المشترك الذي يطمح إلى أن تصبح الصحافة أفضل.
يأتي البودكاست المشار إليه وسط صعود شعبية البودكاست، إلى حد كبير بعد نجاح سلسلة بودكاست مهنية أذاعتها صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا.